آخر الاخبار

صلاح يحقق إنجازا تاريخيا في الدوري الإنجليزي الممتاز الكشف عن افتتاح خط شحن بحري جديد بين العدو الإسرائيلي ودولة عربية بمشاركة اليمن والسعودية والأردن ومصر وجيبوتي.. انطلاق تمرين «الموج الأحمر 7» لتعزيز الأمن البحري الحكومة اليمنية توجه طلباً عاجلاً للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بشأن التنسيق القائم بين الحوثي والقاعدة أمين عام الندوة العالمية للشباب يبدي استعدادهم تنفيذ تدخلات إنسانية وتنموية في اليمن صحيفة صهيونية :فخ استراتيجي يُعد له السنوار في رفح بعد أشهر من الاستعدادات والتعلم تصرف مارب يوميا على كهرباء عدن اكثر من مليار و200 مليون ريال .. قرابة تسعة الف برميل من النفط الخام كل يوم أغلبهم من النساء.. المليشيات تدفع بالآلاف من قطاع محو الأمية للإلتحاق بالمعسكرات الصيفية وصف ابو علي الحاكم بـ «المقروط».. مواطن في صنعاء ينفجر غضباً وقهرا في وجه المليشيات ويتحدى المشاط والحاكم والحوثي لمواجهته شخصياً بالسلاح الشخصي - فيديو صندوق النقد الدولي يحذر.. ويكشف عن السر الذي ابقى الاقتصاد اليمني متعافيا .. رغم كل مؤشرات الانهيار

تعقيباً على موضوع الحروب والنزاعات القلبية
بقلم/ احمد طلان الحارثي
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و 24 يوماً
الجمعة 10 ديسمبر-كانون الأول 2010 05:41 م

في عددها رقم(1252) الصادر بتاريخ 2 ديسمبر 2010م نشرت صحيفة الصحوة الأسبوعية مقالاً تحت عنوان: الحروب القبلية نزيف مستمر وضحايا بالمئات للكاتب الصحفي ناجي قدام وأنا إذ أشكر الأخ ناجي على طرحه لهذا الموضوع الهام الذي يتناول معضلة اجتماعية كبيرة طالما سكت عنها الكثير ، وبالنظر إلى صلب الموضوع وما يحتويه من دلالات في جوانبه الاجتماعية ذات الآثار الشخصية التي تلحق بالكثير من المتضررين ، أود أن أضيف أن هناك جوانب سياسية لا تقل أهمية وخطورة عن سابقتها في هذا الموضوع.

ذلك أن الكثير من الناس لم يعد مرتبطاً بسلوك وأخلاق الأعراف القبلية ولا يرتبط بأخلاقيات الدين أيضاً ، فجنّده أعداء القبيلة لمحاربتها من داخلها باستخدام شتى أساليب الخداع والمكر والحيل وتدبير المكائد تحت مبررات وحجج ظاهرها في الرحمة وباطنها داخله الخراب والدمار وتقطيع الأوصال والعرى التي تربط الناس بعضهم ببعض ، لأن أعداء الأمة مدركين تمام الإدراك لخصائصنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، فجعلوا من ذلك الإدراك منطلقاً سهلاً لوشاياتهم وتحريشهم فيما بيننا البين.

ومما يؤسف له أن هامات قبلية كبيرة واقعة تحت هذا التأثير السلبي من حيث لا تدري ، وذلك لسبب بسيط يكمن في ابتعادها عن مجالس العلم والعلماء والوعاظ والمرشدين واجتنابها لمخالطة الصالحين المصلحين ، فكانت هي الفريسة السهلة والصيد الثمين لأصحاب المطامع الدنيوية الذين لا يقيمون للدين وأخلاقياته أي اعتبار ، وما اعتقده أن هناك خيوط استخباراتية تتصل بهذه العملية وهذا أمراً ليس بالغريب ، فكثير من الشعوب والدول تدار على هذا المنوال بعيداً عن مؤسسات الدولة وهياكلها الإدارية ، وهذا طبع متأصل في أعداء الأمة الإسلامية منذ بداية ظهور الإسلام ، وما هي إلاّ امتداداً لمحاولات ((شاس بن قيس اليهودي)) التي أراد منها تفريق صف المسلمين وهم بين ظهراني النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن هذا المنطلق فإن على الدولة واجبات كبيرة للحيلولة دون استمرار هذه المعضلة والآفة الاجتماعية المدمرة بحكم ما لها من الولاية العامة على شؤون الأمة ، وعلى اعتبار مقولة الخليفة الراشد ((عثمان بن عفان رضي الله عنه ، إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن)) ، وما اعتقده أن فخامة الرئيس علي عبد الله صالح صاحب سبق ومبادرة في الحفاظ على سلامة التركيبة الاجتماعية للشعب اليمني وذلك من خلال تعزيز دور القبيلة في كافة مناحي الحياة ، وما وجود مصلحة شؤون القبائل في إطار هيكلية الدولة إلاّ دليلاً على ذلك ، إلاّ أن أيادٍ شريرة تمتد من خلف ظهره لتعمل ما تستطيعه من التحريش والوشاية بين بعض القبائل تحت مبررات منافية لواقع الحال الذي عليه الناس ، ومن صميم اعتقادي أن فخامة الرئيس يعامل الناس وفق مستوياتهم وعلى ضوء اهتماماتهم وعلى مقدار مسؤولياتهم وفهمهم لطبيعة المهام والحياة التي يعيشون فيها ، فهو قمة في التعامل مع أصحاب المبادئ والقيم السامية يطول معهم حيثما كانوا ويمدهم بالمزيد من القيم النبيلة لكي يبلغوا قمة المجد بمن حولهم من أُناسهم ، وهو من التواضع بمكان مع أصحاب الهمم البسيطة والأهداف الصغيرة والنظرات القصيرة ، لأنه لا يستطيع السمو بهذه العيينات الوضيعة في ظل غاياتها المحدودة التي لا ترتبط إلاّ بمصالحها الآنية الضيقة وحتى على حساب ما وكّل إليها من المهام القبلية الكبيرة ، راضية بالدّون من الأمور وفق قناعات مسبقة تحيط بها من كل مكان.

ويمكن القول بأن دور القبيلة يستخدم كسلاح ذو حدين ، فإن أُحسن استخدامه توجه نحو البناء والتعمير ، وإن أُسئ استخدامه توجه نحو الخراب والتدمير ، ومن هنا نجد الفرصة مواتية لنتوجه بالنداء إلى آبائنا وإخواننا من المشايخ والوجهاء والأعيان وكافة الأفراد بأن يستخدموا دورهم ووجاهتهم ومسؤولياتهم فيما ينفع ويفيد ، وأن يتجنبوا كل ما من شأنه هدم القيم والأخلاق العالية التي عاش عليها السابقين منا ، قبل أن تحل بناء مؤثرات الحياة المادية التي طغت على كثير من تصرفاتنا في الوقت الراهن ، كما أرجو من الجميع أن يؤمن على هذا الدعاء ((اللهم من أرادنا وبلادنا بسوء فأشغله بنفسه ، واجعل كيده في نحره واجعل دائرة السوء عليه ، اللهم احبك سلاسله وقطع مفاصلة وأصب مقاتله وأكثر زلازله ، اللهم أبطل بأسه ونكس رأسه واكتم أنفاسه وأكثر من الخوف وسواسه واجعل النار لباسه ، يا قوي يا متين يا رب العالمين)).