الأغنية تهزم ألف مسلح في اليمن

الأربعاء 05 نوفمبر-تشرين الثاني 2014 الساعة 03 مساءً / مأرب برس - ارم
عدد القراءات 4476
بات الحديث عن الفن والغناء ضرباً من الخيال، وأصبحت مهمة البحث عن بقعة آمنة تتربع على سلم أولويات المواطن العادي، إحصائيات غير رسميةتشيرإلى أن في شعب اليمن في جعبته ما يقارب 60 مليون قطعة سلاح، وهذا رقم مقلق للغاية، وباعث على عدم الطمأنينة، ويهدد حياة الملايين من السكان المدنيين، لذا من الطبيعي أن يعلو صوت السلاح، فيما يختفي صوت الفن والغناء في بيئة "عنيفة" كهذه، غير أن المفارقة أن الغناء يحضر بقوة في مواجهة صوت الرصاص المنبعث من أكثر من مكان غير آمن في البلاد. 

ومنذ الـ21 من سبتمبر/ أيلول الماضي، تاريخ دخول مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثي) إلى العاصمة صنعاء، يعيش اليمن فترة غاية في الصعوبة، في ظل انفلات أمني لم تشهده البلاد، وبات المسلحون الحوثيون يتحكمون في مجريات الحياة اليومية، في ظل غياب شبه تام لدور الدولة ومؤسساتها.

وهناك سباق محموم بين مليشيات جماعة "الحوثي"، وبين مسلحي تنظيم "القاعدة" من أجل السيطرة على المناطق ومدّ النفوذ، فيما تتعالى الأصوات في الجنوب مطالبةً بالانفصال.

هذه الصورة القاتمة لبلد هو الأفقر في المنطقة العربية، والمصنّف ضمن قائمة "الدول الفاشلة" لا تعني توقّف عجلة الحياة، فلا بد من متنفّس ما يُصاحب هذا العناء.

الفنان اليمني "وليد الجيلاني"، أحد المتسابقين في برنامج "عرب أيدول"، يقترب أكثر للمنافسة على لقب البرنامج، وهو صوت واعد من اليمن رغم ما تعانيه البلاد من أزمات.

"الجيلاني" كتب على صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "أعمل جاهداً، وبكل تفانٍ، ومجهود أن أقدم أفضل مستوياتي وأفضل ما في جعبتي، لأدخل إلى قلوبكم الفرح والسرور، وأن أرسم الابتسامة على وجوه كل اليمنيين في الداخل وفي بلاد المهجر".

وعقب "الجيلاني" عن شعوره بالفخر والاعتزاز بحجم التفاعل والاهتمام الشعبي الواسع بعروضه في المسابقة بقوله: "أسأل الله أن ينعم على أرض الإيمان والحكمة بالأمن والأمان والمحبة والسلام".

أما "أمل علي"، مذيعة يمنية، فترى أن "الغناء قادر على إسكات صوت الرصاص، والدليل هذا الالتفاف حول موهبة "وليد الجيلاني" وما سبقه من مواهب يمنية شاركت في برامج مماثلة، وهذه الأصوات ألّفت قلوب الجميع بمختلف الأطياف والانتماءات، ووحّدت ما فرقته السياسة وما لم تستطع على تجميعه أي مبادرة أو أي قوة".

وقالت إن "الغناء جعل القلوب تبتسم، فهي وظيفته الأزلية، بعكس الرصاص الذي اغتال وطنا وشعبا وأحلاما وآمالا"، مضيفة: "أتمنى أنْ يكون صوت وليد (الجيلاني)، وغيره هي بوابة يمننا المدني القادم".

ويرى "محمد ناجي"، أحد مشجعي وليد الجيلاني، أن "وليد شاب موهوب، ويحتاج إلى فرصة ورعاية ودعم من الجهات المعنية، وهو يعتبر من الذين يحيون الفن في ظل الظروف الصعبة التي يشهدها اليمن".

وأوضح "ناجي" في حديث للأناضول، أن "الشعب اليمني شعب يحب الفن ويعشق الغناء، ورغم تاريخه المثخن بالصراعات والحروب، إلا أنه احتفظ بذائقته الفنية، دون أن تتأثر بما تحدثه الصراعات من تشققات في جسد المجتمعات".

وتابع: "يلعب الفن والغناء دوراً بارزاً في تهدئة النفوس، وفي تعرية الظواهر السلبية في المجتمع، ومنها انتشار السلاح والصراعات والحروب، وهذه مهمة كبيرة تقع على عاتق الفن والفنانين".

ومن المتعارف عليه أن اليمنيين يحبذون ترديد الأهازيج الشعبية مع كل مناسبة، لعل وعسى أن يغادر بلدهم مربع الصراع، فلربما هزمتْ أغنيةٌ ألفَ مسلّح، من يدري!

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة ثقافة