كوليرا اليمن.. قاتل صنعه الحرب  

الإثنين 17 يوليو-تموز 2017 الساعة 02 مساءً / مأرب برس - مصر العربية
عدد القراءات 1736

 

تدهورت الأوضاع في اليمن منذ انطلاق العمليات العسكرية التي تقودها السعودية لحد لا يحتمله بشر، وجاء وباء الكوليرا ليزيد من معاناة الشعب اليمني ويحصد المزيد من أرواح الضحايا وسط صمت دولي وإهمال حكومي

والكوليرا مرض بكتيري مُعْدٍ بشكل كبير ينتشر من خلال الغذاء أو الماء الملوث، ويمكن علاج هذا المرض بسهولة، ولكن السيطرة عليه في اليمن المضطرب يشكل صعوبة خاصة.

وحذّرت منظمة الأمم المتحدة من أن ربع مليون شخص قد يصابون بالكوليرا بنهاية العام في اليمن، كما أنَّ ثلثي سكان البلد الفقير على حافة المجاعة بسبب الصراع.

 

وأوضحت المنظمة في بياناتها أن حالة الإصابة بالكوليرا آخذة في الارتفاع بنسبة تفوق 4% يوميا، بينما ترتفع حالات الوفيات بنسبة 3.5% يوميًا.

 

التحالف العربي

وقتل في النزاع بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية المدعومة من التحالف العسكري أكثر من ثمانية آلاف شخص وأصيب 45 ألف شخص بجروح.

 

ويشن التحالف العربي الذي تقوده السعودية، ومدعوم من الولايات المتحدة وبريطانيا، حملة عسكرية في اليمن دعمًا للرئيس عبدربه منصور هادي، منذ مارس عام 2015.

 

حالة طوارئ

 

كانت السلطات اليمنية، قد أعلنت حالة الطوارئ في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثي وتشهد أعلى عدد من حالات الإصابة بالكوليرا، في ظلّ تعطل نصف عدد المستشفيات والمنشآت الطبية عن العمل بسبب الحرب.

 

في حين لم يتقاضَ العاملون في منظومة الصحة والصرف الصحي، رواتبهم منذ ثمانية أشهر، ولم يستورد البلد سوى نحو 30% من المستلزمات الطبية التي يحتاجها.

 

ولا تجري عملية جمع القمامة في المدن اليمنية بانتظام، ويتعذّر على أكثر من ثمانية ملايين شخص، الوصول لمياه شرب آمنة، أو صرف صحي سليم.

 

انعدام الأمن الغذائي

 

 وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إن خطر انتشار الوباء على نطاق أوسع يتضاعف في ظل موسم الأمطار، وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.

 

بدوره قال المحل السياسي اليمني محمود الطاهر، إن السبب الرئيسي في انتشار الكوليرا هو الحرب الدائرة منذ عامين في الوقت الذي تشهد فيه منظومة الصحة والمياه والصرف الصحي في اليمن، تدهورا ملحوظا .

 

إهمال حكومي

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن الجهود المبذولة سواء من الأمم المتحدة أو من الدول العربية محدودة للغاية أمام الانتشار السريع للعدوى، كما أن فساد بعض الوزراء والإهمال الحكومي بشكل عام يعتبر من الأسباب الرئيسية في انتشار الأوبئة.

 

وأوضح أن السعودية قدمت 60 مليون دولار لحكومة هادي لكنها لم تصل للمناطق الموبوءة، واستفاد من هذه الأموال وزراء في الحكومة التي تتعمد عدم إنهاء مشكلة الكوليرا لجمع الأموال والمساعدات والمتاجرة بدماء الشعب اليمني الذي لم يعد لديه طاقة احتمال بسبب الأوضاع السيئة التي يعيشها.

 

الكوليرا من صنع الحرب

 

فيما قال الناشط الحقوقي اليمني الدكتور أحمد قاسم، إن وباء الكوليرا أصبح أخطر من الحرب على حياة اليمنيين، مؤكداً أن المسؤولية تقع على عاتق حكومة هادي المنشغلة بالسفريات على شرف الحرب سواء للقاهرة أو للرياض أو الإمارات تاركة الشعب لمصير بشع.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن مخلفات الحرب في اليمن من قمامة وجثث متحللة متكدسة في المناطق السكنية أحد أسباب انتشار الأوبئة، لافتاً أن عمال النظافة توقفوا عن العمل بسبب ضعف إمكانيات جمع القمامة كما أنهم لم يحصلوا على مرتبات منذ شهور.

وأكد أن الكوليرا في اليمن كارثة صنعتها الحرب وساهمت فيها الحكومة المساهمة الكبرى فى انتشارها وعجزها على القضاء عليها، مطالباً المجتمع الدولي خاصة الأمم المتحدة ببذل مزيد من الجهد للحد من هذا الوباء الفتاك

أزمة مروعة

 وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إن عشرين مليون يمني يتأثرون بالأزمة المتعددة الوجوه، واصفًا الحالة الإنسانية في هذا البلد بـ"المروعة".

وأضاف ولد الشيخ - في إحاطة بشأن الأزمة في اليمن أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك- أن على القيادات السياسية أن تدرك أن استمرار الحرب لن يؤدي إلا إلى مزيد من الخسائر البشرية والمادية، ويعقّد التوصل إلى حلول ناجحة لمستقبل اليمن ومن ضمنها مظالم الجنوب.

وأنشأت منظمة الصحة العالمية مراكز طبية عدة بها مئات الأسرة لرعاية الحالات المشتبه في إصابتها بالكوليرا. وتقول المنظمة إنها تسعى لزيادة عدد الأسرة إلى 5,000 سرير لمواجهة ما وصفته بأسوأ وباء على الإطلاق من حيث التفشي.