العواضي: لا نريد نصف ثورة وندعو إلى استمرارها
مأرب برس
مأرب برس
 
 

الشيخ علي عبدربه العواضي شيخ مشايخ قبائل آل عواض والأمين العام للملتقى الوطني لقبائل البيضاء, احد العقليات العملاقة في محافظة البيضاء التي تفاجئك بعمق الطرح وقوة العبارة دون تردد في الكلام, خرج مبكراً لتأييد الثورة, ووقف مع شبابها ومشايخها في أكثر من محافظة منسقاً وشارحاً وموضحاً لأهداف ثورة الشباب الشعبية السلمية, وهذا ليس بمستغرب عليه، فهو ذلك الرجل الثأر المناضل يميل مع الحق أينما مال ولا يخاف في الله لومه لائم ، وهو شقيق الشهيد الشيخ/ احمد عبدربه العواضي الذي يقترن ذكره بثورتي سبتمبر وأكتوبر وفك حصار السبعين يوماً على العاصمة .

في هذا الحوار تحدث الشيخ العواضي عن سر توافد القبائل اليمنية إلى ساحات الحرية والتغيير في أكثر من سبعة عشر محافظة يمنية , وحذر من تآمر محلي وخارجي يحاك ضد الثورة, داعياً الشباب إلى البقاء في الساحات, معتبراً أن توقيع صالح على المبادرة الخليجية لم يحقق إلا هدفاً من أهداف الثورة, وأن هناك الكثير من الأهداف التي تستدعي الاستمرار في الثورة, مشيداً بدور الجيش الوطني الحر في مساندته للثورة, وتحدث العواضي عن بند الحصانة القضائية وعن المبادرة الخليجية وأشياء أخرى, نترككم مع الحوار:

حاوره عارف العمري

* بداية كيف تنظر إلى ثورة الشباب الشعبية السلمية التي انطلقت في شهر فبراير وماهي الدوافع التي جعلت الشعب اليمني يخرج بأكمله إلى الساحات والميادين؟.

 ×× بخصوص ثورة فبراير 2011م ثورة الشباب الشعبية السلمية هي في الحقيقة تعتبر أم الثورات اليمنية وعليها يعول كل اليمنيين في التغيير الحقيقي الجذري الذي ينقلهم إلى مصاف الأمم والشعوب المتقدمة, اليمنيون عانوا كثيرا ً من الظلم والقهر والاستبداد والطغيان الذي أنتج لهم الجهل والفقر والمرض وعدم الأمن والاستقرار وفرقهم إلى شيع وفرق متناحرة وأثار بينهم النعرات القبلية و الخلافات المذهبية والتمايز المناطقي والعنصري, هذه الأمراض وغيرها فتكت باليمن واليمنيين وأخرتهم قرون عن ركب الحضارة الإنسانية, واعتقد انه آن الأوان لليمنيين كل اليمنيين دون استثناء أو تمييز أو تفريق أن يتجاوزوا الماضي بكل مآسيه ويعيشوا حياة حرة وكريمة آمنة مستقرة وينعموا برغد العيش في بلادهم السعيدة الموحدة, يمن الخير والعطاء اليمن الغنية بثرواتها الطبيعية الهائلة وأهلها الطيبين المتسامحين, يعيشوا أحراراً كرماء يتمتعون بالمواطنة المتساوية لافرق بين شمالي وجنوبي, ولا حضرمي وصنعاني ولا زيدي أو شافعي, كلنا إخوة متساوون في الحقوق والواجبات, الأولوية لصاحب العلم والكفاءة والنزاهة في ظل دستور وقوانين تنظم حياتنا, مستمدة أنظمتها من شريعتنا الإسلامية السمحاء .

× كيف تقيم المرحلة الحالية لثورة الشباب الشعبية السلمية بعد توقيع المبادرة الخليجية؟.

×× الحقيقة أن ثورة الشباب الشعبية السلمية الآن تمر بمرحلة خطيرة وتُفرض عليها أجندة ومصالح دولية وإقليمية ومحلية عديدة, وعلى القائمين عليها من الشباب الثوار والمناصرين لها والداعمين أن يثبتوا ثبوت الجبال أمام العواصف والتحديات والمؤامرات التي تحيط بثورتهم, مستخدمين الحكمة مع الحزم حتى تحقق الثورة أهدافها كاملة غير منتقصة, والحقيقة أن مرحلة التغيير طويلة وشاقة وتحتاج إلى صبر وثبات ورؤية واضحة وإصرار وتضحية.

* هل تعتقد أن حكومة الوفاق الوطني ستحقق النجاح في المرحلة الانتقالية الأولى والثانية؟.

×× أنا لا اعتقد أن يتم التغيير في قفزة واحدة أو مرحلة واحدة, فالتغيير يحمل تركة الماضي الطويل وتراكماته بكل سلبياته ومعوقاته, ولابد له من مراحل يخطط لها الحكماء وينفذها الأبطال ونتمناء لحكومة الوفاق برئاسة الأستاذ محمد سالم با سندوه التوفيق والنجاح.

× كيف تنظر إلى المرحلة الانتقالية الأولى؟.

الثورة إلى يوم 21 فبراير 2012م وحتى انتخاب الرئيس الجديد تكون قد أنجزت هدف من أهدافها فقط ,ولايعني هذا أنها حققت النصر كامل فلازالت أمامها أهداف كثيرة وعديدة تحتاج إلى مراحل وتحتاج إلى تضافر كل القوى والمخلصين من الوطنيين والشرفاء.

× ما هي رسالتك لشباب الساحات خاصة والشعب اليمني عامة؟.

×× رسالتي للشباب وللشعب اليمني أن تظل شعلة التغيير مستمرة, يجب أن تستمر مشتعلة هذه الشعلة لاتنطفي حتى يتم القضاء على كل مخلفات الماضي التعيس المؤلم, ويتحقق للشعب اليمني كل مايصبوا إليه من تقدم ورخاء وامن واستقرار وحياة حرة وكريمة.

× ماهو النظام الذي تراه مناسباً لحل مشاكل اليمن هل الفيدرالية أم المركزية أم الحكم المحلي؟.

×× الحقيقة الشعب اليمني عانى كثيراً يجب وضع ضمانات ثابتة لليمنيين للحفاظ على مكتسبات ثورتهم حتى لايستطيع مغامر أو تآمر خارجي أو داخلي الانقلاب عليها, لأن أنظمة الاستبداد المتعاقبة على اليمنيين أفقدتهم الثقة في بعضهم البعض وأفقدتهم الثقة في أي اتفاق في ما بينهم متمثلاً في دستور أو قانون أو اتفاقية مجمع عليها, لذلك لابد من ضمانات ثابتة على الواقع, ومن وجهة نظري أن هذه الضمانات التي تحفظ لليمن وحدته وأمنه واستقراره ونهوضه هي أن يقسم اليمن إلى أقاليم في ظل دولة اتحادية ينظم شؤون المركز والأقاليم دستور وقوانين يحتكم إليها الجميع .

 الفيدرالية على اثنين تعني الانفصال, والمركزية أو الحكم المحلي الهزيل يعني الاستبداد والتهميش والإقصاء للآخرين, الضامن الوحيد والسليم للمواطنة المتساوية وتوزيع الثروة والسلطة بين اليمنيين والمشاركه في القرار هو حكم الأقاليم من ثلاثة إلى خمسة أقاليم أو أكثر.

× بالعودة إلى المبادرة الخليجية لم تحقق الثورة كامل أهدافها هي الآن نصف ثورة.. هل أنتم راضون عن تحقيق نصف ثورة؟.

×× نحن لانريد نصف ثورة ونصف تغيير أو ترقيع هذا لايخدم مصلحة اليمن إطلاقاً, لابد من تغيير جذري كامل وشامل في مجتمعنا في ثقافتنا في سياستنا في أقتصادنا في سيادتنا على أرضنا في استقلال قرارنا في كل مجالات الحياة.

× كيف ينظر الشيخ علي عبدربه العواضي إلى المبادرة الخليجية بشكل عام وبند الحصانة بشكل خاص؟.

×× المبادرة الخليجية معقدة ومتشعبة ومتشابكة والشيء لإيجابي فيها هو تخفيض فاتورة التضحيات من دماء الشهداء وإقصاء علي عبدالله صالح وأسرته من الحكم, أما مخلفات نظام علي عبدالله صالح فهي تحتاج إلى استمرار شعلة الثورة متوهجة ومستمرة وتحتاج إلى مراحل طويلة وجهود جبارة من الوطنيين والمخلصين الشرفاء .

المبادرة الخليجية ضمنت لعلي عبدالله صالح وأعوانه عدهم المحاكمة والملاحقة والثوار في الساحات يرفضون أي ضمانة أو حصانة، فرسالة الشباب هذه وصلت محلياً وإقليمياً ودولياً، فأنا أرى أن لانجعل هذه القضية هي محور ثورتنا, فأهداف الثورة كثيرة وكبيرة ودماء الشهداء والأبرياء غالية وعزيزة على كل اليمنيين ولايمكن أن تذهب هدراً, ولكن الحقيقة كلما خوفنا هذا الرجل أصبح يكيد للثورة أكثر, فعلينا أن لانخوفه أكثر مما يلزم .

× ثار في الأيام الماضية لغط حول قيام دولة مدنية أم دولة إسلامية.. فهل أنت مع قيام الدولة المدنية أم الدولة الإسلامية؟.

×× اليمن دوله إسلامية بامتياز ولا نحتاج أن نبحث عن هويتنا اليوم أو نؤكدها .

ونحن مع الدولة المدنية ومفهومنا للدولة المدنية التقدم والرقي والحضارة والنظام وسيادة الدستور والقانون والعدل والمساواة والحرية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة والأمن والاستقرار ورغد العيش والعلم والإيمان والأخلاق الحميدة ،دوله ليس فيها مكان لظالم أو مستبد أو فاسد فان جاء ما يخالف ذلك فليست الدولة المدنية التي ننشدها, ونحن القبائل اليوم أحوج إلى الدولة المدنية من غيرنا، فإذا كان غيرنا يدفع ضريبة الوضع الفاسد من ماله أو استقراره وأمنه, فان القبائل إضافة إلى ذلك يدفعونها من دمائهم وأرواحهم بسبب الثارات والمشاكل القبلية التي افتعلها النظام الفاسد .

× المبادرة الخليجية جاءت بشخص من سدنة القصر وظل جندياً لصالح طيلة خمسة عشر عاماً.. ما الذي تغير أذن؟.

×× الفريق عبدربه منصور هادي رجل شجاع ومخلص لوطنه وليس هو كما يعتقد الآخرون من الضعف أو التبعية, والآن أتته الفرصة ليثبت انه رجل المرحلة, ويثبت وطنيته وحبه وإخلاصه لوطنه, فعليه يعول اليمنيون كثيراً في اخراج اليمن وثورته إلى بر الأمان بما أوتي من صلاحيات ودعم دولي وإقليمي ومحلي ويجب التعاون معه وتشجيعه على ذلك.

× كيف تقيم دور الجيش المؤيد للثورة وخاصة دور اللواء علي محسن الأحمر في التسريع بسقوط نظام صالح؟.

×× الحقيقة أن دور الجيش الحر المناصر للثورة دور ايجابي ومحوري، فقد فوت الفرصة على النظام في الانقضاض على شباب الثورة وإجهاضها - لاسمح الله - كما خفف فاتورة التضحيات من أبناء شعبنا, ولعب دوراً فعالاً في إسقاط نظام صالح.

أما دور اللواء/ علي محسن الأحمر فهو دور مشرف ووطني بنصرته للثورة وشبابها, وهو على رأس الجيش الوطني الحر المناصر للثورة, وقد أسكت المزايدين عنه بكلمته التي ألقاها في عيد الأضحى والتي أكد فيها أنه مستعد أن يمثل أمام قضاء الثورة العادل، كما انه قد اعتذر للشعب اليمني عن بقائه في نظام صالح طيلة الفترة الماضية .

× كلمة أخيرة تود قولها؟.

×× الكلمة التي أحب قولها للجميع أن هذه الثورة تعتبر ثورة الثورات وأم الثورات وقد أتيحت لنا هذه الفرصة للتغيير الحقيقي والجذري , فان ضيع هذه الفرصة الشعب اليمني فلن تقوم له قائمة في وقت قريب, عليه أن يعض على ثورته بالنواجذ, وعليه أن يغمض عيناً ويفتح عيناً, وأن لا يسلم زمام ثورته ودولته في المستقبل للانتهازيين والوصوليين وسراق الثورات، فقد سئمنا كثر الثورات والانقلابات، نأمل أن تكون هذه الثورة هي آخر ثورة للتغيير وتكون الجسر الموصل لنا إلى بر النجاة واللحاق بنا إلى ركب الحضارة الإنسانية.

ينشر بالتزامن مع اخبار اليوم


في الإثنين 26 ديسمبر-كانون الأول 2011 04:44:59 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=13023