قراءة شرعية في مواقف من يعتبر ثورة التغيير السلمية في اليمن فتنة
د . أمين السلمي
د . أمين السلمي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد

بالتأمل في مسار ثورة شباب التغيير في اليمن التي انطلقت في الحادي عشر من فبراير 2011 بعيد إعلان سقوط نظام مبارك وعائلته في مصر الكنانة

ومن خلال متابعتي للأحداث ورصدي لمواقف مختلف الأطرف سواءً السياسية منها أو الأكاديميين أو مواقف المحللين والكتاب والباحثين والمراقبين ، وبعد اكتمال الصورة خصوصاً بعد دعوة الرئيس للعلماء وتحميلهم المسؤولية في الدنيا والآخرة وإعلانه أنه سوف ينزل عند رأيهم ، وقوله للعلماء عليكم أن تجدوا حل وسوف نقبل به وكرر أنه سوف يقبل بما يصلوا إليه من حلول وأكد لهم أن واجبهم هو الآن وأن عذاب الأخر مضاعف إن تقاعسوا عن الحل وكرر الأمر أكثر من مره بقبول ما يتوصلوا إليه مهما كان ، وبعد تقديمهم للرأي ونقله للرئيس ، وبعد البيان المفاجئ الذي خرج به بعض العلماء بإعلان طائفة منهم الوقوف ضد مطالب المعتصمين برحيل الرئيس وتغيير النظام عبر بيان جمعية العلماء الشهير الذي صدر من خلال إعلان باسم جمعية علماء اليمن في مسجد الصالح البيان الذي تلاه الشيخ / مقبل الكدهي وبثته الفضائية اليمنية بأنهم أكدوا موافقتهم على النقاط الثمان التي وردت في مبادرتهم المطروحة على رئيس الجمهورية.

واعتبروا في ختام اجتماعهم بجامع الصالح أن من خرج عنها فقد دعا لفتنة .

ثم وضوح مواقف العديد من العلماء بوجوب تنحي الرئيس عن السلطة ، وبعد مبادرة الرئيس في ميدان الثورة الرياضي والتزامه بحماية المعتصمين والمتظاهرين ، ثم وقوع مجزرة الجمعة الدامية في اليوم التالي مباشرة التي راح ضحيتها أكثر من خمسين شهيد ، ناهيك عن المصابين .

لفت انتباهي وشدني كثيراً موقف ورأي طائفة ممن هم محسوبون على أهل العلم ممن اشتهر صيتهم أو من بعض الأشخاص المعروفون بعدم أهليتهم لإبداء الرأي أو إصدار الفتوى فبعضهم يجيد لبس العمامة ولا يحسن قراءة فاتحة الكتاب .

على أي حال ديدن كل الأنظمة في البلاد العربية تقريباً استنساخ كل شيءٍ جميل في حياتنا فأكاديميون مستنسخون وصحافيون مستنسخون وإعلاميون مستنسخون ونقابيون مستنسخون لاستخدامهم عند الشدائد والملمات من أجل التبجيل والتطبيل والتعظيم بل استنسخ النظام معارضة فلا نستغرب عندما يستنسخ النظام أشخاص ألبسهم الثياب والعمائم وأسماهم علماء ويقال عنهم أصحاب فضيلة ليقدمون رأي الحاكم على ألسنتهم وكأنه الموقف الشرعي الصحيح لما يدور من أحداث فتصدروا واجهة الدفاع عن الحاكم ووقفوا في صفه ضد مطلب التغيير .

وعند بحثي وإمعاني في كل الأدلة التي استند إليها من من تبنى الوقوف ضد التغيير ويعتبرون أن خروج الشباب للمطالبة بتغيير النظام بزعم أنها فتنة ألاحظ مدى تركيزهم الكبير على الاستدلال بأحاديث الفتن وحشد الكثير من الأحاديث المصنفة في هذا الباب كخط دفاع أمامي في وجه من ينتمون أو ينظرون أو يدعمون الثورة السلمية وأهدافها في مواجهة المد الثوري العارم الذي اكتسح وسيطر على المشهد اليمني .

ثم يأتي القرآن عندهم خط دفاع ثاني كاستدلالات عامة يدعمون بها نصوص الأحاديث النبوية كل ذلك من أجل إقناع جمهور الثورة للعدول عن استمرار اعتصامهم والعودة لمنازلهم تجنبا للفتنة على حد قولهم ، و الاهتمام بخاصة أنفسهم .

وهذه المنهجية في التفكير مؤداها أن تصبح السنة حاكمة على القرآن.

ولنا نذكر بعض مما استدل به أصحاب هذا المنهج من أدلة نبوية يخرجونها عن معناها الحقيقي كحديث رسول الله r الذي رواه الترمذي من حديث عبدالله بن محصن y ( من أصبح منكم آمناً في سربه معافىً في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحاذافيرها ) والله ما أدري هل يريدون أن يسقطوا هذا الحديث على حال المظلومين المقهورين المنهوبين المسلوبين ، على شعب خرج يريد إسقاط ظلم وفساد ونهب وسرقة من قبل نظام ظل منكراً لوجود الفساد أعوام عديدة ، وعندما اعترف به مؤخراً في السنوات الماضية مجارة للآخرين ابتكر لنا نظرية محاربة الفساد في الوقت الذي يفتخر ويحترم الفاسدين بدليل عدم تقديمه لفاسد واحد لا من العيار الثقيل ولا من العيار الخفيف .

هل تحرمون على شعب ينتفض بطريقة سلمية مطالباً بتغيير هذا الحال البائس .

هل المطلوب من كل فرد من الشعب أن يرى الفرد وقد وصل إلى العظم أن يغمض عينيه ويدس رأس في التراب وإذا تكلم أو اعتصم قلتم هذه فتنة .. عجباً لهذه العدالة ميزانها مكسور على شعبٍ مقهور .

ألا يعد البوح بالكلام نوعٌ من أنواع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟؟

يطلبون من الشعوب أن تخضع للحاكم ويحرمون عليهم التظاهر أو الاعتصام بغرض طلب الحقوق ويسمون كل من يدعو لتظاهرة ضد الحاكم أنه خارج على ولي الأمر المأمور بطاعته ويستدلون بجزء من النص القرآني في قول الله تعالى بسورة النساء (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منك ( ولا يتكلمون عن بقية الآية ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ) قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : فإن اختلفتم - أيها المؤمنون - في شيء من أمر دينكم أنتم فيما بينكم ، أو أنتم وولاة أمركم ، فاشتجرتم فيه \\\" فردوه إلى الله \\\" يعني بذلك : فارتادوا معرفة حكم ذلك الذي اشتجرتم أنتم بينكم ، أو أنتم وأولو أمركم فيه من عند الله ، يعني بذلك : من كتاب الله ، فاتبعوا ما وجدتم . وأما قوله : \\\" والرسول \\\" فإنه يقول : فإن لم تجدوا إلى علم ذلك في كتاب الله سبيلا فارتادوا معرفة ذلك - أيضا - من عند الرسول إن كان حيا ، وإن كان ميتا فمن سنته ، \\\" إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر \\\" يقول : افعلوا ذلك إن كنتم تصدقون بالله واليوم الآخر ، يعني : بالمعاد الذي فيه الثواب والعقاب ، فإنكم إن فعلتم ما أمرتم به من ذلك فلكم من الله الجزيل من الثواب ، وإن لم تفعلوا ذلك فلكم الأليم من العقاب .

وهنا يثبت التنازع بين طائفة عريضة من الشعب وحاكمه الذي استبد بهم وظلمهم وحمى من أفسد في البلد ، هل يعقل أن يكون الاستدلال بالنصوص وإسقاطها بهذه الطريقة ، بل يصل الأمر استخدام النصوص في جواز قتل كل من يدعو لتغيير حاكمه عندما يسوقون حديث رسول الله r كما عند مسلم من حديث عرفجة الأشجعي ( من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم فاقتلوه كائناً من كان ) فيضعون هنا الطائفة ضئيلة العدد الذين يلتفون حول النظام الحاكم ممن انتفعوا وأفسدوا وباعوا الذمم والضمائر ونقض يميناً أقسموا به للحفاظ على البلد ومقدراته وعدم مخالفتهم للدستور الذي هو العقد الاجتماعي الذي ارتضاه اليمنيون ليكون حكماً بينهم وبين الحاكم ، يلعبون بمقدرات اليمن دون ما حسيب ولا رقيب وكأنهم جميع الشعب ويسوغون لهم قتل الطائفة العريضة من الشعب الغير راغبة ببقاء هذا النظام الفاسد .

هذه لعمري كارثة ومصيبة ممن يقدمون أنفسهم أنهم علماء .

وثالثة الأثافي عندما تخرس ألسنتهم صامتون خائرون بائرون وهم يرون رؤوس شباب لم يرتكبوا جرماً سوى أنهم قالوا لا لا نريد إسقاط النظام قد اخترقت رصاصات الغدر رؤوسهم ومزقت أجسادهم وسقطوا مضرجين بدمائهم موتى في سبيل حرية مسلوبة ، وثروة شعبٍ منهوبة وحالة مقلوبة .

يصدق فيهم قول الناظم :

كأنهم إذ ترى خشبٌ مسندةً .. وتحسب القوم أيقاضاً وهم رقدُ

يا أصحاب الفضيلة يا من ترون أن مجرد خروج الشعب ليطالب بحقوقه فتنة عريضة مستدلين بكل ما حفظتم من نصوص تنتصرون لحرمة التظاهر أو إبداء الرأي أو التجمع السلمي مؤيدين في النظام الحاكم باليمن الذي يحرجككم أنتم وهو ينادي صباح مساء بأنه يحمي الدستور الذي يبيح حرية التعبير والاعتصام والتظاهر .

ثم تستدلون بعموم النصوص القرآنية والنبوية عندما تسألون عن حكم الدماء المسالة في محاريب الحرية في صنعاء وعدن وتعز وحضرموت ، تقولون بحرمة الدم وحرمة قتل النفس بغير الحق وتذكرون لنا قول الله في سورة المائدة ( أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ... ) ، وقول الله تعالى في سورة النساء ( ومن يقتل مؤمناًُ متعمداً فجزاءه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذاباً عظيما ) ، وحديث رسول الله r عند الترمذي من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص y ( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم ) ، وحديث رسول الله r عند الشيخين من حديث أبي بكرة y ( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ألا فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ) ثم لا تظهر تحجمون عن ذكر القاتل ولا حكمه ولا وجوب محاسبته ، بل تكتفون بقولكم فتنة فتنة فتنة !!!

والسؤال من الذي صنعها .. هل النظام أم المعتصمون ؟؟

تقولون فتنـة !!!!

انطقـوا ..

وتذكروا قول الله في سورة النور ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون )

يقول القرطبي في تفسيره ، والمعنى : يوم تشهد ألسنة بعضهم على بعض بما كانوا يعملون من القذف والبهتان . وقيل : تشهد عليهم ألسنتهم ذلك اليوم بما تكلموا به . \\\" وأيديهم وأرجلهم \\\".

أين تذهبون يوم القيامة والله يقول في سورة يس ( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون )

أين تذهبون يوم القيامة والله يقول في سورة فصلت ( حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ )

انطقوا من المسئول عن دماء الشهداء الذين قتلوا من شباب اليمن بصنعاء في مجزرة يوم الجمعة 18/3/2011.

انطقوا من المسئول عن دماء الشهداء الذين قتلوا من شباب اليمن بتعز في مجزرة يوم الاثنين 4/4/2011

تكلموا .. أفصحوا .. قولوا .

أم صدق فيكم قول الشيخ مقبل رحمه الله

صم ولو سمعوا بكم ولو نطقوا ...... عمي ولو نظروا بهت بما شهدوا

يا أصحاب الفضيلة .

كيف تضعون التظاهرات والإعتصامات في خانة البدع والمحدثات التي لا ينبغي على مسلم أن يأتي بها وكأنها أمر من أمور التعبد قد زادت في أصول الدين أو حتى فروعه وتتهمون الذي يدعو لتغيير الحاكم سليماً أنه يعادي الإسلام ويغرر بالمسلمين ويسفك الدم ويفسد في الأرض ، وتضفون شرعية كاملة على حاكم قد سفك دم أبناء شعبه وخرج ليبرر وليدفع المسئولية عن نظامه بزعمه أن الأمن لم يكن موجوداً في الوقت الذي قد التزم في أكثر من مناسبة بأنه يحمي المتظاهرين ، وهذه مسئوليته أمام الله بحكم ولايته وأمام الشعب بموجب الدستور اليمني .

يا أهل العلم .. يا طلبة العلم .. يا منصفون أيها القراء أيها الشباب .. يا شعب اليمن

إن هذه الآيات والأحاديث التي يستدلون بها لا يمكن فهمها إلا في ضوء قواعد و أصول تذهب بالفقيه المجتهد إلى الرأي الصواب وفق رؤية واقع وحال وسلوك كلٌ من الحاكم والمحكوم .

فمما لا شك فيه بأن العلماء والدعاة هم قلب الأمة النابض ونبراسها المضيء ولسانها الناطق، ولهم مكانة عظمى في قلوب المسلمين. وإن إعادة الأمة المسلمة إلى جادتها وردَّها عن غوايتها وحيرتها مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمدى دورهم و مشاركتهم في تبيين الحقائق للناس والوقوف مع أهل الحق ضد أهل الباطل .

احذروا يا أهل العلم فلم يتوعد الله تعالى في القرآن الكريم طائفة من المؤمنين باللعن كتوعده أهل العلم في حال عدم تبينهم للحق وإظهاره للناس في الأوقات التي تختلط فيه الأمور قال تعالى ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون )

ولنرجع إلى أصول الاستدلال عند أهل السنة سنجد أنهم يقدمون الاستدلال بنصوص القرآن الكريم وبيانه بخصوصه وعمومه ثم يستدلون بصحيح السنة لبيان تفصيل ما ورد في القرآن الكريم .

فإذا ما أخذنا جانب الظلم وما ذكره الله في القرآن وما حث عليه سنجد الآيات الواضحة في الحث على مقاومته والدعوة إلى ذلك وعرض عاقبة الظلمة

فعلى سبيل المثال

قول الله عز وجل( فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (الأنعام: 46.

فعند التأمل في هذه الآية العظيمة سنجد أن الله تعالى يعد سقوط الظالم هو من النعم التي ينبغي على المسلم أن يحمد الله عليها ويشكره .

وإذا ما أخذنا جانب عرض القرآن لبشاعة الظلم وصاحبه سنجد أن الله تعالى يحذر كل من يركن إلى الظالمين من أن تمسه النار .

فيقول الله تعالى ( وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ) هود:113.

وعند التركيز أكثر على تحذير الله تعالى من الظلم وعواقبه سيجد أن القرآن الكريم يدخل الساكتين والراضين عن الظلم وصاحبه في عداد من يشملهم العذاب في حال نزوله على الظالمين .

و يقول الله تعالى ( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً) الأنفال:25.

وعندما نعرج للاستدلال بأحاديث رسول الله r فسنجد البيان والبرهان على حجية مشروعية الوقوف أمام الحاكم الظالم المستبد ، ففي صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( مَن رأى منكم منكرا فليغيِّره بيده، فمَن لم يستطع فبلسانه، فمَن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) .

ففي صحيح مسلم، عن ابن مسعود مرفوعا ( ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي، إلا كان له من أمته حواريُّون وأصحاب، يأخذون بسنَّته، ويتقيَّدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمَن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومَن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومَن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبَّة خردل).

وفي سنن الترمذي عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر) .

وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته (ثم قرأ: ( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) \\\" 102هود

وفي المستدرك للحاكم، عن عبد الله بن عمرو،رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ذا رأيت أمتي تهاب فلا تقول للظالم : يا ظالم فقد تودع منهم)

وروى أبو بكر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ) إن الناس إذا رأَوا الظالم فلم يأخذوا على يديه، أوشك أن يعمَّهم الله بعقاب من عنده).

إن المتأمل في هذه الأحاديث الواضحة البينة، يرى أنها تشير بجلاء إلى فضل قول الحق أمام الإمام الظالم، و أن الله يعاقب الظالم عقابا شديدا، فالإسلام يدعو إلى تغيير المنكر حسب الاستطاعة، و أن السكوت عن المنكر ذنب كبير، فهذه الأحاديث لا يستدل بها أصحاب الفكر النصوصي بالرغم من أنهم يحفظونها عن ظهر قلب.

وفقكم الله إلى كل خير ، وجنبكم كل شكر

هذه كلمات .. ضفرت شعرها .. وجملت وجهها .. كي يقرأها من يحب أن يقرأها .. تجنبت فيها الاعتداء .؟. وممدت فيها للشرب الماء علنا نرتوي من معين صافي بعد التجافي

فما فيها من صواب فهو من رب العالمين

وما كان فيها من خطأ في من نفسي ومن الشيطان اللعين.

*أستاذ إدارة الموارد البشرية والأزمات


في الجمعة 08 إبريل-نيسان 2011 05:12:50 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=9801