كيف يمضي الرئيس أيامه الأخيرة ؟
بقلم/ محمود ياسين
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر و 24 يوماً
الجمعة 23 ديسمبر-كانون الأول 2011 12:27 م

حديث صحيفة اللوموند عن <تجوله بالمضلة وفي حزامه مسدس> لا يكفي ليكون أحدنا صورة كامله للأيام الأخيرة لرجل شكلت أيامه على مدى ثلاثة وثلاثين عاما الصورة النهائية لأيامنا .حياته الرئاسية علمتنا كيف نحيا على الارتجال وكيف نقبل أنفسنا بلا معايير قاسيه.

أريد أن أشرح فكرة أن الرئيس علمنا التسامح مع نقائصنا ،والحياة على حساب العلاقة والموقف بغير ما اهتمام يذكر بالانتاج .في السفينة بونتي <فيلم عالمي شهير> ثار البحارة وطردوا القبطان <دنيس> ليكتشفوا بعدها أن دنيس دمغهم بروحه ومضى .تركة هائلة لنمط العيش اللا مضمون هو ما سيتهددنا في الأيام القادمة أكثر من تركة الدين العام .ذلك أنه علمنا كيف نعيش على الديون .في أغلب مبررات تفاؤل السياسيين بتحسن الأوضاع تجد الرهان على الدعم الخليجي والدولي بنفسية قبيلي غارم خرج للتو من معركة ثأر وديات .لدينا تلك النية الحسنة لمسؤول جمعيه خيريه جديد سيمنح التبرعات للايتام خلافا لسابقه الذي كان يحتفظ بأكثر من نصفها لنفسه .على ان تبقى البلد جمعية خيريه استبدلنا طاقمها المؤتمري بطاقم إصلاحي .أفكر أن السعوديين سيدعموننا مجددا فأشعر بالإحباط واللا جدوى .ويخطر لي أن المغتربين سيمضون شيخوختهم في الرياض وأن بقية العرب سيبقون على صورتنا في أذهانهم مرتبطة بالأصالة والهندام الرث فأدرك إلى مدى يمكن لزعيم الوصول بشعبه إلى مرحلة يستحيل عليهم معها التخلص منه .

سيجد المشايخ طريقة ما للبقاء نافذين اللهم إلا إذا أعدمناهم .فلقد منح الرئيس لفئات الشعب وقواه التقليدية أسهل طريقة للعيش ومنحهم مقومات البقاء على منح الولاء بما في ذلك أن يتحول ولائهم ضده .

منذ الثورة في أيامها الأولى ونحن نستخدم احتياطنا الاستراتيجي من مخزون العادات السيئة وأصبح علينا استخدام ماتبقى من علي عبد الله صالح .حزبه ورجاله وأسلوبه في المحاصصه وذهنية التصالح السهل المجاني مع معضلة الجنوب ومع الجماعات المسلحه والتصالح مع دونيتنا إزاء الخليجيين .

التخلص من علي عبد الله صالح يعني تخلينا الطوعي عن الحياة المرتجله وعن الاستيقاظ اليومي بدون ضمانات .بقي الرئيس على مدى عقود يبيعنا وهم الاتفاقيات الدوليه والتسول الديبلوماسي وها نحن إزاء وهم جديد يسوقه مجموعة من المتحدثين باسم الثورة حيث يقوم أحدهم بخداع أسر الشهداء معلنا أن محكمة الجنايات الدولية قد وعدت بملاحقة الرئيس بعد تسلم المحكمة ملفا بهذا الشأن .

الصحفي الأمريكي من الواشنطن بوست أوضح لتوكل تذر تدخل المحكمه الوليه بهذا الشأن بسبب من أن اليمن ليست عضوا أو لم توقع على اتفاقية روما .لست دقيقا في التسميات غير أنني متأكد من عملية بيع أكاذيب جديده نفتتح بها زمنا يفترض به النزاهة والمسؤولية .

اتجال سياسي يفصح عن ضحالة واستخفاف يجعل من أيام الرئيس الأخيرة أقل وطأة مما نعتقد .لا أتمني له جلطة إحباط لكنني أخاف أن يحصل على العزاء وهو يرى الأكاذيب على المجتمع الدولي وتسول معوناته يحكمان حياتة .

سيعتبر هذا امتدادا لحكمه ويقنعه أنه كان مضطرا للقيام بكل الذي حولنا الى عاهه. مع مرور الوقت وفي حال اختبر اليمنيون سلسلة إجراءات لها علاقه بالمحاصصه والتسول وتقبيل الوزراء لأكتاف الخليجيين وتفهم حاجة السلم الاجتماعي للتواطؤ مع نزق المشايخ سيجد الشعب أن زمن الثورة هو مذكره تفسيريه لكل ما اضطر الرئيس السابق للقيام به .لدينا تجار أغرموا بالثورة ونتداول الان أسماء بعضهم وأسماء الوزراء المحسوبين عليهم والاتفاقيات التي ستوقع مع شركاتهم ونعتبر الأمر أشبه بالأمر الواقع .لكن ما الذي سنقوله لفتيان الساحات في إب وتعز .هناك شباب يستلقون على حالة حلم ولا ينبغي أن ندع لهذه القذارات أن توقظهم على صدمات تمسخ بقية حياتهم .

تريد أم الشاب الذي تم اغتياله في جمعة الكرامة العدالة لدم ابنها فكيف نبرهن أن المحكمه الدوليه كانت كذبه ويحلم مهندس الاتصالات بتقدير شهادته وليس الحزب الذي ينتمي إليه .

*للإطلاع على مقالات الكاتب على مدونته

http://mhyasin.blogspot.com/