طوفان بشري يغرق العاصمة اليمنية
د.رياض الغيلي
د.رياض الغيلي

عنوان المقال هو عنوان لخبر اجتماع الحشود المؤيدة لصالح في ميدان السبعين ، وقد قامت وسائل الإعلام الرسمية مقروءة ومرئية بالإجماع على هذا العنوان مما يدل على أن الإعلام الرسمي يدار من غرفة عمليات واحدة .

قام النظام المتهالك بجمع الناس من داخل وخارج صنعاء إلى المربع الذي لا زال يحكمه (صالح) وهو مربع النهدين ، رداً على المظاهرات والاعتصامات الحاشدة التي ينظمها شباب الثورة منذ ما يقارب الشهرين للمطالبة بإسقاط النظام والتي قدمت حتى الآن أكثر من مائة شهيد بالإضافة إلى مئات الجرحى والمصابين .

لقد اعتبر النظام اجتماع هذا العدد في ميدان السبعين استفتاءً جديداً على شرعية النظام وبقاء الرئيس ، مما أعطى صالح نشوة امدته برصيد إضافي يساعده على التشبث بالكرسي، وهي حركة تنمُّ عن غباء شديد ضاربٍ في عقل الرئيس المخلوع الذي يعلم كيف جيئ بهؤلاء إلى ميدان السبعين ، وكم دُفع لهم من الخزينة العامة من الفوز بهذه النشوة الكاذبة، غباءٌ مستفحل الذي جعل من شعار (يا الله.. يالله .. إحفظ علي عبد الله) ضداً لشعارات (يا الله .. يا الله .. أسقط علي عبد الله)، وشعار (الشعب يريد إسقاط النظام) مقابل شعار (الشعب يريد علي عبد الله صالح) التي رفعتها ثورة الشباب .

شتان بين الشعارين .. وشتان بين الحشدين _ حشد الحاكم و حشد الثورة – قال تعالى ( وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم ( 76 ) [النحل]

ولأن :

-حشود الثورة حشود مشروعة وهي تمثل الفعل السياسي السامي ، وحشود الرئيس رد فعل سياسي مفضوح ، وشتان بين الفعل ورد الفعل !!.

-حشود الثورة جماهيريةً طوعية حركتها الرغبة الصادقة نحو التحرر من الاستبداد والفساد ، وحشود الرئيس مصطنعة حركتها الأموال والنفعية والارتزاق والنفاق، وشتان بين من يأتي طوعاً ومن يأتي انتفاعاً .

-حشود الثورة اعتصامات سلمية دائمة كالرباط في سبيل الله ، وحشود الرئيس مسلحة بالهراوات كما أنها وقتية لحظية تتسلم المكافأة ثم تتفرق .. وشتان بين السلم والعنف وبين الرباط والفرار .

-حشود الثورة هي نخبة الوطن وبناة مستقبله من أكاديميين وعسكريين ومثقفين وصحفيين وإعلاميين وأطباء ومهندسين وقبائل متحضرة .. عندما اطلع عليها أحد محبي الرئيس تنهد وقال (الواحد من هؤلاء بألف ممن يجتمع للرئيس) !! بينما حشود الحاكم تتمثل في القبائل والفئات المجتمعية التي عمل على تجهيلها وسحقها بالجوع وفقاً للقاعدتين المعروفتين (أمة جاهلة أسلس قيادة من أمة متعلمة) و (جوع كلبك يتبعك) ... وشتان بين الفريقين بين العالم والجاهل وبين السميع والأصم وبين الأعمى والبصير .

-حشود الثورة أنتجت إبداعاً وفناً وفكراً سياسياً واقتصادياً وأدبياً ، وصنعت منبراً لإبراز المواهب وإظهار الكفاءات .. بينما حشود الرئيس لا تجيد سوى الهتاف والتصفيق.. وشتان بين الإبداع والابتداع وبين الفن والتقليد.

-حشود الثورة نظامٌ ونظافةٌ وعفةٌ ونزاهة وإخاءٌ وألفةٌ وتعاون واندماج وإيثار، ذابت فيها كل الأحزاب والأفكار والمذاهب ، لم يحدث فيها تحرش ولا سرقة ولا مشادة ولا مشاجرة ... بينما حشود الرئيس فوضى وقذارة واختلاف وتنابز وأثرة وتخريب واستفزاز ، إذا تفرقوا تركوا مكانهم متسخاً وإذا مروا ببيتٍ لأحد الثوار أو ممن يؤيدهم قذفوه بالحجارة ، وإذا اجتمعوا على الغداء اقتتلوا عليه ، وإذا بدأت قياداتهم توزيع المكافئات تكدسوا عليها والتفوا كالتفاف الضباع على الجيف .. وشتان بين النظام والفوضى وبين النظافة والقذارة وبين الإيثار والأثرة وبين الاتفاق والاختلاف .

فإذا كان هذا هو شأن الفريقين !!! فلمن ستكون الغلبة ؟ ولمن سيكون الفوز ؟.


في الإثنين 04 إبريل-نيسان 2011 11:17:40 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=9744