لي وطنانِ...
يحي الصباحي
يحي الصباحي

لي وطـــــــــــــــنانِ

وطـــــنٌ مَهيضٌ حائِرٌ سئِم الأنين؛

ليكون فينا تائِهاً ويبــاتُ مُكـــتئباً حزين...

والآخَرُ الوطن السعيد مازال في فِكري مُقيم؛

طِفلٌ جنينٌ مازال في رحِـــــمِ السنين

وطني المَهيضُ مُعذبٌ في كُلِّ حين

عصفت بِهِ ريحُ الحنين

ينوي التحررُ من سنين

لكن أذناب العمالةِ حولَهُ مُتَرَبِصين

مجموعةٌ من مُجرمين

فتكوا بِنا

أذنابُنا أفتكُ من أولادِ إبليس اللعين

لم يكفهِم إذلالــــــنا

لم يُرضِهم تحطيمُنا

بل بادروا في ذبحنا لنكون فِدواً دائِماً يقتاتُ منهُ الآثِمين

باعوا المياه ونفطنا

باعوا بقايا أرضِنا

باعوا فُتاتَ عِظامِنا

باعوا البلاد

باعوا العِباد

باعوا التُراب

باعوا الرماد

حتى إذا ما استنفدوا أوطاننا

باعوا المنيَّة والمُنى

لكنهم لم يقبضوا أثماننا

أو رُبما قبضوا ثُمُنَ الثَمَن

أبخسُ من قيمة أنعامِ العِراقِ أو اليمن

أرخصُ من قيمةِ بغلةٍ في مِصرنا

فنحن أغلى مِن أن نُباعَ ونشترى

ودماؤنا وبلادنا كانت ومازالت لنا أغلى على أعلى ثمن

ومن اشترى أوطاننا

غدروا بمن قد باعنا

سلبوهُ كُلَّ كــــرامَةٍ

نهبوهُ ما أبقـــى لنا

حتى بقايا حُـــطامِنا

وسقوهُ ما يُسقى لنا

ليبوء غُرماً مُـــنتنا

غدراً وضْيْعاً عفِناً

مثل الذي قد جائنا

***

هذا الوطن لا لم يكن يوماً لنا

مُنذُ أعتلى جـــلادنا

هو من أتانا حافياً متمسكنا

وغدا لئيماً ماكراً بعد التمكن بيننا

فمضى يُمزِقُ شملنا

ويثيرُ في أحقــادنا

ومُزعزعاً في أمننا

ليكون فينا زعيمنا

فأتى بمن عاثوا بنا

أنسابُهُ, أبنائُهُ ,وبني بنيهُ

أولاد أعمامٍ لهُ

أذيالهُ ومعاونيهِ

الكُلُّ كانوا عفناً

ثم غدو حُكامنا

سرقوا الوطــن

نشروا الفِـــتن

نهبوا رغيف صِغارنا

عاثوا الفساد بلا حسيبٍ أورقيب

واستنفدوا ثرواتِنا

حتى إذا لم يجدوا ما يسرقوا

سرقوا حليب نعاجِنا

سلبوا شعير حميرنا

هم لم يكونوا فوقنا

بل كانوا وما زالوا لنا أحذيةً من تحتنا

بل تحت أقدام البِغال مواطِئا لا تُغننا

حتى ولو سكنوا القصور

حتى ولو ركبوا الخيول

حتى ولو كان الرصيدُ مُنعَّما

فرصيدهم من فقرنا يسحقهم من بعدنا

هم عُصبةُ المرتزقة

بطشوا بمن صنعوا لنا أمجادنا

غدروا بمن ساقوا النعيم لأرضنا

وتغلغلوا مثل المغول أو التتار حين أرادوا غزونا

لتصير أوطاناً لنا؛ وطناً لهم من بعدنا

هم شيدوا تِلك القلاع

هم حصَّنوا انفسهم في جهلنا

ليكون أغلالاً لــــــنا

درعاً لهُم في ضعفنا

هذا الوطن ليس لنا

مُنذُ عرفناهم هــنا

نحن هنا لكننَّا لسنا هنا

خيراتُنا فَيْــــدٌ يُغذي غيرنا

زرعاتنا لم يكُ منها زادنا

****

يا أيها المُتخاذِلون:

يا من رضيتم بالهوان وبالسكوت وبالسكون...

أرضيتم العهد الخؤون؟!

أو عيش أربابِ المُجون؟!

مالي أراكم نائمون؟!

هل يرتضي الأحرار جُدران السُجون؟!

هل مات في شريانكم عِشقُ الوليـــد لأمِّهِ في غمرةِ الحب الحنون؟!

حتى متى تستسلمون؟!

ولأجل من تتلبسون رداءَ ذُلٍّ في الجحيم؟!

يا ايُها المُتحذلقون:

حتى متى تتأقلمون

وبأي حالٍ ترتضون

هل غركم ما تفعلون؟

يا أيها المُتغطرِسون:

عارٌ عليكم أن تظلوا خانعــــين

عارٌ عليكم أن تظلوا في غيابات السجون..

عارٌ عليكم ما كان فيكم أو يكون؛

مِن حقد من خابت بهم كُلُّ الظنون...

هل تسمعون؟!

هل تُبصرون؟!

يا ناس هل تتفكرون؟!

يا أُمتي هل تعقلون؟!

أم أنكم صُمٌ وبُكمٌ في ظُلمَةٍ لاتفقهون؟!

هل سركم سكراتكم في كُلِّ حين ؟!

يا أيها المُتشرذمون:

فقراؤنا من جوعهم يتضورون

أيتامُنا يتألمون

أمراضنا سكبوا الدموع من الجفون

شهداؤنا بين الندامةِ والأنين

حتى متى يتآمر المُتآمرون؟!

حتى متى يسكن الأطلال أفواجٌ مِن المُستبعدين؟!

حتى متى يَحكمنا المُستعبدون؟!

حتى متى يرثي الرثاء مطالنا المُخزي المُهين؟!

حتى متى الفوضى تُكبلنا بأغلالٍ من الحقد الدفين؟!

أوغادنا عاثوا الفساد بِكل شِبرٍ عابثين

هُم آمرين وحاكـمين في كُلِّ أرجاء الوطن

لكنهم كانوا ولازالوا عبيداً تافهين؛ ولِنِدنا يدهُ اليمين

****

يا ايها المتنطعون:

هل تستحون؟

أو تخجلون؟

أم أنكم لا تشعرون؟

قسماً بربِ العالمين

أنَّ الضحايا الثائرين ودماؤنا وجراحنا ستكون مقبرة الجحيم

ستثور بركاناً عظيماً يشوي العُتُّلَ مع الزنيم

وبأنَّ زفرات الأنين ستكون سيلاً من حميم

يسقي الدميم مع اللئيم

من نارِ آهات الأنــــين

إمَّا غداً أو بعد حين...

إمَّا غداً أو بعد حين...

ولنا لقاءٌ آخرٌ في الآخرِةِ؛

يحكم فيما بيننا الربِ العظيم...

هل تعلمون...؟!


في الثلاثاء 23 يوليو-تموز 2013 10:10:54 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=21449