عقدة التيار المقلبي في اليمن من الإخوان
فؤاد سيف الشرعبي
فؤاد سيف الشرعبي

من يتابع المشاركين من أدعياء العلم في قناة الإيمان الصالحية , أو الذين خرجوا ببيانهم الداعي لسفك دماء اليمنيين , يجد خليطا من فئتين :

موظفي مكاتب وزارة الأوقاف في المحافظات ومسجد الصالح .

وبعضا من علماء التيار المقبلي – أتباع الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمة الله عليه – فأما الفريق الأول فتحركهم رواتبهم للوقوف مع النظام المتهالك , وأما المقبلوين فتحركهم الخصومة القديمة مع تيار الإخوان المسلمين وليس حب عفاش , فنراهم يلوون أعناق النصوص علها تثبت مفهومهم القائل بعدم الخروج على ولي الأمر , وضرورة السمع والطاعة ولو في جلد الظهر واخذ المال , وقلما نجد عالما مجتهدا غير متعصب بين الموقعين على بيان علماء جمعية الصالح ولذا لم يحضر ويوقع العلامة العمراني على موقفهم الأخير هذا .

ومن يحب أن يستجلي الأمر على حقيقته ينبغي أن لا يقطع ماضيه عن هذا الحاضر المستمر , فالتيار المقبلي لديه حساسية زائدة جدا تجاه الإخوان المسلمين , حسدا من عند أنفسهم , نظرا للحضور اللافت للإخوان في اليمن وغير اليمن , مما سرق الأضواء عنهم – أتباع مقبل - وتركهم بحجم يتضاءل مع الأيام , ويتشظى أكثر فأكثر .

و لا تكاد تجد موقفا واحدا وقف فيه المقبليون مع الإخوان في خندق واحد , فهم على النقيض تماما في الحق والباطل , تبعا لبعض أدعياء العلم في السعودية مثل : ربيع بن هادي المدخلي – والجامي – وصالح الحربي – والفوزان- الذين يشنون الحملات ضد الإخوان المسلمين , لينسحب موقفهم المتشدد على أدعياء العلم المقبليين في اليمن , ولكي ندلل على هذا التصادم في المواقف والرؤى نعرج على بعض الأمثلة :

شنعوا على الإخوان المسلمين بشأن التصوير والظهور على التلفاز زمنا طويلا , بفهم قاصر ومنغلق وسقيم لحديث (لعن الله المصورين) , ولا يزال الحجوري مخفي لا يضهر تبعا لهذا الحديث , بينما نرى الغلمان أمثال غمدان الزنداني ورزق شائع يظهرون على التلفاز في تحدي سافر لأراء شيوخهم , لكن ما دام هذا الموقف , يغيض الاخوان المسلمين , فان التصوير حلال حلال حلال , ولا يهم رضاء الله !!!.

شنعوا على الإخوان بشأن الانتخابات , وأنها بدعة و كفر ومن يقوم بها كافر , ووصموا علماء أجلاء بألقاب متعددة مثل (كافر وكويفر وفاسق وفويسق وضال ومضل وحاطب ليل وكذاب ....الخ ) بسبب الانتخابات واجلبوا على الأمة بفتاوي ابن باز وابن عثيمين في الموضوع نكاية في الإخوان , فلما أفتى كلا الشيخين بجواز الانتخابات إرضاء لطلب الملك السعودي !!!!! سكت مقبليي اليمن ولا يزالون على رأيهم إلا في حال منافسة ولي الأمر عفاش فهم معه قلبا وقالب , ولا يجوز مخالفة ولي الأمر .

في حرب صيف 94م وقف الإخوان مع الرئيس ضد الانفصال, كون الموقف يستدعي ذلك , ولمصلحة الوطن والدين حينها , ولان الإخوان مع الحرب , خرج المتسلفون المقبليون بفتاواهم ضد هذه الحرب وإنها فتنة لا لشئ إلا لان الإخوان داخلون فيها , ونسوا ولي الأمر تماما , ونسوا (اسمع وأطع) رغم أن ولي الأمر هو نفسه علي عفاش , فأين السمع والطاعة لولي الأمر في المنشط والمكره يا دهاقين المقبلية وعلماء بغلة السلطان ؟؟ !!

من يظهر في قناة الإيمان من غلمان التيار المقبلي - بعد توظيفهم أئمة في جامع الصالح - لا يكاد يخرج كلامهم عن ذم الإخوان واختلاق الافك والدجل عن حقد دفين وقديم متغلغل في صدورهم , في الوقت الذي يمدحون فيه الرئيس المخلوع , ويرفعون من قدره , ليعلمونا درسا في الوفاء للقائد , وليحللوا ما أعطي لهم , ولهم ثأرات مع الإخوان آن أوانها .

ليس كل من جوز الخروج على ولي الأمر الطاغية من الإخوان المسلمين , فهناك الكثير والكثير من أصحاب التوجه السلفي مثل جمعية الحكمة , والإحسان وما يقارب من بضع وثمانين فصيل سلفي ما بين جمعية ورباط , أعلنت إنضمامها للثورة , وتجويز الخروج على الحاكم الظالم السفاح واقتلاعه , ومعظمهم ممن تشظى من جماعة الشيخ مقبل حين رأوا تمادي فريق المقبليين في الجرح وليس التعديل , فلماذا يا غمان المقبليين تركزون على الإخوان وتنسون من كانوا معكم مسبقا !!!!؟؟؟ .

ولا يهم غلمان المقبليين , أن يقفوا في موقف واحد مع العلماني , المصرح بعدائه للفكر الإسلامي وحملته وتطبيق شرع الله المدعو د . عادل الشجاع أو مع أكابر مجرمي الدولة , ليصب الكل جام غضبه على الزنداني والإخوان , حتى لنتسائل الم يشنوا الحملات تلو الحملات على الإخوان لتحالفهم مع قوى أخرى في اللقاء المشترك وإلا هل تعرفان أيها الغلامان المقبليان (رزق وغمدان) من هو عادل الشجاع وما هي أفكاره أم أنكم لا تعرفون إلا الإخوان !!! .

أنا متأكد أن من يحضر مع غلمان المقبليين في قنوات السلطة , غير قابلين لمثل أفكارهم , لكن ما داموا يمجدون عفاش , ويذمون اعداءه , فلا بأس , فهم يستهزؤون بأفكارهم من جهة , ويستخدمونها ككروت لصالح الصالح من جهة أخرى , وإلا ألا يفهم من كلامهم أن ثورة 26 سبتمبر كانت غير شرعية لأنها خروج على ولي الأمر المسلم , وليس سلميا بل كان خروجا مسلحا .

من يعايشهم , ويستطلع عن كثب أفكارهم , سيجدهم يقبلون بأي ولي أمر للمسلمين سواء كان علمانيا أو ملحدا ويسمعون ويطيعون , إلا أن يكون اخوانيا فليس بولي أمر , وبالتالي كان موقفهم على الضد من حماس ,رغم أنها فازت بالانتخابات وصارت ولية الأمر في غزة , فأين السمع والطاعة !!!! .

في البيان الأخير لعلماء بغلة السلطان رأينا أفكار الرئيس المخلوع , تلمع من ثنايا حديثهم , لنتسائل من المفتي إذن ؟؟؟!! , فالتيار المقبلي يكاد يعطل التفكير ليظل ينقل عن علماء السعودية والمفتين فيها , لان المفتي الحقيقي في المملكة هو الملك , وإلا من أفتى بـ ( جواز دخول الصليبيين لحرب العراق – إباحة الانتخابات – إباحة السينما – معاهدة السلام مع اليهود - وأخيرا وليس أخرا دخول المرأة في مجلس الشورى مرشحة ...) وكانت محرمة ومجرمة وبدعة وكفر , ثم بعدها يصدر المفتى فتوى بذلك كونه موظف يحقق رغبات الملك وليس الشرع , بل من يعلن بدئ رمضان وانتهاؤه إلا الديوان الملكي , ومن دعم جون جرنق النصراني في جنوب السودان , وقنوات روتانا وأخواتها , ثم الم يتبجح الملك فهد وهو يحمل الصليب على صدره , الم يظهر الرئيس اليمني المخلوع على شاشة القناة اليمنية وهو في زيارة له في الصين قبل عدة سنوات وهو يحضر حفلا راقصا لنساء أصابهن الفقر – ربما- حتى صرن لا يملكن من الثياب ما يغطي بها إلا القليل من أجسادهن العارية , أنظل نمجد هؤلاء الأصنام ونطيعهم على أنهم أولياء أمور المسلمين , هل يعني هذا أن نظل ننتظر ما يوحى به المفتي عفاش لتخرج جمعية علماء الصالح بإصدار بيان مؤيد .

كنت أتمنى ولا أزال أن يتفوه الغلامان ( رزق وغمدان ) ولو ببنت شفه ينصحان القناة اليمنية التي تستضيفهما , أن تقلع عن تلك الرقصات الماجنة التي يظهر فيها رجال مع نساء في تلاقي حميم , ورقص فاضح وبعد البرنامج الذي يستضيفهما مباشرة , ولن اطلب منهما رايا في المسلسلات الماجنة كمجون القائمين على القناة , أم أن الإخوان واللقاء المشترك هما سبب ذلك يا (رزق ) يا إمام جامع الصالح .

أخيرا : إن جمعية رسمية يديرها ضابط على مستوى كبير , تجتمع بامر السلطان , وتنفض عن رغباته بفتاوى مأجورة , جمعية لا ينتظر منها خيرا قط , وبالتالي فإنها وصمة عار في جبين من حضر ووقع وسعى لتبرير فعل السفاح , وسفك الدم اليمني الطاهر .


في الأحد 02 أكتوبر-تشرين الأول 2011 06:30:46 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.com
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.com/articles.php?id=11803