آخر الاخبار

صحيفة تكشف عن مطلبٍ مهم تنازل قادة العدو الصهيوني عنه لصالح حماس صراع الاجنحة يطيح بـ محمد علي الحوثي وصنعاء تقسَّم الى مناطق - زعيم المليشيات يتدخل لمنع الصدام خطوة جديدة للحكومة الشرعية تمثل ضربة كبيرة لمليشيات الحوثي تأكيداً لمصادر مأرب برس.. واشنطن تبعث رسمياً برسالة ضربات قاسية مرتقبة للحوثيين قتلها ذبحا بالسكين..تفاصيل جريمة قتل بشعة بطلها سفاح حوثي وضحيتها زوجته - هذا ما قام به اهالي الضحية قبل ان تجف دماء ابنتهم ودموع اطفالها الخمسة خامنئي يوجه رسالة تهديد غير مباشرة للسعودية سيول جارفة تجتاح السعودية لا يعرف المعمرون لها مثيلا عطلت الدراسة والحياة والسلطات تعلن رفع حالة التأهب .. شاهد رمياً بالرصاص.. تصفية قيادي حوثي في صنعاء بعد مغادرة رئيس مجلس القيادة الرئاسي لمحافظة مأرب بساعات .. الإعلام الإيراني والحوثي يرفع لهجة التهديد للسعودية ويتوعد باستهداف الأهداف الاستراتيجية وزير الأوقاف يتفقد أسطولا حديثا من الباصات ستقوم بنقل حجاج بلادنا بين المشاعر المقدسة

وطن أم سجن ؟
بقلم/ عبدالباسط السعيدي
نشر منذ: 16 سنة و 3 أشهر و 4 أيام
السبت 26 يناير-كانون الثاني 2008 09:10 ص

مأرب برس – خاص

يبدو أن اليمن في طور التحول إلى سجن ، فالحريات كُبّلت والحقوق صودرت ولم يعد يستطيع الخروج منه إلا زبانيته وسجانيه ،، يومٌ عن يوم والأحوال تسوء والأوضاع تتدهو ر والغلاء يستفحش والأعراض تنتهك والقيود تشتد والناس سكارى وما هم بسكارى ولكن حُكم الظالمون جحيم .

من يحكم البلاد وبأيديهم شؤون العباد أبدعوا في إذلالهم وأقنعوهم بأن كلمة مواطن ما هي إلاّ رديفٌ لكلمة مسجون عبر تصرفاتهم وأفعالهم، فالتصرفات التي تُدار بها البلاد من قبل بطانة الشاويش وعُصبته تفسر إلى حدٍ كبير سر لهفة الكثير من أبناء الشعب اليمني على الخروج والهجرة ولو تهريب - بكل مخاطرها - على البقاء في السجن اليمني الكبير!! وما تدفق المواطنين على أبواب السفارات والوكالات السياحية التي تُيسِّر الحصول على تأشيرات من السفارات الأوروبية والأمريكية، ودفعهم للغالي والرخيص في سبيل إخراجهم من الوطن إلاّ تفسير لسوء ما يجدونه من معاملات واختناقات سياسية واقتصادية واجتماعية.. فلقد أضحى الحصول على جنسية أوروبية أو أمريكية أو عقد عمل في دولة خليجية حلماً وضمانة للكثير من اليمنيين الذي يُدفعون إلى ترك البلاد بعد أن أكثر فيها عُصبة الشاويش الفساد.. حيث يضطر المهاجر اليمني إلى ترك بلده ووطنه والصبر على فراق أهله وأصدقائه وأحبته، ويخوض رحلة قد تنتهي به إلى الآخرة عوضاً عن وجهته المقصودة ، ويصبر السنون تلو السنون على فراق كل من يحب وكل أهدافه انصهرت وذابت في هدفين اثنين لا ثالث لهما: إما الحصول على الجنسية الغربية أو جمع ثروة من ثمار الغربة ليعود عزيزاً إلى وطنه، فإذا اعترضه رجال الخوف السياسي المغاوير أو رجال المباحث الأشاوس كان له من يذود عنه ويرعى مصالحه !!

والملاحظ أن ظاهرة الاغتراب والهجرة اليمنية الحديثة من قبل فئاتٍ شتى من اليمنيين شملت الرجال والنساء والصغار والكبار على حدٍ سواء لم تمنعها العوائق التي وُضعت أمام المهاجر اليمني من قبل السُلطة المحلية أو حتى الأجنبية، فالمئات ممن ساعدتهم الظروف يفرون إلى الدول الغربية عبر قنوات السفر الرسمية وبمساعدة وكالات التهجير المتخصصة ، أما البسطاء فالآلاف منهم يتدفقون هرباً عبر الحدود إلى دول الخليج المجاورة ورغم ما يجدونه من إهانةٍ وذل وظلم هنالك إلاّ أنه يظل من منظورهم أقل مرارةً مما يجدونه في بلدهم، ولسان حالهم يقول " ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون"
 

  وكثيراً ما أتساءل حال وقوفي أمام هذه الظاهرة ماذا لو تخلت عُصبة الحكم عن طيشها وفسادها؟ ماذا لو خفَّفَت من وطأة جبروتها وظلمها ؟ ماذا لو طبّقت مبدأ العدالة بين الناس بلا تمييز ؟ ماذا لو تعاملت مع الشعب على أساس الكفاءة لا الحسب والنسب؟ ماذا لو قدمت الخِبرة على الخُبرة ؟ ماذا لو كفّت أذنابها عن العبث بكرامة وحرية المواطنين؟ ماذا وماذا وماذا .......

هل كانت هذه الظاهرة ستظهر وتزدهر؟!