لماذا القاعدة في أرحب ..؟!
سلطان الذيب
سلطان الذيب

الطائرات والمدفعية والصواريخ تدك قرى أرحـب وبني جرموز و قائد الحرس الجمهوري للمرة الثانية على التوالي يرفض أوامر الرئيس هادي بوقف القصف ....

عنوان تُطالعنا به المواقع والصحف لطالما تردد على مسامعنا مرارا وقرأناه بأفواهنا ولا زلنا نسمعه ونقرأه كل يوم...

 فما الذي يجري في أرحـب ..؟ ولماذا الحقد الدفين على أرحـب ..؟ وما ذنب أرحـب لتقصف بهذه الهمجية ..؟..اسئلة تبعث الحيرة والقلق وهي بحاجة إلى اجابات تامة غير منقوصة...

لن اتطرق هنا عن سبب المشكلة وبدايتها فلقد أوضحنا ذلك كثيرا في مقالات سابقة، والكثير من الكتاب اشار إلى ذلك ، لكن بعد أن تم توقيع المبادرة وتشكيل حكومة الوفاق تفاءل الجميع خيرا، وبداء نازحو أرحـب في العودة إلى قراهم و مزارعهم، وأخذوا يضمدوا جراحاتهم ويعالجوا معاناتهم...

وما هي إلا أيام حتى تعاود الطائرات الغادرة رحلاتها المكوكية فوق سماء أرحـب، لتمطر عليها نيران حاقدة لا هوادة فيها، ومدافع وصواريخ تحمل الموت الناقع لكل طفل وشيخ وامراءة، تلاحقهم الى كهوفهم وملاجئهم ودورهم دونما رحمة من ضمير او وازع من دين من قبل كهنتها...

و لتكتمل حلقات المسرحية الرخيصة، يُطالعنا الاعلام المتهرئ السمج التابع للفلول بعناوين كاذبة ودبلجات فاضحة، بأن القاعدة في أرحـب تعتدي على معسكرات الحرس، وصّور هذا الاعلام الهزيل الضحايا إرهابيين والإرهابيين الحقيقيين الذين يقودون الة الموت بالمظلومين الحارسون للبلد ..

لكن لسان حال أرحـب يقول لكم أيها المبيرون(جمع مبير) كذبتم والله فأرحـب ليس فيها قاعدة بشهادة الجميع وعلمهم، ولا توجد سوا قواعدكم الظالمة الآثمة قواعد الصواريخ والطائرات والأنفس الحاقدات..

قائل يقول لماذا أرحـب تحمل السلاح ..؟ ترد أرحـب بلسان حالها أن تدافع عن نفسك وأن تحمل أي وسيلة ترد بها عن عرضك ومالك وأرضك فهذا شيء كفلته لك كل قوانين الدنيا ودساتير العالم وقبل هذا شرائع السماء ...

صمتٌ مُريب من الجميع وكان أرحـب في دولة أخرى وعدو أجنبي وكأنها لا تبعد عن صنعاء سواء عشرات الكيلوات، نعم سمعنا أن الرئيس هادي أمر قائد حرسهم بوقف الحرب، لكن هتلر الحرس لم يأبه لذلك، ولم يستمع للتوجيه فهو القائد الهمام وابن الزعيم النبهان أمير المخلوعين وسيد المطبلين، وقائد القادة وزعيم العصابة فإلى متى إذن تستمر المعاناة...؟

 أين نعيش..؟ نحن هل نحن في دولة اليمن..؟ البلد التي عرف المدنية والحضارة والدولة منذ آلاف السنين، كيف! يأمر رئيس دولة أحد الجنود بأمر فيه خير لليمن ولا يُطاع..؟ والرئيس أيضاً لا يستطيع أن ينفذ أمره وقراره فأية دولة هذه...

أليس الأجدر بالرئيس ونحن نعلم صدقه ووطنيته، وظننا فيه كبيير أليس الأجدر به وبالحكومة أن يتخذوا قراراً حاسما بإبعاد مثل هذه العناصر المجرمة من قيادة هذه المعسكرات، والتي حولوها الى شركات أمنية خاصة باسمهم وحولوا من فيها الى مجاميع قطعان لا يعرفون إلا ما قال لهم الفندم ابن عفاش الدم ..

ألا فليعلم هولاء الأطفال المتوحشون، أن أرحـب صخرة صماء، وقلعة شماء في وجوه الظلمة والمجرمون، ولن تركع ولن تتزحزح عن مواقفها التي تدين الله بها وفي سبيل بلدها، ولن تعترف بظالم أو تقر بالظلم، وستضل صامدة كالجبال وثائرة كالإعصار لن يضيرها أذى أشباه الرجال ...

تحقد تلك الفلول المجرمة على أرحـب لأنها كسرة شوكتهم، وبددت أحلامهم في استخدام القوة في ضرب اخوانهم المعتصمين وجيش الثورة ... ، يحقدون عليها لأنها حطمت كبريائهم في عدم قدرتهم بزعمهم أن يجعلوها عبرة للقبائل الأخرى... يحقدون عليها لأنها أحبطت مخططاتهم بتفجير الوضع وتحويل اليمن الى ساحة حرب كبيرة، يحقدون عليها لأن قواتهم النخبوية والنصف أمريكية لم تفلح في أرحـب ولم تحقق اية هدف خسيس لهم، يحقدون عليهم لأن أرحـب وشرفاء القبائل هي من جعلتهم يرضخون للأمر الواقع ويوافقون على المبادرة، هذه ليست مبالغة وكل كلمة كتبتها لها دليل وحادثة حدثت تثبت ما قلته..، علمها من علمها وجهلها من جهلها ..

ومع هذا كله فأرحـب برجالها وشبابها وشيوخها يبحثون عن دولة العدل والقانون والنظام والحرية، دولة تكفل لهم حقوقهم، وتحمي أموالهم وأرضهم، وتقدم لهم الخدمات الاساسية والبنية التحتية الضرورية، وهذا هو ديدن كل القبائل اليمنية الكبيرة والتي هي وان كانت قبلية وتحمل السلاح إلا أنها مدنية بالفطرة، وأنه متى ما وجد العدل والقانون و بسط الدولة لنفوذها وبمسئولة ونزاهة، فما أن تلبث هذه القبائل أن تكون درعاً للدولة وأفرادها جنوداً لها وأعمدة لقوتها ...تأتمر بأمرها وترضخ لقانونها والتاريخ يشهد بذلك..

ولن تُبنى هذه الدولة المنشودة، إلا بعد بناء جيش وطني حر موحد وتحت قيادة وطنية واحدة يكن ولاءه لله ثم للوطن فحسب، وإبعاد كل العناصر الفاسدة فيه... فلنعمل جميعا رؤساء ومرؤوسين قادة وجنود مدنيين وعسكريين في سبيل إيجاد تلك الدولة، لتنعم أرحـب وكل اليمن وليعود اليمن سعيدا كما كان، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ...


في الثلاثاء 03 إبريل-نيسان 2012 09:39:06 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=14922