آخر الاخبار

خلال اجتماع مع ممثلي الأحزاب.. رئيس الوزراء :خطر الحوثي لا يستثني أحداً ومواجهته هدفاً رئيسياً في المعركة الوطنية تفاصيل مقترح قدمته مصر لـ حماس مقابل وقف إطلاق النار في غزة المليشيات تدشن حملة هدم واسعة لعشرات المنازل في صنعاء _ المواطنون يستغيثون ومصادر محلية تؤكد:المليشيات هدمت حتى اللحظة نحو 43 منزلاً وسوتها بالأرض بعد توقعات الراصد الهولندي.. زلازل تضرب 3 دول في يوم واحد قيادي مؤتمري يفسد فرحة الحوثيين بشأن انسحاب بعض السفن الغربية من البحر الأحمر - تصعيد عسكري قادم ضد وكلاء طهران وقيادي حوثي يتوسل واشنطن بالتراجع واتساب تختبر خاصية جديدة دون الحاجة إلى اتصال بالإنترنت هيئة كبار العلماء السعودية تعلن فتوى جديدة بخصوص الحج والتصاريح الموت يفجع الديوان الملكي السعودي بسبب الفسق والفجور .. حكم قضائي بسجن الفنانة حليمة بولند عامين وغرامه مالية باهظة.. تفاصيل مسؤول عربي يحذر من تحديات الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي أمام العرب والعالم

أبِكُم يُحقق النظام انتصاره راقصاً على جثث الشهداء؟
بقلم/ د. هشام المعلم
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 24 يوماً
الثلاثاء 03 مايو 2011 04:34 م

لا أبشع من القاتل إلا من يبررله القتل بدمٍ بارد , و لا أشد و أنكى وقعاً على نفوس المظلومين المقهورين من تحيز من يجد لذة في نصرة الظالم و هو يدرك تماما مدى سطوته و ظلمة و بطشه و جبروته .

فما نراه يومياً على أرض الواقع و نسمعه على قنوات النظام الرسمية و تصريحات بعض المسئولين أن جثث الشهداء الممهورة جروحهم برصاص القناصة ما هي إلا ضحايا حوادث مرورية!! , و ما نسمعه من تشفي و حماسة أنصار الرئيس صالح و نظامه ضد المعتصمين حتى حين يتعرضوا للقتل و القمع بأبشع الصور يجعلنا نتساءل أ يُعقل أن رسالة الثورة لم تصل إليهم بعد كما يجب ؟

فما استمع المعتصمون إلى صوت العقل و حب القلب وحنين الدم اليمني و قالوا هم إخواننا و آباءنا و أهلنا و أتخذوا لهم الأعذار مهما كانت مواقفهم إلا تمادى أنصار النظام في غيهم و أصبح دم الثوار في عيونهم مااء و أضحوا يتبجحون فرحين بما يحدث لهم و كأن الشباب المعتصم قَدِموا غزاة من كوكبٍ آخر

و كأن مؤيدوا الرئيس و أنصار النظام حققوا إنتصار يستحق الإحتفال به على جثث الشهداء و اللعب على دمائهم .

و ما خرج الشباب إلا من أجلهم و طلباً لحريتهم و إعتاقهم من أسر هذا نظام ظالم و رغبة في أن يستيقظوا من سباتهم على شمس وطنٍ تحتويه الحرية و العدل و المساواة .

أيمكن للوقت و حوادث الليالي أن تعمي الأبصار و تصم الآ ذان و تبيح كل هذا؟ أيمكن أن نعتاد على قتل أطفالنا و نهنأ النوم دون أن تقض مضاجعنا الكوابيس و نشتكي مواجع أرواحنا لما حدث لهم؟

أتصل الرعونة و الجهل بالإنسان أن يسفح الدم دون مبرر إلا دفاعاً عن شخص لا يراعي إلا مصلحته و أهله و المقربين ؟

ألا يُدرك قتلة النظام المتهاوي أنَّ ما يسوقهم إليه ليس سوى مستقبل مظلم و لسوف يتبرأ منهم كما تبرأ ممن سبقهم ؟

أهناك شئ أغلى من الروح ؟ وهل هناك أزكى من الدم فيستباح؟ و نحن نسمح لأنفسنا أن نجد المبرر لأنتهاك حرمة أعظم الثروات في الوطن وهو الإنسان .

ألا يُدرك صناع المبادرة الخليجية و أحزاب المعارضة إن صك الغفران المسبق الذي تسعى المبادرة الخليجية منحه للنظام و زبانيته يعطيهم فرصة ذهبية طويلة الأمد للقتل و النهب و الإفساد في الأرض كما يشتهون قبل أن تصل سفينة المبادرة إلى بر الأمان . و كم من أمور تجري في عصرنا الحالي في ثواني فكيف بأسابيع .

كلهم شركاء بلا استثناء لا نستثني منهم أحدا في إراقة هذة الدماء النقية الطاهرة , فلو أن الجميع وقف في وجه صالح و قال له يكفي ما حدث لما تجرأ أن يسعى إلى شراء الذمم و المماطلة و المراوغة , و هو الذي اعتاد على مسمع و مرأى من الجميع النكوص و التراجع عن كل اتفاق قد يفضي إلى حل أزمة في الوطن كونه يعرف تماماً أنه لا بقاء له إلا في ظل الأزمات و نظامه لا يقتات إلا على مواجع الوطن , فيسعى دائماً إلى وأد أي بادرة أمل أو إشراقة فجر لحل مشكلة , فإذا ما أنتهت بعامل الوقت اصطنع مشكلة جديدة ليعيش هو و زبانيته عليها .

فبين إجراءات النظام السلطوي و همجية المتعصبين من المدعين مناصرته و بين تذبذب المعارضة و عدم مصداقيتها بالقيام بما يجب عليها تضيع الحقيقة و تنزف جروح المقهورين و تزهق أرواحهم .

و بغض النظر عن تصريحات الرئيس صالح المتكررة سواءاً في خطاباته أو في لقاءاته مع القنوات الإعلامية و بعيداً عن تصريحات مسئولي النظام المتمسك بتسليم السلطة عبر صناديق الإقتراع و بالشرعية الدستورية المكذوبة التي ضجوا بها أسماع العالم و تمسكهم بتنفيذ المبادرة الخليجية كمنظومة متكاملة مما يعني الربط التام بين بند إستقالة الرئيس و إزالت الإعتصامات و تنصله الواضح رافضاً توقيعها كما تم الإتفاق مما يعني حتمية تعرقل مسيرة المبادرة نحو الإنجاز رغم انحيازها التام لصالح و نظامه و تجاهلها التام للثورة الشعبية في الوطن , لنا أن نتساءل هل يستطيع الرئيس و نظامه إبتلاع الثورة أو الكثير من مظاهرها و أهدافها أو إحتوائها ليخرج بعد ذلك منتصراً و قد حقق الكثير من مساعيه والتي كان واضحاً منذ البداية بعد يأسه من البقاء على سدة الحكم أنها تتركز على :

1- الحصول على ضمانات و قوانيين تنص صراحة على عدم ملاحقة و لا محاكمته هو و كل أركان حزبه المشاركين معه طيلة فترة حكمه .

2- ضمان بقاء الحزب الحاكم برئاسته كقوة مؤثرة في مستقبل اليمن و ككيان سياسي مشارك و حزب يحظى بشعبية ليست بسيطة خاصة و أن الإنتخابات ستتم بسرعة و سيكون فيها المؤتمر مشارك ضمن حكومة الوحدة الوطنية قبل أن يتنسى محاسبته كمسئول أو كمشارك على الأقل في كل الأزمات و المشاكل التي حدثت منذ إقامة دولة الوحدة و لن يتسنى في خلال هذة الفترة توجيه أنظار الشعب إلى ضرورة التخلص منه خاصة و هو لازال يحتوي منظومة متكاملة عاثت في الأرض الفساد و لديها الكثير من مراكز القوى التي من الصعب التخلص منها خاصة بعد ضمانها البقاء شرعياً ضمن بنود تطبيق المبادرة كما أنه لازال يمتلك بيده سلاحي الجيش ( رغم انشقاقه ) و المال العام .