قفا نبكِ من ذكرى بشيرٍ ومنزلِ
د.عبدالمنعم الشيباني
د.عبدالمنعم الشيباني

قفا نبكِ من ذكرى بشيرٍ ومنزلِ

غداةَ مسيراتِ الوفاء المحمَّلِ

**

  (وقوفاً بها صحبي عليَّ مطيِّهمْ

يقولون لاتهلِكْ اسىً وتجمُّلِ)

**

(وليلٍ كموجِ البحرِ أرخى سدولَهُ)

وطائلِ عهدٍ بالفسادِ المطوِّلِ

**

بقايا عصاباتٍ لأسوأ سُلطةٍ

عليها فلولُ النهبِ من عهدِ (بُرْغُـلي)

**

تدور مع الكهنوتِ مثل زجاجةٍ

وتلبِس كالدجَّالِ ثوب التبتّـُلِ

**

لها في احتراف القتلِ باعٌ وخبرةٌ

وما احترفتْ الاوباءتْ بمقتلِ

**

رأيتُ وكان الليلُ من مِثل لونِهمْ

رصاصاتِ حقدٍ عن يمينٍ وشمئلِ

**

كأني بها من حقدها مثل وابلٍ

تلاحقني عن كلِّ جنبٍ ومِحولِ

**

فأيقنتُ أنَّ الغدر ماضي لغدرهِ

وأنَّ رصاصَ الحقدِ من صنفِ أرذلِ

**

ايا واديا قنصٍ وخوفٍ وريبةٍ

سلاماً على القاضي ووادي المعسِّـلِ

**

وما قنصوا ظبياً شروداً وانما

غزالاً من الإصلاحِ فوق التغزُّلِ

**

كفى ايها الإصلاحُ رفقاً بقاتلٍ

تعذبه بالعفو أم تـتعجَّلِ !

**

كأنك اذ تعفو وإنك قادرٌ

تعاليتَ عن سفكِ الحقيرِ المسفِّلِ

**

وانَّ بشير الخيرِ فوق جيوشهمْ

وانَّ حبيبَ اللهِ في خير منزلِ

**

وماقـُـتل الأحرارُ الا لأنهمْ

اعزُّ وأعلى في الخلودِ المؤثَّلِ

**

وما ولِد الإصلاحُ كي تمدحوا له

ولا المنهجُ الأعلى لمثل التدللِ

**

ولكنه للنصر او يعرف العدا

وانْ راح يرمي خلفهمْ الفُ (عوبلي)

**

اذا امر الإصلاحُ هذي سيوفُنا

وهذي جنودُ اللهِ تـُبلى وتبتلي

**

وانْ تكن الأولى فأمضى رسالة ً

وانْ جنحوا فاجنحْ ولكنْ بأجملِ

**

ولولا تعاليمٌ ودينٌ ومنهجٌ

تكـبـِّلنا بالسـلمِ لولم تكبِّلِ

**

لصبَّحهمْ منا سيوفاً وصيحة

تداوي رؤوسِ البغيِ من كل مُثقَلِ

**

ونأبى لهيبَ الثأرِ فينا خليقة ً

ولكنْ خراباً ايها الـبُومُ فارحلي

**

قـفا نـُرجع الذكرى لخير منارةٍ

وفكرٍ وقرآنٍ ومجدٍ مكلَّلِ

**

نشدُّ ركاب الشِّعر نحو منازلٍ

لها في شغافِ القلبِ افضلُ منزلِ

**

لـ مائلةٍ يادارُ ميَّة رسمُها

على القلبِ كالوشمِ القديمِ المؤصَّلِ

**

شجونٌ وأطلالٌ وذكرى قصيدة

لأغلى شهيدٍ طاهرِالقلبِ انبلِ

**

وأبلغُ في التعبير أنك حاضرٌ

وأنك طودٌ من اباءٍ مـمثـَّـلِ

**

وانْ سكبتُ ريمٌ دموعَ صلاتها

عليكَ وانْ صلَّت عليكَ بأمثلِ

**

شذى زهرةٍ في القلبِ انت حبيبُها

(وإنكَ مهما يأمرِ القلبَ تـفعلِ)

**

وإنك للأزهار ياسيِّد الربى

ربيـعُ عطــاءٍ دائـمٍ لم يـُبـدَّلِ

**

فتحتَ بـ يوم النصرِ باباً الى الندى

بروحكَ حتى حفها اللهُ من علِ

**

كـ روحِ معاذٍ في السماواتِ صادحٍ

ترتل آياتِ الكتابِ المنزَّلِ

**

عليكَ من الإجلال تاج وحلَّة

ومنظومة الإصلاحِ من خير مرسَلِ

**

كأنك والتاريخ صنوا شهادةٍ

تسجِّل للأيامِ مالم يُسجَّلِ

**

وكنتَ بشيرَ الجودِ بُشرى سحابةٍ

همتْ ثم جادتْ بالعطاءِ المجمَّلِ

**

اتتركنا والأرضُ سبعون فارساً

كأنكَ لم تمضِ ولم تترجَّلِ!

**

لـ مائلةٍ في كل ساحٍ ورايةٍ

كمثل بشير الصبح او ضوء مِشعلِ

**

تلملم بالآمالِ بعضَ جراحها

وتنشد بالأشواقِ شوقَ المؤمِّلِ

***

القصيدة تجاري معلقة امرئ القيس وتقتبس البيت الثاني والشطر الأول للبيت الثالث كما هو مبيَّن بين قوسين

شاعر وناقد يمني


في الأحد 10 يونيو-حزيران 2012 07:11:20 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=15985