مختار الرميمة : ضعف سلطة الدولة سبب ظهور وبروز الحوثيين
صحيفة اخبار اليوم
صحيفة اخبار اليوم

حاوره : قائد الحسام

* مع كثرة وسائل الترفيه والإعلام والقنوات والنت، كيف يمكن للفرد المسلم أن يستغل رمضان كموسم للطاعات دون أن يضيع وقت رمضان الثمين في أمور ثانوية أو أقل أهمية؟

ـ بداية أهنئ المسلمين في كل مكان بشهر رمضان المبارك، وأسال الله أن يجعله شهر أمن وأمان وقبول ورضوان، وأن يجعله شهر تغيير لأحوال المسلمين إلى أحسن الأحوال.

ثانيا: أشكر من أعماق قلبي صحيفة "أخبار اليوم" برئاستها ومحرريها وجميع العاملين فيها على ما يقومون به من جهد في تبيين الحقيقة بمهنية وصدق يشكرون عليه.

وأما عن السؤال الذي أوردته أخي قائد عن استغلال أوقات رمضان في ظل هذه الكثرة المتكاثرة من وسائل الإعلام فأقول وبالله التوفيق:

إذا استشعر الواحد منا أهمية رمضان وما اختصه الله من المزايا والفضائل، وما أودع فيه من السمات والخصائص سيدرك حتما أن التفريط في أوقات رمضان وساعاته يعد من الخسران، ولهذا تجد أن ملك الرحمة جبريل عليه السلام، ونبي الرحمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، دعا الأول وأمّن الثاني على المضيع لأوقات رمضان حتى خرج عنه رمضان ولم يحقق درجة يستحق على إثرها أن يفوز بمغفرة الله ففي الحديث الذي أخرجه الطبراني بإسناد صححه الألباني في صحيح الجامع رقم : 75 ، قال صلى الله عليه وسلم (أتاني جبريل فقال: يا محمد من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت : آمين..."

 ولما أدرك السلف الصالح رضوان الله عليهم ومن سار على نهجهم أهمية رمضان والقيمة العظمى لأوقاته هجروا مجالس التحديث وطلب العلم ليتفرغوا فيه لقراءة القرآن والنظر فيه والعبادة وقيام الليل. وذلك ترجيحا منهم للأهم كثير الأجر على المهم ذو الأجر الأقل، وهذا من عظيم فقههم.

كذلك تعجبني تلك العبارات التي يكتبها بعض الطلاب على صفحاتهم في الفيس بوك في أيام الامتحانات "مغلق للامتحانات" فعلوا ذلك لما وازنوا بين مصلحة استغلال الأوقات للمذاكرة، ومصلحة استغلالها على النت - إن كان في مصلحة – فأخذوا بأعلى المصلحتين، أما إن كانت الموازنة بين استغلال أوقات رمضان في الطاعات وبين ذبح ساعات رمضان الثمينة أمام شاشات التلفزة أو الكمبيوترات أو التلفونات، ولأجل ماذا؟ لأجل مسلسلات ومقاطع وصور ضررها أكثر من نفعها، فأين العقول المميزة العاقلة التي تجلب على نفسها المفاسد والأضرار الناتجة عن ضياع الأوقات أمام هذه الوسائل، وتقدمها على أمور فيها المصلحة والمنفعة للنفس في الدنيا والآخرة، أخيراً.. أفلا نستطيع أن نعمل هدنة مع هذه الوسائل الإعلامية ولو خلال هذا الشهر.

 

* كيف يمكن للداعية أن يكون مؤثرا وله صوت مسموع في ظل اختلاف التوجهات والأيدلوجيات وثقافة التحريض والكراهية؟

ـ أنصح نفسي وأخواني بأمور منها:

- تعاهد النية والإخلاص لله قبل البدء بأي عمل.

- التمسك بمنهج أهل السنة والجماعة علما وعملا.

- تفعيل فقه الخلاف فيما بينهم، والعمل على جمع كلمتهم، ليتمكنوا من قيادة الأمة على كلمة جامعة.

- تقديم مصلحة الإسلام على مصلحة الحزب والجماعة.

- التجرد، فعلماء الأمة ملك للأمة وليسوا ملكا لحزب أو لجماعة بعينها.

- التثبت وعدم التسرع في إصدار التصريحات والفتاوى، فالناس لهم تبع وليس العكس.

- عدم الحرص على المناصب.

- التخصص وتوزيع المهام: فلا يحصل تغليب جانب وإهمال الجوانب الأخرى، فمثلا يتجه غالب العلماء والدعاة للاهتمام بالجانب السياسي والذوبان فيه، وإهمالهم للجوانب العلمية والدعوية وتربية الأمة.

* تعز عاصمة الثقافة، وحكاية انضمام بعض أبنائها إلى الفكر الحوثي يبعث على الاستغراب ويثير بعض التساؤلات عن الأسباب التي ساهمت في تبني بعض أبناء تعز لهذا الفكر, أبحثا عن مصلحة؟ أم اقتناع بالفكرة؟ أم نكاية سياسية بآخرين؟..

ـ أما عن سؤالك عن التواجد الحوثي في تعز فأعتقد أن أمر تواجدهم يعود للثلاثة الأوجه التي ذكرت، فالبعض انضم إليهم وسبب انضمامه تأثره بالفكر العصبوي السلالي الذي تتبناه الحركة الحوثية، حيث قام الحوثيون بإثارة النعرات العصبوية والسلالية في نفوس بعض الأفراد من داخل بعض الأسر الهاشمية في تعز المدينة والقرى المحيطة بها، ممن يستهوون فكرة الطبقية والفرادة، والجنس المقدس، فلما أثاروا هذه المفاهيم في عقولهم، وتعالى دخانها حتى غطى على أسماعهم وأبصارهم، كان من السهل عليهم أن يغيروا ويبدلوا، في المساء كانوا سنة شافعية كما كان آباؤهم وأجدادهم، وفي الصباح أصبحوا حوثية لا مذهب لهم فساعة زيدية وخاصة في مسألة الجمع بين الصلوات، والضم والتأمين، وساعات أثنا عشرية وخاصة في كثير من المسائل العقائدية كسب الصحابة والطعن في السنة والقول بجواز المتعة ومعتقد المهدوية وإمامة الاثنا عشر، وتضليل أمة محمد من عهد الصحابة إلى الآن وغير ذلك من عقائد الإمامية.

 

والصنف الثاني هم من أصحاب المصالح وهم كثر، ممن هم على استعداد أن يبيعوا عقولهم ومبادئهم بعرض من الدنيا.

والصنف الثالث: بعض المنتمين إلى بعض الأحزاب التي كانت تصج آذاننا بالدعوة إلى العلمانية والديمقراطية والدولة المدنية والأفكار التحررية إذا بها ترتمي في أحضان الحوثية مع ما فيها من تخلف وكهنوتية ورجعية، فإذا سألتهم عن الدافع لذلك قالوا: ضد الحزب الفلاني، والجماعة الفلانية ولو كنا في صف اليهود.

فهذه هي الأصناف الثلاثة وهذه هي أسباب تأثرها بهذا الفكر الدخيل، لكنني أكاد أجزم أن السبب الأهم الذي ساعد على هذا الظهور أمران أرتبهما بحسب الأهمية:

1- ضعف سلطة الدولة بسبب الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد، ولذلك تجد الفرق واضحا بين حجمهم وظهورهم الإعلامي قبل الثورة الشبابية وبعدها، فقبل الثورة - وأنا هنا أتحدث عن الواقع الذي أعيشه وأراه - كان لا أحدا يجرؤ على أن يقول أنا حوثي فضلاً عن أن يحمل سلاحاً على عاتقه ويمشي به مترنحا في شوارع قرى جبل صبر مثلا، أو يضع علما أو شعارا من شعاراتهم على سقف منزله أو جداره.. أما الآن فحدث ولا حرج.

وذلك أن بعض الناس يميلون إلى التمرد والفوضى، وفرض أنفسهم على المجتمع بقوة السلاح، فحين تحين لهم فرصة يكون فيه النظام ضعيفا أو مشغولا، خرجوا من كهوفهم المظلمة يخيفون العباد وينشرون الفساد.

2- الجهل والمكابرة وضعف التربية الإيمانية: وإلا قل لي بالله عليك كم ظل الأئمة الزيدية يحكمون في تعز؟ ألم يأت على تعز وقت كانت عاصمة للإمام الزيدي أحمد حميد الدين، ومع ذلك لم يتشيع أبناء تعز، بل ظلوا محافظين على أفكارهم ومذهبهم لم يغيروا ولم يبدلوا، بل لقد تأثر بهم من عاش معهم من جنود الإمام وحواشيه، من أولئك الذين استوطنوا تعز وفضلوا العيش فيها.

فهذان العاملان أعتقد من وجهة نظري كان لهما أعظم الأثر في ظهور هذا الفكر في تعز.

* حدثنا عن أسرتك بيت الرميمة؟ وهل صحيح ما يتردد من تشيع هذه الأسرة، وأنها أصبحت تمثل امتدادا للحركة الحوثية في صبر؟

ـ بيت الرميمة يا عزيزي تاريخ عريق يمتد إلى القرن السابع الهجري، وهي أسرة كبيرة موزعة على مديريات صبر الثلاث، ومنتشرين في غالب المحافظات، وتجدهم أمامك في كثير من الدوائر الحكومية، وفي كثير من التخصصات، وجدنا الذي ننتسب إليه ونتشرف بالنسبة إليه هو الولي الصالح السيد الهاشمي علي بن أحمد الرميمة ت (663هـ)، تحكي كتب التاريخ كما في كتاب السلوك في طبقات العلماء والملوك لمؤلفه الجُنْدي اليمني (المتوفى: 732هـ) (2 / 105)، وكتاب العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية لمؤلفه: علي بن الحسين الخزرجي (1 / 59) بأنه كان شيخا صالحا زاهدا عابدا على الطريق المرضي، متصوفا سنيا على طريقة الشيخ السني المعروف عبد القادر الجيلاني ت (561 هـ)، أخذها الرميمة عن شيخه السني مدافع بن أحمد الخولاني عن الشيخ الصوفي السني علي الحداد رحم الله الجميع، فهذا هو الثابت تاريخيا، ولا يوجد مصدر واحد يعتمد عليه يثبت أن الرميمة علي بن أحمد رحمة الله عليه، كان زيديا شيعيا، أو أنه أخذ العلم من علماء الزيدية في صعدة، كما يزعم البعض - خدمة للفكر الحوثي الوافد- ممن يحاولون تزوير التاريخ الثابت بهرطقاتهم وتخيلاتهم التي لا تستند إلى إثبات علمي أو مرجع تاريخي يعتمد عليه، والثابت واقعا وتاريخا أن السيد علي بن أحمد الرميمة كان سنياً ولا غربة في ذلك حاله كحال غيره من المنتسبين إلى آل البيت ممن كانوا ولا يزالون على مذاهب أهل السنة واستوطنوا شرق وجنوب وغرب اليمن ، فالرميمة رحمة الله عليه حاله كحالهم، و يشهد لذلك:

- الفترة الزمنية والجو المحيط الذي عاش فيه الرميمة -رحمه الله – وذلك في فترة حكم الدولة الرسولية التي كان حكامها سنة لم يراوحوا مذهب الأحناف والشافعية، وكانوا على خلاف مع أمراء الزيدية الذين كانوا يحكمون سيطرتهم على بعض مناطق شمال اليمن، وكانت بينهم حروب متواصلة حتى استطاع الرسوليون إخمادها واستولوا على صعدة قلعة حكم الإمامة . والرميمة - رحمه الله - سكن تعز واعتزل الناس فسكن جبل صبر ، فكيف يعقل أن يكون الرميمة مناوئا للدولة الرسولية ويعيش في عاصمة ملكها ويتردد عليه كبار رجال الدولة كما في [ السلوك - (2 / 105) العقود اللؤلؤية: (1 / 59)] ، بل إنه لما توفي رحمه الله أقاموا على قبره قبة عظيمة لا تزال موجودة إلى الآن ، أهذا التكريم يدل أنه كان مرضي عنه من قبل الدولة أم مسخوط عليه !!!

- أدركنا آباءنا وأجدادنا وحدثونا عن آبائهم وأجدادهم بأنهم كانوا سنة شافعية مسالمين ينبذون العنف ويميلون في الغالب للزهد والتصوف، وهذا ما كان يحببهم في نفوس الناس، فتجد قبور أولاد الرميمة منتشرة في كثير من قرى صبر – ومعلم عليها إما بعلم بارز أو قبة كما كانت الطريقة الصوفية قديما- بل إنني زرت بني حماد فدلني الناس على قبر لأحد أجدادي السابقين هناك، إن ثبات أجدادنا على المنهجية السنية السائدة في مجتمعاتهم، وتمسكهم بها، هو الذي جعلهم محل احترام الناس وإجلالهم منذ جدهم الأول علي بن أحمد الرميمة لم يغيروا ولم يبدلوا حتى في ظل حكم الملكية على اليمن، واتخاذهم لتعز عاصمة، ظلوا متمسكين بسنيتهم وشافعيتهم، وكان الأمين الشرعي في عزلة حدنان مديرية مشرعة وحدنان – جبل صبر - للإمام أحمد بن حميد الدين، هو جدي لأمي الفقيه العلامة الشافعي عبد الله بن محمد الرميمة - رحمه الله تعالى- المعروف بين الناس بلقب (الأمين)، درسنا على يديه في بداية الطلب متن سفينة النجاة، وكان لا يفارق يده كتاب حاشية الجمل على المنهج، لمؤلفه/ العلامة الشيخ سليمان الجمل في الفقه الشافعي، وكم سمعناه وسمعه الناس وهو يردد في خطبه القيمة نحن شافعية، فلما مات – رحمه الله - قبل بضع سنوات، تجرأ بعض الجهلة فأخذوا يدعون للتشيع، ويحاولون جاهدين تزوير تاريخ الرميمة الجد الأول لاستمالة قلوب أبنائه، وإقناعهم بالتشيع في بيئة لم تعرف التشيع منذ أن أوجد الله جبل صبر وأرساه إلى يومنا هذا.

فاستطاعوا اجتذاب بعض الجهلة من أبناء الأسرة بالضرب على وتر السلالية وإثارة النعرات العصبوية، وبالحديث المتكرر عن مظلومية أهل البيت، فلما أثاروا هذه المفاهيم في عقولهم ، وتعالى دخانها حتى غطى على أسماعهم وأبصارهم ، كان من السهل عليهم أن يغيروا ويبدلوا، في المساء تجدهم سنة شافعية كما كان آباؤهم وأجدادهم، وفي الصباح حوثية لا مذهب لهم فساعة زيدية وخاصة في مسالة الجمع بين الصلوات، والضم والتأمين، وساعات أثنا عشرية وخاصة في كثير من المسائل العقائدية كسب الصحابة والطعن في السنة والقول بجواز المتعة ومعتقد المهدوية وإمامة الاثنا عشر، وتضليل أمة محمد من عهد الصحابة إلى الآن وغير ذلك من عقائد الإمامية.

وأبشرك.. هذه الجلبة الإعلامية التي يقوم بها إعلام الحوثيين ومناصريهم والتي تحاول تضخيم التواجد الحوثي في صبر، فتسمع في قنواتهم المعروفة: أقام أبناء مديرية مشرعة وحدنان، نظم أبناء صبر... كل ذلك جعجعة إعلامية، يقوم به شرذمة قليلة منبوذة من بيت الجنيد و الرميمة والطيب وبعض اللاهثين وراء المال المحسوبين على بعض الأحزاب المناوئة للتيارات الإسلامية، يجتمعون في مجلس لا يتجاوز عددهم من ( 50 -80 ) ثلثهم من الأطفال، ثم نسمع الخبر على قناة المسيرة بأن أبناء مديرية مشرعة وحدنان (24700 ألف نسمة) أو أبناء مديرية الموادم (109533 نسمة) نظموا وأقاموا فعالية يوم الغدير أو غيرها من الفعاليات فبالله كم هي نسبة من أقاموا الفعالية إلى العدد الكلي لأسرهم فضلا عن العدد الكلي للسكان.

* ما هي أبرز الأنشطة التي يقوم بها الحوثيون في صبر وما صحة ما نشر على اليوتيوب من فتح حسينية شيعية في صبر؟

- حمل السلاح وهي عادة غير مألوفة ولذلك فكثير من الناس في صبر متقززين من هذه الظاهرة الدخيلة عليهم.

- فتح مقرات لممارسة فعالياتهم وأنشطتهم .

- إقامة فعالياتهم وشعائرهم الدينية كإحياء يوم الغدير ويوم عاشوراء وغيرها من الشعائر التي لم تقم على جبل صبر منذ أن أوجده الله إلى أن بدأت بالظهور عام 2010 م.

-الزيارات المتبادلة المتكررة بينهم وبين القيادة في صعدة.

-بعضهم أصبح صاحب ولاء مطلق لصعدة والقيادة المسردبة في كهوف مران، يصرخون بأوامر ويسكتون بأوامر، يصومون رمضان برؤية السيد في صعدة ويفطرون برؤيته، يفطرون إذا تشابكت النجوم ويصرخون بدعاء الإفطار من أسطح منازلهم الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل بقية الذكر الذي سنه لهم سيدهم المسردب في مران.

وأما عن حكاية المقطع الذي نشر قبل أشهر على اليتويوب والذي يصور الإعلان عن افتتاح حسينية الإمام الحسن المجتبى في صبر، فهذا الأسلوب يؤيد ما قلناه سابقا من استفادة هؤلاء من الإعلام في الترويج لأنشطتهم استدرارا للدعم الشيعي للمنطقة، وقصة هذه الحسينية مختصرة، أن شابين في قرية نمه من قرى مديرية مشرعة وحدنان، فاجأوا أبناء القرية بإقامة فعالية يوم الغدير، واستعانوا لتكثير العدد بشباب أحضروهم من المدينة تعز، وبينما أبناء القرية ينتظرون جنازة أحد رجال القرية - رحمه الله – تفاجأوا بسيارة محملة بشباب مسلحين لا يتجاوز عددهم العشرين، ينزلون من السيارة محملين برايات سوداء ويطلقون الرصاص الحي في الهواء، ويصرخون لبيك يا حسين، هيهات منا الذلة، ويتجهون نحو البيت الذي أعدوه لإقامة هذه الفعالية، ويقومون بالتصوير، وبث المقاطع على اليوتيوب، والحقيقة أن هذه الحسينية التي قاموا بفتحها غلقت في اليوم الثاني من قبل مالكها الذي كان مسافرا، واستطاع العابثون التغرير على أخيه الأصغر وأقنعوه بفتح المنزل لهم، فلما علم الأخ الأكبر عاد من سفره مسرعا وأغلق البيت في اليوم الثاني، ولاقى هذا التصرف استياء عاما في المنطقة، وتم ابلاغ الجهات الأمنية بشأنه في وقتها.

* ما رأيك بأداء الحكومة تجاه ما يجري من محاولات الحوثية للتوسع، وبسط نفوذهم على الأرض في الوقت الذي نسمع التصريحات الرسمية تطمئن الحوثيين بأن الجيش سيقف محايدا، وكل انتهاك يقوم به الحوثيون لسيادة الدولة ولأمنها يقابله لجنة وساطة من الصلح، وسعي حثيث للصلح والتفاوض؟

ـ الأحداث المتعاقبة أوصلتنا إلى شبه قناعة بأن وراء الأكمة ما وراءها ولا يخلو الحدث من واحد من السيناريوهات الآتية:

- وجود ضغط خارجي يحول دون تدخل الدولة لقمع الحركة الحوثية.

- وجود مؤامرة عليا تقوم بها شخصيات نافذة في الحكومة، تحول دون وصول الصورة الحقيقية للأحداث لرئيس الدولة.

-والسيناريو الثالث: أن الدولة لا تستطيع- في ظل الأزمات التي تمر بها- من صراع سياسي أمام قوى النظام السابق التي لا تزال نافذة ومسيطرة على مفاصل هامة في الدولة، وتعمل جاهدة على اختلاق أحداث لزعزعة الأمن والاستقرار، كذلك ضعف في موازنة الدولة، وتمزق الجيش بين تابع للنظام السابق وتابع للنظام الحالي، هذه الأسباب وغيرها تقيد سلطة الدولة وتحول دون قيامها بواجبها، معتمدة على رؤية مرسومة، بأن ما يجري من صراع سيئول في نهاية أمره لصالح الدولة على حساب الجماعات المسلحة - كما يسمونها - والتي سينهكها هذا الصراع، فتضعف قوتها، في حين تظل الدولة في قوتها، فيسهل عليها إحكام سيطرتها على المتصارعين بعد أن أنهكت قواهم وتكسرت قرونهم وأظفارهم.

- ولعلي- كقناعة شخصية- أرجح بأن اليمن تتعرض لمؤامرة كبيرة، تهدف إلى إغراقه في دوامة صراعات وأمواج متلاطمة، تحيط به من جميع الاتجاهات، صراع سياسي، صراع أمني، صراع اقتصادي، صراع أنظمة وصراع أحزاب، وصراع من جماعات العنف المسلحة، صراع لأجل توفير البنية التحتية للبلاد [ الكهرباء – الماء – المشتقات النفطية ]، حتى إذا أحاطت الأمواج بالدولة اليمنية، وبالشعب اليمني، يمد يده مستغيثا بالخارج [ أمريكا ومن يغرد في سربها ويخدم مخططاتها من دول الجوار]، حينها سيطرح الخارج شروطه، ويطبق تصوره المرسوم سلفا، فيغير نظام الدولة وشكلها، ويملي عليها دستورها، ويقسمها كما يحلو له بما يحقق مصالحه، يعطي الملك من يشاء، ويسلبه ممن يشاء، ويخطط لإعادة صياغة المجتمع وقيمه وثوابته وعاداته وتقاليده، ليسلخه من دينه وعقيدته.

ولتحقيق ذلك فإن أمريكا، تسعى للسيطرة على مراكز القرار في الدولة بدعم بعض الشخصيات النافذة وتضعهم في المناصب العليا في الدولة يأتمرون بأمرها، وينفذون مخططاتها وتوجيهاتها، كما تستخدم أمريكا جماعات العنف المسلحة (الحوثيين -القاعدة) وتربطهم بخيوط مؤامرتها، وتحركهم بأصابع خفية من وراء ستار، تستعملهم كذريعة لتحقيق مصالحها، فالقاعدة وسيلة ابتزازية للاستفادة من أموال الخليج ، والحوثيون مشروع لتبادل المصالح مع إيران، و لا يهم أمريكا ولا يضرها أن تسلم اليمن للحوثيين إذا رأت أن المقابل الذي ستدفعه إيران سيحقق لها مصلحة أكبر من مصلحة بقاء النظام الحالي أو غيره، ولاشك فدرس العراق والقضاء على نظام الزعيم العربي صدام حسين - رحمة الله تغشاه - خير شاهد على ذلك، فقد خاضت أمريكا بقواتها وقوات حلفائها وبدعم ومساعدة إيران وبعض الأنظمة العربية حربا شعواء لأجل القضاء على النظام العراقي، وفي النهاية تسلم أمريكا العراق لإيران، كيف ذلك؟ وأين ذهبت تلك العداوات والصراعات والشعارات المعادية لأمريكا، ووصمها بالشيطان الأكبر. إنها المصلحة تحكم هذه العلاقات فتظهرها أحيانا متعانقة وأحيانا متصارعة .وهذا قد يتحقق في أي بلد آخر غير العراق.

* لكن هذه الصراعات ينتج عنها قتلى، وخراب ونزوج السكان في تلك المناطق بالآلاف، حتى تحكي بعض الإحصاءات بنزوح أكثر من 27 ألف نسمة من عمران، وقبلها أبناء صعدة ودماج، وغيرها من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، فما واجب الدولة والمنظمات الإنسانية أمام هذه المآسي؟

ـ الشعب اليمني شعب أصيل وصاحب نخوة وشهامة، يشهد لذلك مواقفه الإنسانية في الوقوف مع قضايا المسلمين في كل مكان، وإذا كان هذا هو حاله مع إخوانه الأباعد، فلا شك أنه سيكون أكثر عاطفة وإحساس بمآسي أبناء شعبه، لذلك نهيب بالدولة بعد أن قصرت بواجبها في حماية مواطنيها حتى جعلتهم نهبا للمليشيات الحوثية المسلحة، فأخرجوهم من ديارهم وأراضيهم، أن لا يضيفوا إلى التقصير الأول تقصيرا آخر، فيهملوا مصالحهم بعد أن أصبحوا مشردين في بلادهم وفي ظل حكومتهم، كما أهيب بالمنظمات الإنسانية والحقوقية أن تتحمل مسئولياتها في الوقوف مع هؤلاء المشردين ومساعدتهم وإغاثتهم والمطالبة بحقوقهم المشروعة في العودة إلى ديارهم وأراضيهم.

 

* ما هي توقعاتك لمستقبل الجماعة الحوثية في اليمن؟

ـ من خلال المتابعة المستمرة لأنشطة الحوثيين وخططهم يمكن القول: بأنه وبسبب الدعم الواضح الذي تتلقاه الحركة، والتسهيلات التي يتلقونها من جهات داخلية وخارجية، فإنهم قد يحرزون تقدما على الأرض، لكن هذا التقدم لن يستمر طويلا لسببين:

الأول: لأنهم يحاربون الله مجاهرة: فيهدمون بيوت الله، ويفجرون المباني التي يدرس فيها كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ويسفكون الدماء المعصومة التي حرم الله سفكها.

الثاني: لأنهم يحاربون شعبا بكامله: فيرفعون شعار الموت لأمريكا وإسرائيل ويقتلون اليمنيين، ويفجرون منازلهم ويشردونهم من بلادهم، وهذا ظلم لا شك أن عاقبته وخيمة ونهايته أليمة.

وهذه الأفعال أظهرت حقيقتهم أمام الشعب اليمني، ولولا المكايدات السياسية والمصالح الشخصية لرأيتهم يعودون إلى كهوف مران التي خرجوا منها.

* ثلاث رسائل لمن تحب توجيهها؟

ـ الأولى: للصائمين: الهدف من الصيام ليس الجوع والعطش، ولكن الحكمة الظاهرة: لعلكم تتقون، والتأهل مع الصيام للوصول إلى منزلة المغفرة والقبول والعتق من النار . فهي نصيحة لنفسي ولجميع الصائمين أن نحقق الحكمة من الصيام، لا الاقتصار على مجرد الجوع والعطش.

الثانية : لليمنيين: جميعا حكومة وشعبا، شمالا وجنوبا، اتقوا الله في اليمن، اليمن سفينتنا جميعا، والخرق الذي يحدث بفعل البعض، سيؤدي حتما إلى غرق السفينة بمن فيها، من أحدثوا الخرق، ومن سكتوا عنهم ولم يمنعوهم.. فإلى كل من يحب اليمن: حافظوا على سفينتكم.

الثالثة : للمنتسبين لآل البيت: آل بيت النبوة مجموعة من السمات والخصائص والقيم والمبادئ اكتسبوها من هدي جدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم ورثة السنة، والعاملون بها والدعاة إليها، ومن كان بعيدا عن ذلك، فقد رضي لنفسه بمجرد الانتساب الذي لا غنى له فيه بعد أن قال الله تعالى {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101]، وأكد ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: " يَا فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ يَا صَفِيَّةُ بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَا بَنِى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا سَلُونِى مِنْ مَالِى مَا شِئْتُمْ ".صحيح البخاري ومسلم .

فإلى آل البيت في كل مكان: احذروا الدعوات المشبوهة التي تعود بالنقض والإبطال لسنة جدكم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمقامكم بين الناس ومحبة الناس لكم إنما وجبت لارتباطها بمحمد صلى الله عليه وسلم وسنته، فإذا وجدكم الناس على غير هذه المنهجية: تطعنون في سنة محمد صلى الله عليه وسلم، وتؤذون محمدا صلى الله عليه وسلم في صحابته سقطت هيبتكم من قلوب الناس فاحذروا..

* كلمة أخيرة نختم بها؟

ـ كم أتمنى ونحن في شهر التغيير، أن يعود اليمانيون إلى ربهم عودة صادقة، ويستغلوا فرصة رمضان ويتحروا الدعاء في ساعة الإجابة: أن يغير الله أحوالهم إلى أحسن الأحوال، وأن يحفظ لليمن دينه وأمنه واستقراره ووحدته، ويصرف عن اليمن الفتن، والشر والفساد، وأن يهدي الله الفاسدين والمسلحين ويردهم إلى جادة الصواب، أو يخلص الله اليمن منهم ويريحها من شرهم وفسادهم عاجلا غير آجل.. فإن فعلوا ذلك فلا شك أن الله سيستجيب الدعاء ويتحقق المراد إن شاء الله ... 


في الثلاثاء 01 يوليو-تموز 2014 05:05:07 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=40063