إلى الشاعر الكبير سليمان العيسي
محمد جميل شلش
محمد جميل شلش

وحتى يا رفيق الحرف

في أعماق زنزانة

وفي أبدٍ من الظلماء والآلام والصمت

محضناها الهوى الصافي

وأحرقنا لها الأعصاب

صرخنا دونما صوتِ

بصقنا في وجوه السادة الأذناب

حفرناها على الجدران

كتبناها على الجدران:

يا أقوى من الموت

على اسمك خلف سور الليل

خضَّبنا أغانينا

وجنحنا أمانينا

وطرنا في سماء الحب

من يافا إلى حطين

عطاشى يا رفيق الحرف

غرتي

نمضغ الحرف

نسفُّ عذابه سنّا

نسفُّ عذابه سنّا

ومن منفى إلى منفى

سرينا في رحاب الأرض

عبر حدودنا فكره

حملنا في دمانا شعلة الثورة

حملنا شمسها الحمراء

فوق صدورنا شاره

وطرَّزنا بها الرايات

في الشارع

والحارة

وغنينا من الأعماق

في ليل العبودية

مواكب فجرنا العربي..

فجر الاشتراكية

***

أقول وصوتي المخنوق

من حب ومن ألم

يهدهد في يدي قلمي

ويحيي كامن الأشواق

يذكيها بلا ضرم

أقول لصاحبي

والعيسُ تهوي بالمحبينا

حزانى في صحارى التيه:

وا ألم المصابينا

أحق يا رفيق الحرف

يا بلبلة الشاعر

أحق ما تقول الريح:

إن شعارنا الثائر

غريب هام كالعنقاء

وفي أبدٍ من الظلماء

يُهوّم من ضياع الفكر

في دنيا بلا آخر

ويبحر في ظلام الذات

أحق يا رفيق الحرف أن قلوبنا أموات؟

*شلش: شاعر عراقي. الصورة لـ"سليمان العيسى".


في الجمعة 02 إبريل-نيسان 2010 01:05:07 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=6797