الشارع والإصلاح
فيصل علي
فيصل علي

لا احد يستطيع ان ينكر ان الكثير من ابناء اليمن "شحاتين" فاليمن بلد فقير .. وهؤلاء وجودوا ممولا يدفع بسخاء وليس لديه اية طلبات او املاءات لانه لا يدفع لجهة محددة بل تذهب امواله سدىً ، شرهة او صدقة او بدل "اوطفة" وهذه الاخيرة مفردها وطاف اعزكم الله . كم هي خيبة امل للشباب اليمني اليوم ان يكتشوفوا قائمة تضم 27 الف شحات على باب السعودية ومثلهم على باب ايران واخرين على بابي الكويت والامارات وقبلهم كانوا على ابواب كلا من الاتحاد السوفيتي والعراق وليبيا ومصر.. ماذا نفعل في مثل هذا الوضوع المزري وكيف نتعامل مع هذه الحقيقة المتمثلة "في وجود شحاتين بين كل نفرين نفر ونص"؟. فالشحاته مسالة اظنها اصبحت عادية والدليل ان كثيرين زعلانيين فقط لان اسمائهم غير مسجلة في كشف "العواضي نايف" المنشور في الشارع.

ما يهمني فقط هو او ان يمضي شعبنا العظيم وهم الاغلبية من الناس الطيبين الطاهرين في ثورتهم العظيمة وان لا يتوقفوا عند حدود الكشف .. لان الكشف وما وراء الكشف وتوقيت الكشف واظهارا اسماء واخفاء اسماء عمل لا اخلاقي ولا يمت للحقيقة بصلة ويتنافى مع اخلاقيات الصحافة ويفقد المهنية معناها. كما ان اظهار الكشف الاصلي او صورة منه ضروريا لان الموضوع تحول الى قضية راي عام.

"فريق الكشف" كما نعلم جميعا هم من انصار الثورة المضادة يرتبطون بشكل او باخر بالمخلوع وحتى ان اوردوا اسمه في المقدمة مع بعض رموز حكمه لا يعني شيئا فهو قد سقط وسقطت قمته عند الشعب وكثير من الاسماء بل اجزم ان كلها ساقطة .. ما اراد الكشف اظهاره بنية "حزمني يا بابا" هو كتابة اسم التجمع اليمني للصلاح الرافعة الحقيقية للثورة، وهنا بيت القصيد فالرسالة واضحة في ان الاصلاح الذي تمضون خلفه يا شباب هاهو يبيعكم للسعودية وعميل للسعودية، نفس الاسطوانة المشروخة التي ترواح مكانها من التسعينات.

انهم يريدون ان يلحقوا بكم الهزيمة النفسية ايها الشباب وهزيمتكم النفسية قاسية يريدونكم ان تحبطوا وتلعنوا كل شيء.. لكننا لن نفعل وسنمضي بثورتنا وليتركنا من شاء في هذه اللحظة من عمر ثورتنا، علينا ان نعلم ان جيل الشحاتين سينتهي وسينتهي حكمهم جميعا فهم على مشارف قبورهم ،فلنعطهم اجازات مفتوحة باسم الثورة ،انهم جيل التيه الضائع، فلترحمهم الثورة وتصرف نظرها عنهم فجرمهم المتقادم ينتهي بانتهائهم تائهين بلا دولة ،ولنبدا بانشاء دولتنا على انقاضهم جميعا وليذهبوا الى الجحيم بلا استثناء.

يا جيل الثورة انتم الاطهر انتم الانظف انتم الاروع فلا تلتفتوا "للمطلبين" الجدد اصحاب الثورة المضادة الذين سقطوا من بداية الثورة واتوا اليوم يرفعون عقريتهم كشفا اظهروا منه ما يرون انه يخدمهم واخفوا الباقي لان اسمائهم مكتوبة فيه.

من حق صحيفة الشارع ان تنشر ما تشاء ،فقط نريد منها ان تعطينا الادلة فهي ضرورية للراي العام خاصة عندما يكون هناك مطالبين بها من الناس او من الجهات او الاشخاص المعنيين. انا كواحد ممن يدركون اهمية حزب الاصلاح في اليمن وكواحد ممن يعنيهم هذا الحزب بشكل او باخر اطالب صحيفة الشارع ان تمنحني حق مطالبتها فقط بسند استلام رسمي باسم التجمع اليمني الاصلاح. ولا علاقة لي بالاشخاص ايا كانوا ومن كانوا ..ما نشر بحقهم شيء اعلمه من زمان لكن كدعم لحزب سياسي هذا ما استغربه لعلمي ان السعودية لا تدعم سوى المشاريع الصغيرة والشخصية، لا لنزاهتها ونزاهة من تدعمه ، فقط لانها بلا مشروع اصلا.. هل لديها مشروعا ثقافيا؟ هل لديها مشروعا ايدلوجيا؟ هل لديها مشروعا سياسيا؟

لو قارناها بايران سنجد ان ايران لديها مشروعا متاكملا بينما السعودية بلا مشروع .. لاحظوا اسماء الاشخاص المصروف عليهم شهريا من السعودية هل هم وهابيين مثلا؟ هل هم يحملون فكرا سعوديا او حتى يضعون العقال على رؤوسهم؟ الاسماء لا علاقة لها بشيء من ذلك " سوى ان حول لهم الله بما يقرطونه على الطريق من مال سائب يصب من حقول النفط الى جيوبهم" . المفترض ان يثور الشعب السعودي على هذا الاسراف والطيش، ان كثيرا من ابناء السعودية عاطلين عن العمل وراتب الموظف منهم حتى اذا وصل 10000 في احسن الاحوال فماذا يعني له ان يستلم شخصا اجنبيا مبلغ 40 مليون شهريا او 3 مليون . بينما من يقال ان ايران تدعمهم يسبحون بحمدها و اغلبهم صاروا "ملالي وايات الله ويدافعون عن ايران ووجودها في اليمنوغيروا مذاهبهم وصاروا روافض". اريد فقط ان يعطينا عمال الشارع او محرريها سندا رسميا باسم الحزب.. وليكونوا جديرين بثقة الجمهور ولا يخفون عنه شيئا ، اما غير ذلك فهم كعادتهم كذابين مثل "ربهم" الذي راى الجنة وهو ساجدا في جامع النهدين لحظة الانفجار..


في الثلاثاء 05 يونيو-حزيران 2012 09:50:07 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=15921