آخر الاخبار

أبو عبيدة يزف خبراً غير سار لإسرائيل.. والقسام تنشر فيديو قد يشعل تل أبيب البحرية البريطانية تكشف نتائج هجوم حوثي مزدوج استهدف اليوم سفينة شحن مجدداً.. مشاط الحوثيين يوجه تهديداً مهينا شديد اللهجة الى قيادات مؤتمر صنعاء بحضور الراعي وبن حبتور ..بماذا توعدهم خلال الأيام القادمة؟ برلماني متحوث في صنعاء يفتح النار على سلطة الانقلاب الحوثية ويشكو الظلم والجوع والفقر تحذير أممي: اليمن سيواجه أربعة أشهر عجاف مع بداية الشهر المقبل القوات المسلحة السعودية تبدأ مناورات الغضب العارم في البحر الأحمر بمشاركة القوات البحرية الأميركية لقاء رفيع لقيادات قوات الأمن الخاصة بمحافظة مأرب.. والعميد الصبري يوجه برفع الجاهزية واليقضة الأمنية معبر رفح بسقط في قبضة إسرائيل..  ماذا يعني سيطرة تل أبيب على معبر رفح وما أهميته لغزة؟ خمسة أسباب مقنعة تجعلك ترفض تناول القهوة على معدة فارغة عرض أول كرة ذهبية للبيع بمزاد علني بفرنسا... حصل عليها مارادونا..

ذئاب في حياتنا !
بقلم/ نشوان السميري
نشر منذ: 15 سنة و شهرين و 6 أيام
السبت 28 فبراير-شباط 2009 04:59 م

كتبتً يوما على قصاصة ورق: "لقد ذهبت أصواتنا عبثا في هذا الكون الرحيب لكن الضيق في أعين ساكنيه حتى كاد أحدنا أن يبتلع أخاه طمعا في حيازة ما قد يكون بيده من كسرات الزمان وإدام الحياة، وفي عالمنا العربي تتجلى هذه المعاني كما لم يعرفها الآخرون من قبل. إن عصر الحياة الطبيعية يعود من جديد اليوم ليصبح الإنسان ذئبا لأخيه الإنسان".

وبعد زمن عثرت اليوم على هذه القصاصة عرضاً، فوجدتني أمحو بكل نقمة كلمة "العربي" منها، لأني بعد أن راجعت حساباتي وتمعنت في ما ترمي إليه كلماتها من المعاني رأيت أن الوحش هو الوحش مهما كانت صفته أو جنسيته عربيا أم أعجميا أشقر أم أسمر، فالأفعى تقتل بسمّها سواء أكانت ملساء الجلد بهية الألوان أم خشنة سوداء تجرح الأرض بزحفها.

وفي ظل القانون المتراخي أو القانون الصارم على السواء نلاحظ أن منا - من بني جلدتنا - ذئابا بشرية تسعى للفتك بغيرها تارة باسم القانون وتارة بفعل القوة العمياء فقط، ورغم تباين المعاني إلا أنها تؤدي عادة إلى النتيجة نفسها التي بتنا نشترك فيها الرأي مع الحيوان فالشاة تعلم كما الأسد أن البقاء لأقوى !.

وهنا أتساءل مثلا عن موقع الذئب الضعيف في معادلة كهذه؟ وقلت ضعيفا لأنه لو كان قويا لما رحم الأضعف منه لذا ظل ضعيفا يمارس ضعفه على الأضعف، وفي قرارة نفسه يطمح إلى تركيع الأقوى وإذلاله، فهو هنا سيأخذ الدور نفسه في التعامل لو ارتقى وسيلعب لو ظل على ضعفه دور المقهور مكانه الطبيعي.

إنه شعور فظيع أن يدرك المرء أنه ضعيف بين أقوياء، وأفظع من هذا أن يمتلك القدرة على الانتقام فعندها لن تصبح الحياة حياة وسنكون عندئذ موتى أحياء فوق الأرض حتى قبل أن يبتلعنا جوفها.

كنا نرفض بشدة المقولة التي تدني إنسانا إلى رتبة الحيوان وكم نهرنا ناصحا نصح غيره بأن يكون" ذئبا وإلا أكلته الذئاب"، لكننا أصبحنا اليوم نتخلى دون وعي ربما عن موقف الرفض المباشر لهذه المقولة بالتزام الصمت، وكأننا نفكر في صدق المعنى المحتمل ونقارنه بزيفه المعلوم لنا سلفاً.

لا أدري لماذا صرنا نشعر بحنان متدفق قادرون على منحه لذئب الغابة إذا ما قارناه بذئب بشري أحمق، ونستعذب هذه الكلمات الشعرية الحكيمة على شفاهنا مثل أكواب القهوة الزكية الرائحة اللاذعة الطعم:

عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى وصوّت إنسان فكدتُ أطيرًُ.

وفي وقتنا الحاضر نجد أن أغلبنا سيدفعونك دفعا إلى أن تصبح ذئبا كاسرا ويصفقون لك عند كل عواء، وسيمجّدون بطشك بأرنبٍ وديع أو فتكك بطائرٍ جميل، لكنهم لن يحركون ساكنا وهم يرونك تحت رحمة الصياد، ولن يتحسر عليك أحد والأسد يمزق جلدك ويسفك دمك ويقلق سكينتك.

إنها دعوة للتسامح هنا أسوقها مغلفة بغير غلافها، إذ يبقى الحديث عن القيم الحميدة وارداً، تلك القيم الغائبة الحاضرة والحاضرة الغائبة ولكن بحرص وحذر شديدين لأن بعض القيم انقلبت معانيها لدى الناس اليوم فأصبح الطيب ساذجاً "وعلى نياته" والكريم أحمقاً والمتسامح ضعيفا، وتظل الحياة غطاءً عجيباً يجمع بين السماء والأرض كل ضد، لكن البقاء يظل كما سنته قوانين الغاب للأقوى ويا ليته أيضا يكون للأقوى الأصلح معاً.

n.sumairi@gmail.com