الثقافة بين إستهلاك النظام وإنتاج الثورة
علي السورقي
علي السورقي
على مدى ثلاث وثلاثون عام من حكـم علي صالح التقليـــدي للوطن اليمني الحبيب لم يشهد الحراك السياسي ولم يـرتق المشهد الثقـــافي الخاص بمخـرجات النظــام ألى مستوى الوعي الوطني العام والتأقلم مع المتغيرات في مسار التحديث والمدنية ،لقد عاش هذا النظام في بداياته يستهلك ثقافة ما قبله من الانظمة اليمنية المتحررة من الروتين والتقليديية والغباء السياسي في ظل حركة شعبية وقاعدة جماهيرية

تصحيحية اعتمدت الدستور والقانـــون منطلق أساس في تسييــر الحياة الإجتماعيــة واستندت إلى الشعب كمـرجعية في السلطة ولمشاركة الشعبية الحقيقية ومصـــدر القـرار السياسي والسيادي لليمن إلا أن هذا النظام لم يرق له أن يكون مقلد لما هو حضاري وتقدمي إنموذجي ونوعي في سياسة إدارة البلاد وابـى على نفسه الأمــارة إلا أن يغتـال ذلك المشهد السياسي والثقافي النوعي ويحـاصر رموز الوطن وكفـــاءاته البشـرية ويكون بحجم توجهاتـه العقيمة ونواياه الأبليسية في تدميـر منجـزات الحـركـة الوطنية التصحيحية تلبية لرغبات شياطينه الأدمية محلياً ممن ارتكـز عليهم بئســــــاً في الوصول إلى كرسي الحكم وتنفيذ اجندة ملوك وامـراء الطوائف الأقليمين ممن تأبطـوا الشر معه وشاركوه الجـريمة في إغتيال مشــروع الوطن الحضاري والعـــودة به إلى ثقافة التقليدية وعـرف القبيلة وسياسية فرق تسد .. بحق نظام إستلهم الغبــــاء من ذاته المتصحـر وعمل على إنتـاج الفوضى اللا خلاقـة وامتهن الفساد كثقافة يومية في كل تعاملاته المحلية والخارجية كبديل لثقافة التحضر والمدنية والتنمية البشـــــرية بل اعتمـد على تعميق هذه الثقافة البلطجية وتصديرها عبر شخصيات كـرتونية معاقـة الفكـر فاقدة للهوية الوطنية ومفلسة فكـرياً وثقافياً إلى كل مـراكز وقـرى الوطن لتكـون عيونه الساهرة على تفشي الفوضى والفساد والفتن وتغدية الصراعات الأجتماعيــــة ثقافـة تدميـرية أثخنت المواطن جهل وفقـر ومعانات معيشية يومية وأنهكت الوطن تخلف وتنمية بشرية وإقتصادية وإنتقاص للسيادة الوطنية . ألا تبت يداك نظام شغـــر الفوضوية وجعل النظام والقانون شاغراً والمواطنة غير متساوية وتبت ثقافتك العنتـرية المفـرغة من المبادئ الوطنية والقييم الإنسانية . تلك ثقافتك وها هــــى قد اودت بك متـرنحـاً إلى الهــــاوية .. إذا يحق لنا القـول هنا ومن خلال ما تقــدم في قـراءة داخلية وخارجية لثقافة النظـام في الوطن الحبيب إن الثـورة الشبابية السلمية والتي إعتمدت مبدأ التغييـر السلمي كثقـافة وطنية وسلوك مدني حضـاري في العامل مع هذا النظام من اجل التغييـر والنهوض بالوطن جـاءت نتـاج طبيعي وإستحقاق وطني في الإنتصــار لليمن وإنتشاله من براثم الفوضئ وجراثيم الفساد ومأتم الصراعات السلطوية المتنفذة ثورة سلمية نهضت بكل قوة من خلف قضبـــــان ثقافة النظام العنتــرية لتجسد ثقافــة وطنية وحدوية مدنية عجـز النظام عن ممارستها لسببين همــا ..!!

الأول : أن هذا النظام لم يكن ليـات بطـريقة شرعية إلى السلطة بل إسترقها من الشعب وأستلب شرعيتها بقوة المافيا اللصوية معتمداً ثقافة القتل والتصفيات والنفي والتهميش للكوادر والشخصيات الوطنية الرافضة إمتهان هوان ثقافتة الكافـورية في تقديس الحــاكم

السبب الثاني : أن هذا النظام عقيم الفكر معاق الوطنية افلس في أنتاج ثقافـة عصــرية مواكبـــة للمتغيـرات من حيث عدم القدرة على الإعتـــراف بالواقع وإيجـاد تنمية بشـــرية قـادرة على التغييـر بل سعى إلى إستقطاب الأمعات والكبوش الأدمية لتولي المناصـب الحكومية معتمـداً في معايير شخصية كالولاء الحـزبي والقبلي والأسري والفردي المحنك على تقديس الحاكم والمـروض على بيت الطاعة ..!! لنأخذ نمـوج بسيــط بقدر اهميته من التنمية البشـرية التي والثقـــافة السلطويــة التي يستهلكها النظام وليكن الجانب الإعلامي على سبيل المثال لا الحصـر وبإختصــار .. هلوسات عمو جنـدي ,, هرطقات الصوفجـي ,, غـرغـرات ياسـر بغبغـاني ,, وذاك قــــل طـارق الشامي ومن الصف الثاني لوجه النظام وزعانف ثقافتة حدث ولا حـرج قلم اظافر قدميك .. ؟ .. وبالمقابل فإن المعارضة المستنسخة منه لم تستوعب المرحلة الثورية التغييرية برؤية سياسية ثورية تلبي طموحات الجماهير واهدافهم الثورية في التغيير وبناء الدولة المدنية ومؤسساتها القانونية التي لاتنحاز للمكاسب والرغبات الفردية والحزبية المقيتة لم تتجنب ثقافة المحاصصة والمناصفة السلطوية ففي حين نرى عصابة النظام تتساقط في جميع المؤسسات الرسمية والمكونات الحربية والإجتماعية وتسارع إلى تقديم الإستقالات الفورية هروباً من القادم الثوري الذي ينتظرها نرى بعض قوى المعارضة ومنتسبيها من الصف الوسط والأدنى تخوض في صراعات جانبية تكفر هذا وتمنح ذاك صك غفران وكان الثورة قد حسمت الأمور وما بيقى إلا تصفية الضد ومن لم يكن مع سواءً على مستوى الفرد أو الجماعة والتنظيم وبدلاً من تسخير الوقت والجهد والفكر لملاحقة الفاسدين والتصدي للقوانين التي تحاول عبثاً شرعنة براءتهم وتبرأة ساحتهم يتلهي البعض إفلاساً وحقداً في تجريم الرموز الثورية والهامات الحقوقية ممن كان ومازال وسيظل دروها حاضراً فاعلاً مؤثـراً رغم تلك الهرطاقات والنمنات الخرساء التي تحاول النيل من الرموز الثورية وخاصة منها النسوية التي لعبت دوراً بارزاً في إشعال لهيب المد الثوري وتفاعلت بكل إيجابية مع الحدث في قيادة المسيرات والممانعة الثورية والصمود والتحدي وحان لشباب الثورة أن يمـدوا الأكف عالية فالمفــارقة هنا عجيبة بل كبيـرة بين ثقافـة الإستهلاك المنتهيـة الصلاحية والشـرعية الدستـورية ..!! وثقافــة الإنتـاج الثـوري المجسدة للحس الوطنـــي والوعي الوحدوي والسلوك الحضـاري لستُ متحاملاً هـى الحقيقـة ملموسة ومحسوسة حتى لدى من تبقى من أتباع النظام حــان الوقت للتغييــر فلا مجـال .. كفانا فتـاوي وقدح في الثوار والثائرات ومدح للشخصيات وتمجيد للقريب والربيب والحبيب .. كفانا تدليس علي الرموز وتقديس للأحزاب والأرباب البشرية الصنمية .. عاشت الثورة اليمنية بكل أطيـافها حراك سلمي وثورة شبابية تغييــرية نعم لثقافة إنتاجية ثورية وتباً .. تبــــاً لثقافة الإستهلاك والإقصاء والحقد الحزبي والكراهية والشخصنة والفوضى المشرعنة كفـاك يا وطن ثقـافة إمتهــان وسلطـة إحتيـال ..؟؟

 
في الثلاثاء 17 يناير-كانون الثاني 2012 07:21:06 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=13335