تعز هذا الصباح
فيصل علي
فيصل علي
الصباح اليوم مختلف والشمس مختلفة أيضا يا تعز، بعد محرقة الكاتيوشا امس صار كل شيء مختلف ما قبل المحرقة لايشبه ما بعدها.
هل استطاعت الأرض أمنا ان تشرب دمنا المسفوح غدرا، هل فعلا دماء الشهداء جفت؟ كل البيوت المحطمة والمهشمة هل مازال فيها حياة؟ الشوارع الأزقة والحارات العتيقة التي تلقت صلية الكاتيوشا هل مازالت تنبض بالحياة؟
هل الحياة مستمرة فيك يا تعز؟ هل خرج العمال اليوم باكرا يبحثون عن الله وفضله ككل ايام الدهر؟ باعة الخضار والدجاج والمتسولين هل مازالوا يمارسون طقوس الصباح وبرغم الفقر كانوا يضحكون فهل ضحكوا اليوم من الموت المعمد بالكراهية؟
 أمهات الشهداء هل استيقظن على الوجع والفقد والدم والدمع وهل نمن أصلا؟ جرحانا هل افاقوا ام ان مهدئات الألم معدومة بعد البندول؟
كل حكايا الشوق والدهشة في هذه المدينة لن تختف، ولو اختفت كل الأحياء والشوارع، فثمة ارواح تحلق هناك لم تعد مهتمة بالموت لكنها ترقب الحياة وتسعد وتحزن كما لو أنها عايشة وليست مجرد حية في الخلود.
تعرضت تعز على مدى تاريخها لهزات عنيفة لكنها كانت الأقدر على التغيير دوما، فتعز هي الحياة لبلد حاول الانتحار الف مرة، فتعز هي من علمت الشمال الرسم بالكلمات وتطابق الهندام و اساسيات الانتظام، وهي من علمت الجنوب اسس الأيديولوجيا العلمية وكيف يقفون بالطابور صفا ويهتفون التحية لماو.
يا عصية على الانكسار ، يا مرهفة الحس، يا مدينة الحب والشجن، يا وردة الحقول يا نجمة السماء يا لؤلؤة البحر ، يا ذات الهواء والبرود، يا ام السفرجل والفرسك والمنجا والبلس والجبن والمشقر، صباحك سيظل الأجمل وهوائك سيظل الاكثر عبقا وتاريخا وحضارة.
نصرك المخضب بالدم وهو الحقيقة الماثلة بين كل هذه الاكوام من الكذب والارتزاق والخذلان، لا تحزني يا مدينتي فالأيام تعدك لما هو أهم ، أما بالنسبة لي فالأمور واضحة وقد اتحذتك من قبل معبدا ابديا لروحي الهائمة في الملكوت، و يكفيك اليوم انك عز اليمن وعزوتها عندما اختفى الجميع زاد بريقك الآخاذ.

في الخميس 22 أكتوبر-تشرين الأول 2015 10:02:46 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=41822