معتقل بغوانتنامو يكتب: المعتقلون هم أيضا بشر
عماد حسن
عماد حسن

أنا، عماد حسن، محتجز في خليج غوانتانامو منذ اثني عشر عاما، محتجز بدون اية اتهام أو محاكمة. لم افعل اي شيئا خاطئا وفي عام 2009، تم بالإجماع الموافقة على اطلاق سراحي من قبل ستة فروع مختلفة في الحكومة الامريكية، بما فيها مكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية. لكن حتى الان انا هنا محتجز.

قمت بكتابة الرسالة بعد مئة وستة اعوام من ولادة القاضي الراحل ثورغود مارشال في مدينة بالتيمور الأمريكي. وعمل مارشال محامي الحقوق المدنية ولاحقا قاضي في محكمة العدل العليا حيث كان ناشطا في النضال الناجح ضد الفصل العنصري بأمريكا. وفهم واحترم مارشال الإنسانية والمساواة الفطرية لجميع الناس. وجاهد بلا كلل نيابة عن أضعف الأفراد والأكثر استضعافا في أميركا، أولئك الذين يُعتبرون أقل شأنا ببساطة بسبب لون بشرتهم.

على مدى السنوات الاثنتي عشرة الماضية، أنا أيضا قد اعتبرتُ أقل شأنا – لأنني "معتقل". الحكومة الامريكية تقول انه ليس لدي الحق في أن أعامَل كإنسان. تقول بأنني ارتكبت جرائم خطيرة التي لا يمكن تجاهلها. ولكن، إذا كان ذلك صحيحا، كل ما اطلبه هو دليل على ذلك. ولكن الحكومة لا تستطيع حتى ان تقدم لي ذلك.

لقد حرمت من ابسط حقوقي الاساسية، نفس الحقوق التي حارب من اجلها القاضي ثورغود مارشال طوال حياته. حتى انني حرمت ايضا من ممارسة حقي في الاحتجاج السلمي. في عام 2007، قمت بالإضراب عن الطعام للفت الانتباه إلى ظروف القاسية والظالمة من اعتقالي. ويُعتبر الإضراب عن الطعام عالميا كشكل من أشكال الاحتجاج السلمي - لكن السلطات في غوانتانامو لا تراه على هذا النحو. يُعتبرون هذا الاضراب شكل من أشكال العصيان، ويتم معاقبتي على أساس مشاركة به. انا مجبر على تغذية قسرية الوحشية مرتين في اليوم. اغلب الاحيان يتم نزعي من زنزانتي بطريقة عنيفة ثم يتم تربيطي بالمقعد مع إدخال أناوب التغذية بطريقة مؤلمة جدا عبر انفي. 

هل هذه هي امريكا التي تصورها القاضي مارشال عندما كان يحارب في سبيل المساواة بين جميع البشر؟ 

القاضي مارشال قام بصناعة التاريخ كونه اول قاضي محكمة عدل عليا من اصل افريقي. انا لم أدرس المحاماة كما فعل هو، لكنني افهم المبادئ الاساسية في القانون وانني لا اعتقد انه يوجد اي قانون يمنعني من ان اُعتَبر كإنسان.

وقال القاضي مارشال: "الاعتراف بإنسانية اخواننا من بني البشر هو بمثابة الإشادة بأنفسنا". كل ما اطلبه من حكومة الولايات المتحدة هو الاعتراف في انسانيتي.

ان استمرار حبسي انا وزملائي المعتقلين في غوانتانامو بدون أي اتهام، بذلك تتجاهل الحكومة المبادئ والقيم التي من المفترض ان تجعل الولايات المتحدة الامريكية فريدة من نوعها. وبذلك ايضا تتجاهل ارث القاضي مارشال والمثل العليا التي كرس من اجلها حياته كلها.  

جل ما اطلبه هو ان يتم اعطائي حقوقي- الحقوق التي كفلتها الدساتير في جميع الدول المتحضرة. كل ما أطلبه هو أن اعيش حراً.

* عماد حسن، معتقل رقم 680 في سجن غوانتنامو، هو مواطن يمني محتجز في خليج غوانتانامو دون إتهام أو محاكمة منذ عام 2002 وتم اصدار قرار بإطلاق سراحه من قبل حكومة الولايات المتحدة في عام 2009. قام بكتابة هذه الرسالة إلى محاميه بعد قرائته عن القاضي الأمريكي الراحل ثورغود مارشال الذي ولد قبل 106 اعوام من اليوم. 


في الأربعاء 16 يوليو-تموز 2014 02:43:22 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=40116