الخليج واستقرار اليمن
دكتور/د.شملان يوسف العيسى
دكتور/د.شملان يوسف العيسى

منذ خمس سنوات واليمن يشهد حربا ومواجهات عسكرية مسلحة بين الحكومة والجيش ضد الحوثيين المتمركزين في المحافظات الشمالية في اليمن مما يهدد أمن واستقرار اليمن ووحدته، ويأتي تجدد القتال بين الطرفين هذه الأيام ليزيد من مخاوف دول الخليج والمنطقة ككل خصوصا بعد تزايد الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تواجهها الحكومة والمتمثلة في تجدد المطالبات الانفصالية وتجدد العنف في الجنوب والتهديدات التي تطلقها الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم القاعدة.

- ماذا يعني استمرار القتال وحالة عدم الاستقرار في اليمن لدول الخليج العربية؟.

تنبع أهمية اليمن لدول الخليج من حقيقة موقعها الاستراتيجي في جنوب الجزيرة العربية فهي بجانب كونها تقع جنوب السعودية وغرب عمان فهي تطل على مضيق باب المندب المطل على البحر الأحمر إضافة إلى موقعها المقابل للقرن الأفريقي المضطرب.

استمرار القتال في صعدة في المحافظة الشمالية لليمن المتاخمة للسعودية منذ عام 2004 حيث يتوقف أحيانا ويعود مرة أخرى، قد يؤدي إلى تمزيق اليمن خصوصا وأن هنالك تحركات في المناطق الجنوبية ذات طبيعة سلمية الآن تتمحور حول تطوير المنطقة وتنميتها وتحسين اقتصادها وإيجاد وظائف لشبابها.. هذه المطالب المشروعة قد تتطور من نضال سلمي الآن إلى تمرد وثورة مسلحة مستقبلا..

- ماهي طبيعة المشاكل في اليمن؟

المشكلة برأينا تتلخص في الطبيعة القبلية للمجتمع والدولة فطوال تاريخ اليمن القديم لم تحظ السلطة المركزية في صنعاء بقوة ونفوذ خارج العاصمة منذ العهد العثماني حتى الآن فيضعف نفوذ الدولة ويزداد نفوذ القبائل في دويلات قبلية لها أنظمتها وقواتها الخاصة وحكامها.

فقد شهد اليمن بمختلف مناطقه العديد من الاحتجاجات والتظاهرات ضد الحكومة المركزية بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية وانهيار الخدمات، فالأحداث الدموية التي تدور في صعدة اليوم ليست جديدة، فقد بدأت في عام 2004 عندما تحرك الحوثيون في مظاهرات ضد الحكومة بسبب تحالفها مع الولايات المتحدة وكان يقودها حسين الحوثي وقد اعتقل وقتل بعد ذلك لكن المواجهات الدموية بين الجيش والحوثيين استمرت.. وقد تدخلت دول خليجية منها قطر لحل الخلاف بين الفرقاء سلميا في فبراير 2008 واستطاعت الدوحة فرض هدنة مؤقتة لكن القتال عاد مرة أخرى.

- ما هو الموقف المطلوب لدول الخليج العربية؟

- من الخطأ أن تتخذ دول الخليج موقفا مؤيدا لطرف ضد الطرف الآخر.. فالحكومة اليمنية تحاول إقناع دول الخليج وأمريكا والغرب بأن الحوثيين شيعة تدعمهم إيران الإسلامية بينما الحقيقة أن أهل المناطق الشمالية لهم تراث زيدي- شيعي بينما الجنوب اليمني له تراث سني- صوفي.

تخطئ دول الخليج إذا تحالفت مع أمريكا بدعم الرئيس اليمني لأن الرئيس اليمني ليس له سياسات ثابتة فهو يتحالف مع الإسلاميين تارة ومرة أخرى مع القبائل فقد استغل العامل القبلي لمصلحته عن طريق إثارة النعرات والثارات بين القبائل وتعزيز الشعور بأن القبيلة خارج القانون وتغاضى عن الاعتداءات المتواصلة من القبائل على المواطنين.. الرئيس الآن يتحالف مع الاخوان المسلمين بزعامة الشيخ الزنداني ضد الحوثيين، في السابق تحالف مع تنظيم القاعدة الذي ينشط في المنطقة الشرقية(مأرب- الجوف وشبوة) الغنية بالنفط والتي تحميها القبائل لكن الرئيس اختلف مع تنظيم القاعدة بسبب الضغوط الأمريكية عليه في حربها ضد الإرهاب الدولي.

- ما المطلوب من دول الخليج العربية؟

- مطلوب من هذه الدول اتخاذ موقف محايد من الصراع وأن تدعو كل الأطراف المتصارعة إلى نبذ العنف والقتال والجلوس على طاولة المفاوضات للتحاور لحل كل مشاكل اليمن المعقدة.

- هذا لن يحصل ما دامت كل قبيلة في اليمن تعتقد أن من حقها إدارة شؤون اليمن.. إذا ما الحل؟.. الحل يكمن في تعهد دولي وخليجي بمساعدة اليمن وتطويره إذا اتفق اليمنيون أنه لا توجد فئة أو قبيلة أفضل من الأخرى وأن مصلحة القبيلة تكمن في مصلحة كل القبائل والطوائف في اليمن، وأخيرا مطلوب من حكومة اليمن إعادة النظر في تحالفاتها بحيث لا تقصي أحداً من أبناء اليمن تحت أي ذريعة.

*الوطن الكويتية


في الثلاثاء 22 سبتمبر-أيلول 2009 04:46:10 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=5838