الإخوان ما بين الفرحة والامتحان
عبد الله نمر بدير
عبد الله نمر بدير

عندما نقرأ التاريخ بكل ما فيه من ظواهر إن كانت سلبية أو ايجابية يشدني ذلك لان أتعمق في هذه الدراسة لأخرج في النهايات بالإجابات التالية:

إن كل تنظيم أو حركه قامت في التاريخ العربي والإسلامي كانت تنظيمات وحركات بنيت على أسس واضحة إلغاء الغير وعقيدة الأنا بغض النظر عن اتساع وكبر هذا التنظيم أو ذاك أو هذه الحركة أو تلك!!!

فكانت العقيدة والدين هما بمثابة الرافعة لتقدم أو تطور هذا التنظيم أو ذاك إن كل هذه الحركات دون استثناء تستغل الدين من اجل الوصول إلى سدة الحكم ومصدر القرار وبما أن الدين له ميزته الخاصة بأنه يصيب قلوب الناس وخاصة أتباعه فكل تفسير له من قبل هذه الجماعات أو هذه الحركات يقع صائبا في قلوب البعض من هؤلاء الناس حتى وان كان هذا التفسير والتأويل خطا وغير صحيح.

وان هذا الفريق الذي يقوم بهذا العمل أو تلك الجماعة قد تخصص لذلك بأن أبدع في تظليل الناس حتى إن البعض من هؤلاء الأتباع تلقفه كأنه قرآن منزل ومن هنا يبدأ غسيل الأدمغة لهؤلاء الناس,حتى يصل البعض منهم وان لم يكن الأكثر شبه إمعات بكل معنى الكلمة مع إن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حذرنا من أن نكون كذلك فقال لا تكونوا كالإمعة أي بمعنى أن يفكر لك الغير وأنت تقوم بالتنفيذ مثلما هو حاصل اليوم!!!

لنأخذ مثالا على ذلك حركة الإخوان المسلمين أينما وجدت أو تواجدت إذا أراد قادتها أن يقوموا بعمل,سياسياً أو اجتماعياً فيقوم قادتها باستنهاض باقي الجماعة ان ينفذوا ما يطلب منهم من دون سؤال من باقي الجماعة مهما كانت العواقب!!!

وأن هذه الطاعة العمياء جعلت من هؤلاء الأتباع سيفا مسلطا على من يعارضهم أو يحاول أن يتحداهم حتى وصل الأمر عندهم أن شكلوا فرقاً لتصفيه الحسابات ضد من يعارضهم ويقول ولو كلمه لا تروق لهم وتعترض طريقهم

في سنوات السبعين من القرن الماضي بلغ عندهم الأمر أن حرضوا الابن على أبيه والأخ على أخيه وشنوا حربا على معارضيهم في مجالسهم وشوهوا صورهم وعملوا على مقاطعتهم وكان هنالك أيضا استعداد من قبل البعض منهم ليقوم بالتصفية لمن يعارضهم وفي أواخر السبعين وأوائل الثمانين شكلت أسرة الجهاد المسلح وفشلت بعد أن القي القبض على أعضائها ومؤسسها

بدأت هذه الجماعة تشن حربا سياسيه في البداية على الكفرة والملحدين والشيوعيين فوسعت من حربها على الوطنيين والقوميين والعروبيين وكل ذلك وجهاز امن الدولة الشباك الإسرائيلي يراقب!!!!!

وبدا البعض في هذه الحركة باليقظة وخاصة من قادتها ان ما يقوم به بعض اقطابها من تحريض على هذه القوى التي هي من شرائح شعبهم وتنوعه مدعاة للشك والريبة وكان التراجع وعدم الصدام المباشر وهذا كان مبشراً على هذه الصحوة مع أنها أخذت فترة طويلة حتى قبلوا بالغير على الساحة إن هؤلاء هم من شرائح شعبهم وتنوعهم.

لقد اعتقد الإخوان وحركتهم في وقت من الأوقات أنهم هم وحدهم الإسلام وان غيرهم إسلام اسماً لدرجه أنهم كانوا يفتخرون بموقعهم هذا فسموا أنفسهم (الإخوان المسلمين) أي أن من هو خارج هذا المصطلح حتى وان صلى وان صام وقام بكل الفرائض إسلامه ناقص وفي حوار مع احدهم قال لي أنهم وحدهم هم الناجون من بين الفرق 73 الذي جيء خبرهم في الحديث وهم المرابطون وعلى حوض محمد صلى الله عليه وسلم الواردون وما دونهم إلى جهنم سائرون لأنهم وحدهم حماة الأقصى وهم له محررون وضرب لي مثالا على ذلك أنهم في كل عام يقيمون مهرجان الأقصى فيجتمع عشرات الألوف وهم يهتفون فداك يا أقصى مع إني لم أرى أحدا سقط فداء للأقصى!!!

فسالت محاوري ولكن الأقصى ما زال محتلا وغير محرر ومطوقا من كل جانب باليهود وحتى تحته محفورا ومكشوف اقل هزة أو بعض الديناميت سيحدث له دماراً رهيباً وفجأةً سيزول الأقصى وسيهدم ماذا ستفعلون؟؟؟ورد علي بنظرة غاضبة!!!!! سترى شيوخ الحركة شمالاً وجنوباً ماذا سيفعلون؟؟؟

فقلت له سننتظر وإنا معكم لمنتظرين

نسي هؤلاء الأفاضل أن حزب الشيطان اكبر بكثير من حزب أهل الإيمان فان كان حزب الإيمان يُعد بالآلاف فان حزب الشيطان يعد بالملايين (لقوله عز وجل"ثلة من الأولين وقليل من الآخرين")("وقليلا ما يؤمنون")(وقليلاً هم الشكور)

ونسي هؤلاء أن من اخذ أجره من الناس مدحاً وأظهروه على شاشة التلفاز وأحب أن يقوم له الناس ليس له أجرٌ عند الله حتى وان كان يلقب بشيخ المشايخ لذا أقول لهؤلاء إذا غركم كثرة العدد وتعتبرون ذلك مددا فأقول لكم أخطأتم الحساب وفقدتم الجواب لقوله صلى الله عليه وسلم

تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها قالوا أمن قله يا رسول الله قال لا ولكنكم كثرٌ كغثاء السيل ويلقى الله في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يا رسول الله قال حب الدنيا وكراهية الموت

صدقت يا رسول الله!!!!! ها هم المسلمون اليوم أكثر من مليار ونصف مسلم وما يقارب ثلاثة مائة مليون عربي الم تسالوا أنفسكم لماذا هذه الأمة في مؤخرة الأمم وفي تراجع واضح

لذا أنا أرى أن الأسباب عديدة:

1_أنهم فرقوا دينهم شيعاً. 2_ولّوا أراذلهم سادةً لهم 3_ساروا خلف الكذاب وتركوا الصادق. 4_صارت نسائهم قبلتهم ودينهم دينارهم. 5_انطبق عليهم الحديث من 73 فرقه,فرقه واحده هي الناجية الكل يقول أنا الناجي ولا يعلم من الناجي إلا الله سفكوا دماء بعضهم البعض فانطبق عليهم الحديث (إذا رفع السيف في أمتي بقي على هذا الحال حتى يوم القيامة لا يوضع. 6_باع الكثير دينه بعرض قليل من الدنيا. 7_لم يأت حتى ألان من يعطيه الله شرف تحرير القدس ,لان كل الذين يَدّعون ذلك هم ليسوا أهلا لهذا الشرف. مثلهم كمثل عبد المطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم. كل شيء نعمله ونقوم به نُشرك به مع الله أحدا والله سبحانه لا يقبل له شريكاَ. فكل ما خلا وجه الله فهو باطل. كل الصراع الدائر بين المسلمين بعضهم بعضا ليس من اجل إعلاء كلمة الله.بل صراع على الدنيا وما فيها وكله زائل التي لا تساوي عند الله جناح بعوضه.

لقد انتظر الإخوان في مصر ومعهم كل الإخوان في الأقطار العربية الوصول إلى الحكم وها هم قد وصلوا فهذا هو الامتحان بعينه فكيف يتصرف الإخوان على كل المستويات

وماذا سيحدثون من تغيير فإذا بقوا على قناعتهم السابقة أنهم هم الأصدق سبيلا ورشدا وان غيرهم على خطا أكيد فاني على يقين سيكون فشلهم قاتلاً وعلوهم سقوطاً مدوياً ونهاية لحلمهم وفشلاً لطريقهم

حتى بعد استلامهم الحكم في مصر ما زالوا على ما كان عليه سلفهم مبارك من التزامات

1_المحافظة على كل الاتفاقيات الدولية بما فيها كامب ديفيد وعلاقة الدولة المصرية مع الدولة الاسرائيليه

2_ما زالت سفارتا أمريكا وإسرائيل تديران كل سياسة النظام الجديد في مصر وخاصة ما يخص إسرائيل وأمنها رضي الدكتور مرسي أم أبى!!!

وذلك يعود لعدة أسباب، أولا: وهي المساعدات المالية والعسكرية التي تقدمها أميركا لمصر وحاجة مصر لهذه المساعدة المشروطة والمربوطة ارتباطا وثيقا بالسياسة الأمريكية منذ عقود

ثانياً: إن السلاح للقوات المصرية بمعظمه اليوم سلاحٌ أمريكيٌ وغربي ولم يطور الجيش المصري سلاحاً متقدماً لقواته كما فعلت إيران المحاصرة منذ 30 عاما وان كانت هنالك صناعات عسكرية مصرية ولكنها لا ترقى للصناعات العسكرية والمستوى التقني مثل الهند وباكستان وإيران فستبقى مصر أسيرة لهذا القيد سنين طويلة!!!! واليوم أقدم الدكتور مرسي على خطوة يبدو أنها غير محسوبة وأثارت عاصفة من الاحتجاج والاعتصام والمواجهة مع المعارضة بان اصدر أمرا رئاسيا بالاستحواذ على القضاء كما فعل ذلك مع التشريعي والتنفيذي ليبدأ الصدام ويقع قتلى وجرحى في ميدان التحرير ما بين مؤيد له ومعارض وما زال هذا الأمر على وتيرة عاليه ولا يدري احد إلى أين تسير الأمور بهذا الانقسام ما بين علمانيين ولبراليين وإسلاميين!!!

لقد اخطأ الدكتور مرسي بذلك وضرب بعرض الحائط مطالب الآخرين وتجاهلهم ومنهم من انتخبه وأيده وكما يقول المثل (أول سرحاته كسر عصاته) والآن الإخوان يعيشون ما بين الفرحة والامتحان إما نجاحاً أو سقوط بالامتحان إما أن تخرج مصر من محنتها ومخاضها العسير أو تؤخذ مصر إلى المجهول وسوء المصير

وتفرض علينا الظروف أن نبكي على زمن فات ونعيش الخوف من زمن آت!!!

اللهم أحفظ مصر وجيش وشعب مصر لتبقى مصر أم الدنيا


في الأحد 09 ديسمبر-كانون الأول 2012 05:20:47 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=18355