أحاديث مع قيادات يمنية
د . محمد صالح المسفر
د . محمد صالح المسفر

أبحث عن أخبار اليمن أينما ذهبت. لا تكفيني متابعة التلفاز والمذياع، وما تكتبه الصحافة عن اليمن. في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية التقيت بثلة من أعضاء الحكومة اليمنية كل على انفراد للحديث عن الشأن اليمني وكان لي حديث مع السيد خالد بحاح رئيس الوزراء والذي يشغل أيضاً موقع نائب رئيس الجمهورية، ووزير الخارجية عبد الملك المخلافي وآخرون، والحق أنه لا ينفض اجتماع للحكومة اليمنية إلا ويعقبه اجتماع آخر. إنهم يناقشون الحال في اليمن ويخرجون بقرارات سرعان ما تجد طريقها إلى الإدراج المكتبة، يكتب عليها للحفظ.
الرئاسة اليمنية في عدن تعزل من تشاء من قادتها وتنصب من تشاء وكأنها في حال غير الحال، فحال اليمن اليوم حرب وحصار وإرهاب وجوع ومرض ودولة بلا ميزانية ويحتاج إلى قيادة متحدة متضامنة يسودها الانسجام الكامل بعيدة عن الشكوك بين أعضاء القيادة.
(2)
دار بيني وبين ثلة من القيادات اليمنية حوارات حول الشأن اليمني، شعرت بأنهم يتحدثون في كل شيء لكنهم لا ينطقون وتذكرت العبارة السودانية التي تقول: "والله يازول فلان قاعد يتكلم ساكت" يتكلمون لكن يريدون المستمع أن يفهم ما يقولون دون الإفصاح عما يريدون قوله. سألت أحدهم كيف تعمل الحكومة في الرياض والرئاسة في عدن؟ وهل هناك انسجام بين رئاسة الجمهورية والوزارة؟ قال أحدهم بعد تردد، انسجام في أدنى درجاته، الرئيس يقرر ما يشاء ويعين من يشاء ويعفي من يشاء وكان اليمن في حالة طبيعية، والأمر عكس ذلك. يقول آخر هذا كلام ليس صحيحا، الرئاسة على تواصل برئاسة الحكومة ولا يجري الرئيس أي تعديل في الوزارة إلا بموافقة رئيس الحكومة نائب الرئيس، ولكن في تقدير الكاتب أن ذلك الأمر غير صحيح ومصدر معرفتي شخصيات يمنية لا علاقة لها بالحكومة اليمنية وإنما على مقربة من كل الأطراف.
(3)
أعرف حق المعرفة أن بين المنظمات السياسية وحركات التحرر العاملة في داخل أو خارج القطر الواحد في أي مكان في العالم تحدث بين الفاعلين فيها خلافات في الاجتهاد بقصد الوصول إلى الهدف المنشود، ولكن لا يخوَن بعضهم البعض.
في الحالة اليمنية هناك حرب تشويه سمعة، ووشايات ضد بعض القيادات بهدف النيل منها وإخراجها من دائرة الضوء السياسي داخليا وخارجيا وقد كتبت في هذا الشأن في الشرق القطرية 21 / 8 / 2015 تحت عنوان " الحكمة والنميمة السياسية يمانيتان ".
رغم محاولة التشويه لقيادات عسكرية يمانية مرموقة ومحاولة عزلها عن محيطها اليماني بكل الطرق إلا أن تلك القيادات العسكرية اليمانية صبرة على كره، إلى أن أيقن القوم بأنه لا مجال لتجاهل تلك القيادات فدعيت إلى الميدان ولبت النداء وعملت وأنجزت في ميدان القتال وحققت انتصارات لا ينكرها إلا حاقد.
في هذا الإيطار على دول التحالف العربي في اليمن خاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر الدعوة إلى لقاء مشترك بين القيادات السياسية العليا في الدول المذكورة والقيادة اليمنية الرئاسية والوزارية لوضع النقاط على الحروف، والتأكيد لتلك القيادات أن الموقف لا يحتمل وشايات ولا قرارات منفردة ولا تأخير. لقد أصبحت اليمن اليوم جزءا لا يتجزأ من دول مجلس التعاون وعلى هذه الدول مجتمعة أن تعمل متحدة متضامنة بقيادة صادقة موحدة على الإسراع في تحقيق الهدف المطلوب في اليمن وهو عودة الشرعية لتفرض سلطتها على ربوع اليمن.
(4)
يكسر التحالف العربي في اليمن الحصار على مدينة تعز الذي يقترفه الحلف الثنائي (صالح ــ الحوثي) منذ فترة ليست بالقصيرة الأمر الذي حرم المدينة من الماء والدواء والغذاء والكساء ويمطرهم ليلا ونهارا بالمدفعية الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا وغيرها من الأسلحة. وتأبى أن تستسلم هذه المدينة الباسلة للغزاة الحوثيين وأنصار علي عبد الله صالح رغم قسوة الحياة تحت الحصار.
بالأمس أسقطت قوات التحالف الجوية ما يقدر بأكثر من 40 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية على أهل تعز المحاصرين، ونتمنى على قوات التحالف أن تمد المقاومة الوطنية الشعبية والجيش في تعز بأسلحة حديثة ومدد عسكري لكي يتغلبوا على الحصار وإلحاق الهزيمة بالتحالف الثنائي آنف الذكر. وجدير بالذكر أن الرئيس عبد ربه منصور عين قائدا عسكريا لقيادة العمليات في محافظة تعز، وهنا تسقط كل الذرائع التي كانت قائمة والتي كانت تحد من الاندفاع لتحرير تعز، وتوحيد جبهتها تحت قيادة عسكرية يسهل على قوى التحالف التعامل معها.
آخر القول: نريد وحدة وانسجام بين أركان الدولة اليمنية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور ونائبه السيد خالد بحاح، ونذكر الرئيس منصور هادي بأن الزعماء العرب الذين فشلوا في أوطانهم كانوا يعتمدون على أعوان ومساعدين تربطهم بعض علاقات صداقة وعائلية وليس على أسس الكفاءة والوطنية، فهل أنتم تعقلون؟
الشرق القطرية 

في الثلاثاء 19 يناير-كانون الثاني 2016 05:29:03 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=42019