آخر الاخبار

صلاح يحقق إنجازا تاريخيا في الدوري الإنجليزي الممتاز الكشف عن افتتاح خط شحن بحري جديد بين العدو الإسرائيلي ودولة عربية بمشاركة اليمن والسعودية والأردن ومصر وجيبوتي.. انطلاق تمرين «الموج الأحمر 7» لتعزيز الأمن البحري الحكومة اليمنية توجه طلباً عاجلاً للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بشأن التنسيق القائم بين الحوثي والقاعدة أمين عام الندوة العالمية للشباب يبدي استعدادهم تنفيذ تدخلات إنسانية وتنموية في اليمن صحيفة صهيونية :فخ استراتيجي يُعد له السنوار في رفح بعد أشهر من الاستعدادات والتعلم تصرف مارب يوميا على كهرباء عدن اكثر من مليار و200 مليون ريال .. قرابة تسعة الف برميل من النفط الخام كل يوم أغلبهم من النساء.. المليشيات تدفع بالآلاف من قطاع محو الأمية للإلتحاق بالمعسكرات الصيفية وصف ابو علي الحاكم بـ «المقروط».. مواطن في صنعاء ينفجر غضباً وقهرا في وجه المليشيات ويتحدى المشاط والحاكم والحوثي لمواجهته شخصياً بالسلاح الشخصي - فيديو صندوق النقد الدولي يحذر.. ويكشف عن السر الذي ابقى الاقتصاد اليمني متعافيا .. رغم كل مؤشرات الانهيار

عودة الرئيس عن اللاعودة!
بقلم/ دكتور/أحمد عبدالملك
نشر منذ: 17 سنة و 9 أشهر و 21 يوماً
الخميس 13 يوليو-تموز 2006 09:32 ص

البقاء على الكرسي له طعم وذوق خاصان، هذا إذا كان الكرسي كرسياً وزارياً، حيث تتحقق لصاحبه الطموحات، وتفتح له الأبواب الموصدة، إلى جانب الوجاهة الاجتماعية، والإعلام. لكن كرسي الرئاسة له بريق آخر، وطعم وذوق آخران، ولقد استمرأ حكام دول العالم الثالث جمال طعم كراسيهم، وأصرّوا على "التلذذ" بذلك الطعم مدى الحياة، رغم أن دساتيرهم -التي تختلف عن دساتير الأنظمة الوراثية- لا تنصّ على تلك "العادة" التي أصبحت "قاعدة" في معظم النظم "الجمهورية" خصوصاً في العالم العربي. وهنالك من دَرَج -من الحكام- على توظيف الأجهزة الأمنية و-تجييرها- لكي يفوز دوماً بنسبة 99.9%، وهنالك أيضاً من "يُجيِّش" الشعب الغلبان، ويأمره بالخروج في مظاهرات "مناشدة" من أجل بقاء الرئيس في الحكم، والرئيس "مسكين" لا يريد الكرسي، ولا يحبّ الرئاسة! وهنالك من الرؤساء من يحظر إنشاء الأحزاب كي يبقى حزبه الأوحد ماسكاً بزمام الأمور، ويبقى الرئيس أيضاً مدى الحياة، ولو كانت صحته متدهورة، وأن الـ30 عاماً التي قضاها في الحكم كانت وبالاً على الشعب وعلى مقدرات البلاد. وفي كل خطبة من خطب "سيادة الرئيس" يقذف الوعود بإصلاحات "ديمقراطية" واقتصادية واجتماعية، دون أن يحقق أياً منها، بل إن البلاد في عهده "الميمون" تسير من تخلّف إلى تخلّف، والبطالة تزيد، والديون تتراكم، والبنى التحتية تتلف. لم يظهر في السماء العربية منذ استقلال الدول سوى سوار ذهب واحد في السودان، الذي ترك الكرسي، وذهب لينام قرير العين، ونراه يشارك بكل حرية في ندوات متخصصة دون خوف من رصاصة طائشة أو طائرة ملغومة. أما باقي الحكام فإنهم يجلسون حتى الموت أو حتى الانقلاب! ونحن في الخليج إذ نفهم "توافقية" الشعوب على اختيار أشكال الأنظمة، حتى في الدول التي لديها برلمانات منتخبة مثل الكويت والبحرين، إلا أننا لا نستوعب ما يجري في بعض البلاد العربية -ذات النظم الجمهورية- التي تُقِر دساتيرها على ولاية واحدة للرئيس قابلة للتجديد، لكن الرئيس يبقى مدى الحياة! بعكس دول أخرى مثل الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا، التي يلتزم رؤساؤها بالدستور ويخرجون من مكاتبهم بحقيبة الملابس فقط، ويدعون الهدايا والنياشين في مقر الرئاسة، كونها تخص الشعب ولا تخصهم شخصياً! نحن ندرك أن فتح ملف كهذا سوف يُغضب كثيرين، لكننا مع ذكر الحقيقة التي تنصّ عليها دساتير تلك البلدان.. وكون تاريخنا حفل بالعديد من الشواهد التي "استمرأ" فيها الحكام الكراسي فذهب بعضهم "مخرّماً" بالرصاص، ومات بعضهم موتاً هادئاً.. ويعاني ديكتاتورهم الأكبر محاكمات "مخزية" وطويلة منذ حوالى العام، لجرائم ارتكبها بحق شعبه! الجديد في السماء العربية هو التصريحات "الشعبية" التي ترددت في "اليمن السعيد" عن عدم ترشيح الرئيس علي عبدالله صالح نفسه للرئاسة، وتلك بادرة إيجابية، وخصوصاً أن الرئيس ظل على الكرسي منذ عام 1978، أي 28 عاماً! بالطبع هنالك رؤساء عرب تجاوزوا هذه المدة! وقد أعلن الرئيس صالح رغبته هذه في أكثر من مناسبة، وكان مما قاله: "إنني أرفض أي مسرحية سياسية، والشعب اليمني يتحمل مسؤولياته التاريخية". وأنه حريص على تسليم الإنجازات سلمياً إلى الشعب اليمني. وكان مما قاله أيضاً: "دعونا نتبادل السلطة وبطرق ديمقراطية وحرية مطلقة"! وكان قد تم الإعلان في اليمن أن الحزب الحاكم قد "فشل" في إقناع الرئيس علي عبدالله صالح بالعدول عن قراره بعدم الترشح لولاية جديدة. ومن جانبه قال نائب رئيس الجمهورية (عبد ربه منصور هادي): إن هدف المؤتمر العام السابع الاستثنائي للمؤتمر الشعبي العام، هو إعلان ترشيح فخامة الرئيس علي عبدالله صالح للرئاسة، وثنيه عن رغبته بعدم الترشح للفترة الرئاسية القادمة، وهو أمر -على لسان النائب- قد أصبح الشغل الشاغل لكل قطاعات شعبنا السياسية والاقتصادية والتنموية والاستثمارية والرياضية، وكافة شرائح وقطاعات جماهير الشعب! وكانت أحزاب المعارضة اليمنية قد وقعت مع الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي) على اتفاق مبادئ لضمان إجراء الانتخابات الرئاسية والمحلية في أجواء حرة وشفافة. وأشار الرئيس صالح إلى أن الجميع سوف يشارك في الانتخابات الرئاسية القادمة، التي ستجرى في سبتمبر المقبل، بروح أخوية ووطنية ودون توتر! كما تم الاتفاق على حيادية الإعلام الرسمي ومنح جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية المشاركة في الانتخابات والمرشحين، مساحات متساوية وكافية في وسائل الإعلام الرسمية. الجديد أيضاً أن الرئيس صالح قد تراجع عن "تشدده" السابق بعدم الترشح، وأعلن يوم 3/7/2006 عن عودته عن قراره السابق بالتخلي عن السلطة، وأعلن ترشحه لولاية جديدة مدتها سبع سنوات، وأنه قام بذلك "استجابة لمطالب الشعب"، المدفوعة بإرادتها وتلبية لـ"المعتصمين" والمتجمهرين من المحافظات والمديريات! وكان قد تجمع نحو 1.3 مليون شخص بحسب تقديرات الرئيس، في ساحة السبعين قرب القصر الرئاسي رافعين لافتات تطالب صالح بالعودة عن قراره عدم الترشح لولاية رئاسية جديدة، وكانت لافتات قد رُفعت في تلك المظاهرة تقول: "الشعب الذي أحببتموه يطلب منكم البقاء". أيضاً الجديد في السماء العربية -التي دوماً تُمطر ورداً وعنبراً على الشعوب- أن أحد الرؤساء قد أجرى اتصالاً مع الرئيس صالح، ودعاه لأن يعيد ترشيح نفسه في الانتخابات اليمنية الجديدة، قائلاً: "إن الشعب اليمني والأمة العربية في حاجة إليه (الرئيس اليمني) باعتباره أحد الزعماء الذين تعوّل عليهم هذه الأمة". نحن ندرك أن الانتخابات -في أي بلد- هي شأن شعبي خاص، وأن صناديق الاقتراع هي الحكم الفيصل في هذه القضية. كما أن أية فئة سواء كانت مليوناً أو 500 ألف لا يمكن أن تكون ناطقة باسم جميع أفراد الشعب، خصوصاً إذا تجاوز عدد هؤلاء الأفراد عشرات الملايين. والآن بعد إصرار الرئيس صالح، على عدم ترشيح نفسه، ثم عودته بكل حماس إلى ترشيح نفسه، ورفضه السابق لـ"المسرحية السياسية" وعودته إليها، لابد وأن تطرح عدة قضايا، لكن أقربها هي الثقافة العربية في الاحتفاظ بالكرسي، وهو كما تقدم له طعم خاص ومذاق خاص. المسألة بالطبع يمنية بحتة، ونحن هنا لا ندلي برأي في المشهد السياسي في اليمن السعيد، لكننا فقط نُسجل وقائع تاريخية، وقد نقارنها بمثيلاتها في بلدان الديمقراطية، التي قد يركب الرئيس فيها تاكسياً إلى منزله وهو يحمل حقيبة ملابسه، دون أن "يتجشم" مواطن واحد بمطالبته بالبقاء على الكرسي، لأن الدستور واضح، وصناديق الاقتراع صادقة.

مشاهدة المزيد