الرسالة الثانية للدكتور ياسين وباسندوة : ضرورات الحملة الانتخابية لهادي
د. محمد أمين الكمالي
د. محمد أمين الكمالي

في ظل حالة المراوحة والتوتر والترقب التي نعيشها قبل موعد 21 فبرار موعد الانتخابات المفترضة وفي ظل دعوات المقاطعة او المشاركة مع بدء الحملة الانتخابية للمرشح المفترض الرئيس هادي وبمشاركة فرقاء العمل السياسي في تدشين حملته الانتخابية والإشارات التي حاول إرسالها لطمأنة جميع الأطراف ,, ومع قراءة الرسالة التي كتبها الدكتور ياسين سعيد نعمان لشرح الملابسات والظروف التي تحكم خيارات المشترك اكبر الأطراف السياسية ورؤيته للحل الذي تم التوصل إلية في المقال الذي أتى باعتراف ضمني لحق الناس في سماع مبررات تشرح موقف هذه القوى السياسية الشائك والخيارات الحساسة التي اتخذوها ,, وفي ظل حملة موازية من الاتهامات المتبادلة تكشف حجم عدم الثقة وحالة التحفز الموجودة وتبين التناقضات داخل المعسكر الذي يفترض انه بقايا النظام السابق والمؤمنين بفكره والمرتبطين بمصالحه يكشفها كذلك الحملة المتبادلة بين إعلامهم وإعلام المشترك فيتهم تارة المشترك وتارة الجنرال الأحمر بمحاولة عرقلة الانتخابات وإعلام المشترك يتهم تابعين للمؤتمر بنفس الشيء وكلا الطرفين يباري الأخر في مدى الحرص عل الدعاية الانتخابية ودعم المرشح التوافقي ظاهريا .

(1)

وقبل الحديث عن أهمية الحملة الانتخابية والضرورات التي توجبها والضرورات التي يجب أن تحتويها يجب أن نقرأ الوضع بروية وبعيدا عن التعصب والتشنج والعاطفية والمزايدة في التشدد لهذا الخيار أو ذاك ,, ولهكذا قراءة نبداء باستعراض الحجج والأطروحات التي تدعم مقولة المطالبين بمشاركة كثيفة في الانتخابات و أنها طريق الخلاص من صالح :

- قد تكون صورة الصومال هي المتشظي والمحترب والتي ظل صالح يلوح بها هي الماثلة أمام قيادة اللقاء المشترك ,,فهذا الجار القريب قتلت فيه المجاعة والجفاف والكوارث الطبيعية عدد اكبر ممن حصدتهم الحرب الأهلية فعدد من فضوا جوعا أكثر من ضحايا الرصاص والقذائف , والسبب غياب الدولة وانهيارها بعد أن قرر سياد بري الصمود حتى أخر قطرة دم والتي بالمناسبة لم تكن منه فقد شرد وقتل سريعا ليترك دوامة الحرب والدمار والتقسيم تلتهم الصومال , وكذلك كانت نهاية خصومه الذين حاصروه في الزاوية وفي النهاية دفع الكل الثمن وهذا ما لا يجب أن يتكرر في اليمن ولو كان علي حساب أسمائهم أو كم النقد وحتى الشتيمة التي يتلقونها كتضحية مقابل الحفاظ ليس على البلد والدولة شبه المعدومة ولكنها فرصة اليمن في النهوض والبناء من جديد .

 - ما أسهل الحرب علي المتفرجين وعلي العكس ربما من فقد عزيزا أو قريبا ويريد أن تتحقق العدالة والخير للوطن هو من لا يريد الانجرار إلي حرب لن تجلب إلا مزيد من الخراب والدمار والموت والثكل .

 - الانتخابات هي الطريق الأسلم للخلاص من صالح ونظامه لتحقيق أول أهداف الثورة والذي سيتبعه تحقيق باقي الأهداف فإذا لم نستطيع فعل ذلك فالبديل انتحار جماعي .

 - الخيارات الموجودة ألان تنحصر في خيارين إما بقاء صالح ونظامه وما يمثله والأخر مجيء هادي وبدء مرحلة انتقالية .

 - يجب علي المشترك إظهار حرصه وجديته في الانتخابات حتى يثبت للمجتمع الدولي والإقليم انه جدير بالثقة وقادر علي نقل البلاد إلي بر الأمان ويستطيع الحصول علي مساعدتهم لتجاوز المصاعب التي تحيط بالمن .

 - وصول أول رئيس جنوبي إلي كرسي الحكم في صنعاء وبجواره رئيس وزراء جنوبي مؤشر ايجابي لكسر حلقة احتكار السلطة والمركزية والإقصاء ومدخل لرؤية التحولات المطلوبة .

 - من اكبر مكاسب وأسلحة الثورة هي السلمية والتي عزلت صالح وقواته الأسرية في موقف المعتدي ولم تمكنه من الحصول علي طرف مقابل يخوض معه حرب أهلية يكون فيها طرفان يقتتلان بل أصبح طرف معتدي وغاشم أمام شعب صامد ومسالم وهو ما منع عنه الكثير من الدعم الدولي وثبت عليه جريمة القتل الجماعي للمدنيين وبالتالي فان الاستثمار الأمثل لهذه السلمية ومنع الانجرار للعنف يكون بالتأسيس لانتقال سلمي للسلطة عن طريق الانتخابات التي وبرغم كل عيوبها تجنب البلاد الدخول في موجة من الحرب الأهلية والانقلابات العسكرية ويصبح السلاح هو المدخل للوصول للسلطة أن بقى هناك سلطة يتحارب عليها المتحاربون .

 - يجب النظر للطرف المستفيد من فشل الانتخابات والعودة للمربع الأول وحتى افتعال حرب يكون من نتيجتها التفاوض علي وضع يسمح لصاحب القوة الأكبر أن يفرض شروطه وترسيخ وجوده والطرف المستفيد الآن من فشل الانتخابات هو الأسرة الحاكمة ومن ورائها بقايا المؤتمر فهم يظنوا أنهم يمتلكوا قوة نوعية (الحرس) قادرة عل فرض شروطها علي الأرض وخصوصا أن المرحلة الحادة والتي شكلت أقصى اهتزاز للسلطة قد مرت وتمكنوا من استيعاب الصدمة فبالتالي موقفهم ألان أكثر ثباتا وربما يروا إن المبادرة لا تحقق ما يصبون إليه وان النائب شخص غير مضمون بمواقفه شبه الحيادية ورغبته أن يكون طرف توافقي ولن يسمح لهم بافتعال حرب والبديل هو عرقلة الانتخابات واتهام الطرف الأخر بإفشال المبادرة .

 - عرقلة الانتخابات في الجنوب وصعده تكريس للتشظي والتفرقة وجعلها تبدو كاستفتاء أولي علي الوحدة لعدم مشاركة الجنوبيين وهو ما بدائه القيادي في المؤتمر وأمين عام المجلس المحلي في عدن حسب وسائل إعلامية معارضة .

 - الانتخابات تكشف حجم التأييد للتغيير والرغبة في القطيعة مع المرحلة السابقة وبدء مرحلة جديدة تقوم علي المشاركة والعمل جنبا إلي جنب لبناء مستقبل اليمن وبالتاي المقاطعة تتعارض مع الرغبة في التغيير ويعط مؤشر بذلك علي الأقل للأطراف الدولية والخارج .

 - شخص الرئيس هادي والذي يحظى بتوافق يندر تواجده في أزمات مشابهة , وحكمته في القدرة علي تجاوز المرحلة السابقة واحتفاظه بهذا الموقف المتوسط رغم الاستقطاب الحاد الذي كان حاصلا , وربما كانت ظروفه والضغوط التي تعرض لها في الفترة الماضية أكثر مما يتحمله الشخص العادي وهو وخلال فترة الثورة لم يخرج بتصريح معادي لها أو متهجم علي شباب الثورة ولم يكن شريك في حملة القمع والقتل ربما لأنه لم يكن لديه أي صلاحيات وليس جزء فعلي من السلطة ( وقد قال العطاس أن الجنوبيين طالبوا بان يكون مفاوض عنهم أمام صالح خلال فترة سابقة إدراكا منهم لذلك ) ,,فحتى تهمة السلبية التي يتهمه بها البعض كانت على غير إرادة منه فقد كان معرض لخطر ربما يفوق ما كانت تتعرض له الساحات أكثر من مرة بل ووصل الأمر لحد اتهامه من بعض أطراف النظام بالتدبير لانقلاب وهو ما سارع إلي نفيه حينها ,,ومواقفه العقلانية تلك مكنته من الحصول علي ثقة كافة الأطراف السياسية الداخلية والخارجية ليكون رجل التوافق وربما علي العكس فان الثقة بالرجل في صفوف المعارضة أكثر ربما من الذين في داخل حزبه ,, وقد أتى خطابه الأخير في بدء حملته الانتخابية دون أن يذكر صالح كإشارة للقطيعة مع الماضي والرغبة في الدخول للمستقبل .

 - محاولة عرقلة الانتخابات وإلقاء المسؤولية علي المشترك وقد بدئت وسائلهم الإعلامية بذلك واتهام مسلحين تابعين للمشترك أو الجنرال الأحمر بمحاولة عرقلة الانتخابات بالقوة مما يدل علي نيتهم الحقيقة ورغبة في منع هذا التحول السلمي .

 - هناك أمور قد فرضت كأمر واقع ولو أنها ليست الشكل الأمثل أو الصورة المطلوبة للتغيير ولكم يجب التعامل معها وأثارها السلبية التي شابتها والأخطاء البنيوية فيها والتعاطي مع الوضع الراهن بشكل يضمن تحقيق أهداف الثورة والوصول إلي ما يحقق إرادة الشعب اليمني ( ليس بالإمكان أفضل مما كان ) .

 (2)

وعلى الجانب الأخر يجب قراءة الطرح الذي يقول بعدم جدوى المشاركة في الانتخابات بل مقاطعتها شعبيا وهو يقدم حجج قيمة ومنها :

- إذا تمت الانتخابات في الشمال فقط وتعطلت في الجنوب وصعده فان هذه المقاطعة في الجنوب ستصبح بمثابة استفتاء علي الوحدة في غير محله ,, ويؤدي إلي الصدام ويقدم دليلا على صواب طرح الأسرة الحاكمة من ناحية التشظي والحرب الأهلية إذا تمت الانتخابات قسرا في الجنوب وفي غير ظروف الوفاق الوطني (وليس السياسي فقط ) والحوار الذي يفضي إلي الحلول الحقيقية والشاملة ,, لان هكذا انتخابات لن تعدو كونها إجراءات من طرف واحد ستدفع المزيد من الجنوبيين للتشبث بأكثر الخيارات تطرفا كعملية دفاع ورد فعل ضد ما سيعتبرونه محاولة إقصائهم وفرض دكتاتورية الكثرة السكانية عليهم ,, وصعده هي الأخرى لن تتم فيها الانتخابات فهل سيتم استخدام القوة فيها لفرض إجراء انتخابات مما يضعنا أمام مأزق خطير لا داعي له ويكفينا تجربة المجلس الوطني والانسحابات الجنوبية منه .

 

- تطرح الأسرة الحاكمة وبقايا المؤتمر أن المشاركة في هذه الانتخابات ستعكس الشعبية التي يمتلكونها في الشارع والمشاركة الكثيفة في هذه الانتخابات ستكون بمثابة إعطاء الفرصة لهم لاستثمارها كرصيد في محاولتهم إدخال البلاد في أزمة جديدة أو الهروب إلي الحرب تحت غطاء الدفاع عن الشرعية ولا يستبعد حتى أن يقوموا بالتخلص من هادي وتصفيته جسديا أو معنويا والادعاء بان الشعبية التي حصل عليها هي شعبية المؤتمر وبالتالي هم أصحاب الحق في التصرف في هكذا حالة وتورث الشرعية الانتخابية ويدل علي ذلك تصريحات كل من بن دغر والارياني الأخيرة والتي تصب في هذا الاتجاه وتتحدث عن مرجعية صالح وتجربته الديمقراطية الرائدة ويتضح ذلك من هذا النص المقتبس من المؤتمر نت (علي عبد الله صالح وكما يعلم من سخروا هذه الوسائل للنيل منه يملك قاعدة جماهيرية واسعة قادرة أن توصله إلى الرئاسة مرة ثالثة ورابعة في حال أجريت انتخابات تنافسية وكان هو مرشحا عن المؤتمر فيها حتى وان أدارت الانتخابات اللجنة التنظيمية لساحة التغيير بصنعاء وليس لجنة الشريف و ألحكيمي وهذا يعرفه الجميع في المشترك وخارجه).

 - المشاركة الكثيفة في الانتخابات والترويج لما يحدث ألان بأنه انتقال للسلطة وتداول سلمي رغم انه انتقال داخلي في المؤتمر في ظل التسريبات عن الرغبة في توريث احمد عل رئاسة حزب المؤتمر لن يكون سوى مدخل للتوريث في ظل الاعتماد علي آليات ووسائل المرحلة السابقة وتطبيقها علي المرحلة الانتقالية بديمقراطية كاذبة ومشوهة ,,وربما يكون الحل الوسط الذي يمنع الحرب الأهلية في مرحلة مقبلة هو التوريث وترشيح احمد علي كرئيس للمؤتمر يكمل فترة هادي إذا تم تغييبه وتحت شعار يمن جديد ومستقبل أفضل لتجنيب البلاد الحرب الأهلية التي سيظلون يهددوا بها واثبات لنظرية صالح في الحكم بان الاهتمام بالجيش وشراء الولأت وصنع توازن الرعب مع تقديم ديمقراطية مشوهة تستخف بعقول الناس هو السبيل الأمثل للبقاء في السلطة (أحكمكم أو أقتلكم).

 - مقاطعة الانتخابات مفيد للوضع السياسي العام للمرحلة الانتقالية وعدم المراهنة بالكامل علي هادي و إعطائه شرعية الشارع إلي جانب التوافق لان المنتخب عندها وهو هادي سكون أعلى من المعين باسندوة ووزرائه ومجلس النواب الممدد .

 - الانتخاب بكثافة يحيد العامل الشعبي والذي هو وسيلة الضغط والسلاح الرئيسي الذي تم استخدامه في التغيير وهو الفاصل لعدم الانحراف عن المسار أو سوء استخدام التوافق والإعدام السياسي لأل نهشل هو مؤشر لما يمكن عمله لتفجير الوضع بعيدا عن رقابة الشارع .

 (3)

وبين هذا الطرح وذاك هناك أخطاء حدثت هنا وهناك وتعاطي غير سليم مع الأوضاع وهناك ما يفترض أن نقوم به للوصول إلي الوضع الأمثل الذي يحقق تطلعات وطموح هذا الشعب الذي اثبت رغبة حقيقية في التغيير .

 

فما حدث في عدن والاشتباك بين أنصار الحراك والمتظاهرين بسبب الانتخابات بغض النظر عمن بدا ومن اعتدى ومن المخطئ إلا إن المصاب حقيقة هو الوطن ولنفكر بشكل أوضح من المستفيد من هكذا صراع وأحداث دموية في هذه المرحلة فمقابل الأخطاء التي حدثت طوال العهد البائد والإقصاء والتهميش الذي حدث للجنوب نصف الوطن وشريك الوحدة يجب أن ندفع الضريبة من الخطوات الصعبة والإجراءات القاسية وروح التضحية الحقيقية والحوار الحقيقي والجاد المفضي لتأسيس حلول سليمة بعيدا عن الاستقطاب ,, إن ما نمر به ألان معركة اخطر من المعارك الحربية لأنها ستحدد مستقبل بلدنا واتخاذ هذا الموقف العدائي والحاد ممن يرفضون النزول بالحد الأدنى لمطالبهم ويدعون لعدم المشاركة في الانتخابات يبدو كأننا نتهم الثوار الذين خرجوا من أول يوم بأنهم السبب في سفك الدماء لأنهم لم يرتضوا بالواقع الموجود ولم يصبروا علي انتخابات صالح وديمقراطيته التي ستتطور خلال مئات السنين .

في حالة الالتباس هذه تكون الحلول الوسط هي الأقرب للواقع وللصواب ولعل أفضل التصريحات خلال الفترة السابقة كانت موقف اللجنة التنظيمية علي لسان مانع المطري :- (اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية تعلن أن موقف شباب الثورة من المشاركة في الانتخابات سيتحدد بناءً على موقف المرشح التوافقي من أهداف ومطالب الثورة الشبابية الشعبية .) وكذلك تصريح الناطق الرسمي للمشترك د عبده غالب :- (نحن سنحترم قرارات الشباب إذا رفضوا خوض الانتخابات الرئاسية القادمة فإذا كنا لا نقبل أن يفرض علينا الآخرون آرائهم فلا يجوز مطلقا أن نفرض آرائنا على الآخرين لكني أعتقد أن المصلحة الوطنية العليا للبلاد هي التي ستكون حاضرة في هذه الحالة ولا أظن الشباب غافلين عن مصلحة وطنهم في هذه اللحظة التاريخية).

فوجود أكثر من تيار في الثورة يكسبها القوة والقدرة علي المناورة بالنظر إلي القوة العسكرية للأسرة الحاكمة والوضع الدولي الضاغط يجب عدم إهمال القوة الشعبية واعتبارها سلاح أساسي وملجاء نعود إليه إذا انحرف المسار ومقابل تمرير الانتخابات كإجراء شكلي مع عدم المشاركة فيه هو سلاح ذو حدين فصالح إجرائيا يجب عليه أن يقدم استقالته قبل الانتخابات كما تنص القوانين المنظمة وبالتالي يكون قد فقد شرعيته كراس للدولة وولي الأمر بمفهوم أتباعه وأمام المحيط الإقليمي والعالم حتى إذا ظل رئيس للحزب ,, وهادي سيصبح رئيسا ولو لم يذهب للانتخابات سوى شخص واحد وهنا يكون رئيس توافقي بشرعية الإجراءات والمبادرة والاتفاق السياسي الذي حصل ويجب على الشركاء الإقليميين والدوليين دعمه لأداء الدور المطلوب منه .

واحترام الاتفاق الموقع لا يتعارض هنا مع احترام حق الناس بالمقاطعة كأسلوب ديمقراطي متبع يعطي مؤشر لرغبة الناس في التغيير مع احتفاظهم بحقهم في أن ما حصل إلي الآن لا يلبي طموحهم ويجعل الخيار الشعبي ضامن ورقيب حقيقي إلي جانب المجتمع الدولي لسلاسة مرور المرحلة الانتقالية ومنع الأسرة من الانقلاب عليها بالتوافق مع النائب أو بالتخلص منه .

مما سبق يتضح انه ربما يكون أهم من المشاركة أو عدم المشاركة في الانتخابات هو التوافق الوطني علي برنامج الرئيس القادم وهنا يجب علي المشترك أن يفعل وضعه ووجوده كشريك في التوافق بالمساهمة في الحملة الانتخابية ووضع البرنامج الانتخابي لهذا المرشح الذي هو مرشحهم بنسبة 50% علي الأقل ليحملها مضامين التوافق كبرامج عمل لا يجوز الإخلال بها ولينظم المشترك مهرجان انتخابي للمشير هادي في الساحة التي لا تبعد كثيرا عن بيته وليتفقوا معه علي الإعلان فيها عن التزامه بثوابت وطنية يعلنها في حينه وليس ذلك فقط حتى لا تكون وعود كلامية في الهواء بل يحدد ضوابط واضحة وخط سير وخارطة طريق عبارة عن أسس وخطوات محددة ومزمنة إن أمكن لتنفيذ التزاماته بما يضع اليمن علي المسار الصحيح .

ومن هذه المحددات إعطاء الفرصة لإعادة طرح القضايا الخلافية وترتيبات الوضع الدائم علي المستوى المجتمعي والشعبي للوصول إلي توافق وطني حقيقي حولها ,,طرح قضايا تصحيح شكل الدولة وكتابة دستور يستوعب مطالب اليمنيين ويحقق أهداف ثورتهم ,, انتخاب مجالس تمثيلية تعبر عن إرادة الناس وتعكس المشاركة الحقيقية داخل الوطن ,, الروئية المطلوبة لإعادة بناء النظام السياسي,, إصلاح المسار الديمقراطي ,, كيفية إدارة الفترة الانتقالية والسبيل لإرساء مرتكزات الوضع الدائم .

وربما يكون هذا التواصل الحقيقي مع الناس ومع الثوار في الساحات كفيل بتطمينهم وبتمرير إجرئات انتقال السلطة أهم من الذهاب إلي انتخابات نهنئ الرئيس هادي مقدما علي الفوز بها لأنها لن تحتاج أكثر من فتح مقرات الاقتراع لتتم .


في الجمعة 10 فبراير-شباط 2012 06:20:04 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=13687