الصريمة المحظور على هامش الصراع
فيصل الصفواني
فيصل الصفواني

يواجه الشيخ احمد بن فريد الصريمة حصارا سياسيا ومايشبه الحضر الامني من قبل بعض الفرقاء المتصارعين حول السلطة في اليمن ،مع ان الرجل ليس طرفا في هذا الصراع الدامي الاخذ بالتنامي والتصاعد يوما بعد يوم.

ومع ان الرجل ليس منضويا في اي فريق من فرقاء الصراع الحالي لا في الشمال ولا في الجنوب ،وهو الان يقيم في سلطنة عمان .

الا ان اجندات الصراعات السياسية والتحالفات الامنية التي تقتضيها طبيعة الصراعات مازالت تستهدف الصريمة بممارسات امنية بالغة الهمجية .

 ففي الشهر الماضي اتفقت مع الشيخ الصريمة ان نصمم له موقعا الكترونيا على الويب سايت ،وما ان انتهينا من تصميم الموقع واطلقناه حتى فوجئنا ان الموقع محضور لاسباب ودوافع امنية غير موضحة ، بعدها قام الرجل بفتح حساب على صفحة الفيس بوك بهدف التواصل مع اصدقائه ومحبيه داخل اليمن وخارجها وبعد اسبوع من تفعيل الحساب فوجئنا ايضا ان الحساب محضور ولايقف الامر عند هذا الحد من المارسات بل يتعداه الى حد اننا حيثما ادخلنا اسم الشيخ احمد الصريمة وبياناته في اي محرك بحث أو وسيلة تواصل الكترونية من داخل اليمن نفاجاء برسائل الكترونية من نوع" هذا الحساب محضور "أو "تم اغلاق هذا الحساب مؤقتا" واحيانا "هذا البريد محضور لانه يستخدم بشكل مريب" ،وغيرها من الرسائل التي تفوح برائحة القرصنة الامنية النتنة والتي صادفتها كثيرا خلال الاسبوعين الماضيين وانا احاول التواصل الالكتروني مع الشيخ احمد الصريمة من صنعاء مع ان هذه الوسائل تفتح معه بسهولة من خارج اليمن .

ولما ابلغت الرجل في مكتبه في العاصمة العمانية مسقط ،ابدى استغرابه وسخريته جراء هذه الممارسات التي يتعرض لها الرجل دون ان يجد لها ما يبررها من مواقفه

ويفيد الشيخ الصريمة انه لايقف في اي خندق من خنادق الفرقاء المتصارعون حاليا وانه لايجيد عملية التمترس مع هذا الطرف أوذاك.

ويرى الصريمة ان اليمن حاليا تقع ضحية صراع سياسي وامني تتجاذبه مشاريع الثارات السياسية وتغذيه الرغبات والاهواء الشخصية و المصالح الحزبية والتي لاتمت لمصالح اليمن واليمنيين باي صلة.

ومن خلال تواصلي مع الشيخ الصريمة المستمر عبر الهاتف ادركت ان الرجل يتعرض لمثل هذه الاجراءات بسبب مواقفه السياسية السابقة والتي يشير الا انها تقاطعت مع مصالح بعض الرموز من كبار قيادات الدولة في الشمال والجنوب.

فقد كان اخر موقف معلن للصريمة هو انسحابه من مؤتمر الحوار الوطني عام 2031م.اذكان الصريمة قد بادر لاعلان استعداده لدعم مؤتمر الحوار الذي انعقد في صنعاء والمشاركة فيه كرئيس لفريق القضية الجنوبية ونائبا لرئيس المؤتمر .

وكانت مشاركة الصريمة في الحوار بدافع الحرص على تامين اليمن من مخاطر الحرب الاهلية التي يسعى البعض لتفجيرها وفرضها على الكيانات اليمنية على حد ذكره.

ولم تكن مشاركة الصريمة في الحوار بدافع الحصول على مغانم مادية أو وجاهة كما هو داب البعض ،فقد اعلن الصريمة على هامش مشاركته في الحوار اثناء تواجده في صنعاء عن التبرع بمبلغ خمسة وسبعين مليون ريال لصالح مشروع مياه صنعاء واعلن قبلها عن التبرع بمبلغ مليون دولار مساعدة لمركز مكافحة السرطان في مدينة عدن .اضف الى ذلك ان الرجل عارض بعض قيادات الحراك الذين اعلنوا رفضهم المشاركة في الحوار من اول وهلة.

لكن الصريمة بعد مشاركته في جلسات الحوار في موفنبيك قرابة شهر تقدم لرئاسة المؤتمر باهم مطالب الشارع الجنوبي موجزا اياها في 11 نقطة تمثل اهم المطالب القانونية والانسانية للشارع اليمني في المحافظات الجنوبية والشرقية .

وعندما واجه رفض بعض القوى المتحكمة في المشهد لقبول طلباته والبت فيها اعلن انسحابه من جلسات مؤتمر الحوار بهدوء رافضا المثول امام الكاميرات التلفزيونية ورافضا الادلاء باي تصريحات صحفية تحاشيا منه للتصعيد وابتعادا منه عن الظهور والمزايدات على مصالح الناس وحاجياتهم كما هي عادة بعض السياسين في هذا البلد.

وعلاوة على هذا فالصريمة مازال يعاقب من قبل البعض بناء على موقفه القانوني والشجاع الذي تمثل في اقدامه على رفع دعوى قضائية امام محكمة دولية في العاصمة الفرنسية باريس عام 2005 ضد الحكومة اليمنية وخص بالاتهام في دعواه القضائية الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح ورئيس حكومته حينها عبد القادر باجمال ،بسبب الاجراءات الرسمية التي تعرض لها انذاك والمتمثلة في تعرضه للنهب واقدام جهات رسمية على السطو على حساباته البنكية في سابقة هي الاولى من نوعها في تاريخ النظام البنكي والمصرفي، اضافة الى فرض شركاء نافذين عليه في مشاريعه الاستثمارية وانتهت سلسة الاجراءات الانتقامية بحجز المعدات الخاصة بشركة خط الصحراء العمانية التي يمتلكها الصريمة لمدة تزيد عن عام ونصف على الاراضي اليمنية ومنعها من العودة الى عمان بدون اي وجه حق قانوني .

لجوء الصريمة الى القضاء الدولي وتعريته لرموز الفساد والنهب امام القضاء الدولي وكسبه للقضية ،ثم انسحابه من مؤتمر الحوار وتحيزه الدائم لمشروع دولة النظام والقانون ،ودعمه المستمر لمشاريع التنمية الانسانية والخدمية في الشمال والجنوب جعلاه عرضة بكل تأكيد لمثل هذه الاستفزازات الامنية والاجراءات الانتقامية غير المسئولة.

Alsfwany292yahoo.com


في الجمعة 27 مارس - آذار 2015 01:15:22 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=41288