اليمن تودع عام 2017 بـ 92 ألف معاق

الأربعاء 27 ديسمبر-كانون الأول 2017 الساعة 06 صباحاً / مأرب برس_مصر العربية
عدد القراءات 3664



لا تزال تداعيات الحرب في اليمن على آلاف المعاقين كارثية، فهم يتجرعون يوميا معاناة الحرب دون الحصول على أبسط المقومات الأساسية للحياة في ظل غياب دور الجهات الرسمية وصمت الكثير من منظمات المجتمع الإنساني الدولية والمحلية.

ولم تقف تداعيات الحرب على تدمير البنية التحتية وانهيار جميع القطاعات الحيوية من صحة وتعليم، وإنما دمرت أهم عنصر وهو الإنسان اليمني بعدما أصبح الجميع في غير مأمن.

وعلى مدار ثلاثة أعوام من سيطرة الحوثيين على اليمن، لم يجنِ المواطن اليمني سوى الخراب والدمار في كل القطاعات، حيث سجل معدل الفقر في اليمن أرقامًا قياسية بلغت لنسبة 85% من إجمالي عدد السكان البالغ 27 مليون نسمة.
مأساة إنسانية 

كذلك فإنّ أكثر من مليوني طفل يمني باتوا يعانون من سوء التغذية الحادة، ويفتقر نحو 16 مليون نسمة إلى المياه الصالحة للشرب ومرافق الصرف الصحي، وكل ذلك بسبب الحرب التي اندلعت في البلاد بعد سيطرة الحوثيين عليها.

 

كذلك فقد تسبّبت الحرب على الحوثيين في تفشي الكوليرا في اليمن ووصلت أعداد المصابين بها لنحو المليون مصاب، وكان السبب الرئيسي تدمير المنشآت الصحية هناك جراء القصف السعودي الحوثي وما تبعه من نقص الأدوية، وقلة الأطباء، وانتشار النفايات وأكوام القمامة في الشوارع بسبب الحرب وتدهور المستوى المعيشي للمواطنين كل ذلك ساعد على انتشار الكوليرا وأصبحت وباءً يطارد اليمنيين.
 

كذلك فإنَّ هناك قتلى تخطى عددهم 5 الآف مدني على الأقل منذ اندلاع الحرب في اليمن، وفقًا لما أعلنه المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد بن رعد.

 

آلاف المعاقين 

وبالرجوع إلى قضية معاقي الحرب لم يتسن الحصول على معطيات رسمية لأعدادهم لكن الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين اليمني كشف تقرير له أن الحرب الدائرة حالياً خلفت ما يقرب من(92 ) ألف معاق، "قصف الطيران وزراعة الألغام وخصوصاً في مدينة تعز جنوب اليمن تخلف يومياً عشرات المعاقين".
 

وأكد رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين عثمان محمد الصلوي،أن هناك الكثير من الصعوبات والمشاكل التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة، أهمها توقف عمل مراكز الرعاية المتخصصة بالتدريب والتأهيل، والذي ألقى بضلاله على توقف الخدمات الطبية والعلاجية للمعاقين.
 

وأضاف في تصريحات صحفية، أنه في الوقت الذي تظل فيه جهود المنظمات الدولية والمحلية الساعية إلى مساعدة المعاقين في اليمن محدودة ومتواضعة لأسباب تتعلق بأوضاع الحرب، فإن بعض المنظمات الدولية تبذل جهود جيدة في هذا المضمار، فمثلاً كما يوجد قطاع منهم يقف مغلولي الأيدي أمام بسبب الأوضاع الأمنية.

 

إهمال طبي 

بدوره قال الناشط الحقوقي اليمني خالد المشهري، إنه لا شك أن الحرب في اليمن خلفت الكثير من المصابين وبالفعل هم مهملون على جميع المستويات الحقوقية خاصة المحلية والدولية وهذا يزيد من معاناتهم الماضفة إلى معاناة الحرب نفسها.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن الحرب لشخص المدني العادي هى معاناة، لكن للمصاب الذي أصبح معاقا بسبب الحرب المستمرة والتي يعتبرها جحيم لا ينتهي وهذا قطعاً سيدفع به إلى الاكتئاب والدخول في حالات نفسية صعبة.
 

وأوضح أن الكثير من المنظمات الحقوقية المتعلقة بتأهيل هؤلاء المصابين يتوقفون عن العمل بسبب القصف الذي يجعل عملهم أمرا صعبا ومستحيلا، كذلك الحال هناك تضييقات في الوصول لهؤلاء المصابين بدعوى أنهم كانوا مقاتلون في الحرب.

 

مطالب بوقف الصراع 

فيما قال الناشط السياسي اليمني جعفر السقاف، إن ما يحدث في اليمن مأساة لآلاف المعاقين والمصابين جراء الحرب والتي لن تتوقف إلا من خلال وقف الصراع الذي يعتبره الشعب اليمني هو أساس الخراب والدمار على جميع المستويات.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن جميع الأطراف الأساسية الداخلية وليست الخارجية يريدون أن تتوقف الحرب لكنهم لا يستطيعون بسبب المكاسب السياسية بالنسبة لكل طرف.
 

وأوضح أن توقف الحرب لن يكون إلا من خلال مبادرة مقبولة من كل الأطراف أو تكون هناك نية صادقة وحقيقية للبدأ بمفاوضات جدية، من أجل وقف نزيف دماء الحرب التي أنهكت اليمن وشعبه.