آخر الاخبار

تفاصيل جديدة تكشف كيف نفذت إسرائيل الهجوم على إيران وضربت أهدافاً حساسة قرب المفاعل النووي نبأ صادم لمزارعي القات في مناطق مليشيات الحوثي رئيس هيئة العمليات يتفقد كلية الطيران والدفاع الجوي بمارب “حاشد الأحمر” يحضر افتتاح بطولة كأس العالم للفروسية ويلتقي بعدد من رؤساء الاتحادات اليمن تعرب عن خيبة أملها العميقة واسفها الشديد لفشل مجلس الأمن مدير الاستخبارات المركزية الأميركية يكشف موعد هزيمة أوكرانيا عسكريا أمام روسيا ابلغ اجهزة الشرطة عن وجود جثة في منزلة بسيئون تبين انها جثة والده .. تفاصيل الحكومة اليمنية: مليشيا الحوثي تنشر أفكار الكراهية وتحول الأطفال الى أدوات للقتل عبر مراكزها الطائفية بعد المهاوشات الإسرائيلية الإيرانية.. حماس  تدفع الثمن غاليا.. واشنطن تقرر تسليح تل ابيب  بصفقة أسلحة عملاقة اول دولة عربية تزاحم كبريات دول العالم  في صناعة السيارات  وتحقق المرتبة 3 عالميا .. صدرت 700 ألف مركبة سنويا لنحو 70 وجهة عالمية

الثورة حدث أم إنجاز؟
بقلم/ مصطفى أحمد النعمان
نشر منذ: 6 سنوات و 7 أشهر
الإثنين 18 سبتمبر-أيلول 2017 12:19 م
 

قامت أغلب الثورات العسكرية في العالم العربي بإذاعة بيان «أول» ذكر مبررات «الحدث»، وكان أغلب ما سرده يدور حول فساد الأنظمة الحاكمة المنقلب عليها وتسلطها وقمعها للحريات، ولكن الالتفاتة البسيطة لمثالين لا نزال نعيش آثارهما تثبت أن المسـألة لم تكن إلا تعـطشاً للاستيلاء على الحكم انتهى بكوارث حلت بتلك البلدان ودمرت مقدراتها وضربت جذور العيش المشترك داخل حدودها وشردت الملايين من مواطنيها في أصقاع الأرض وعبثت بالثروات الهائلة في مغامرات داخل وخارج أراضيها.

عندما استولى معمر القذافي على السلطة في ليبيا بالقوة مطيحا بالملك إدريس السنوسي ظل يصر طوال سنوات حكمه الأربعين على أنه قائد ثورة شعبية وحول بلاده إلى مزرعة خاصة حرم المواطنين فيها من الاستفادة من ثرواتهم وأنشأ نظاما أمنيا شديد القسوة حد قتل معارضيه جماعيا داخل السجون وملاحقة كثيرين خارج الحدود، ولم يتوقف هلع السلطة عند حدود تثبيت الحكم بإرهاب الناس، بل بدد كل مداخيل ليبيا للإنفاق على مغامرات عبثية دون هدف وطني، فاشترى سياسيين وحزبيين في كل قارات الأرض، ووزع أفكاره الساذجة التي سماها (الكتاب الأخضر) في كل أركان المعمورة بعد ترجمته إلى كل لغة مقروءة. وكان من الطبيعي أن تكون نهايته مأساوية محزنة بقدر ما صنعه في بلاده وبحجم ما خلف من أحزان ودمار.

لم يكن نظاما (البعث العربي الاشتراكي) في دمشق وبغداد أقل كارثية من نظام القذافي، وإن كانا أنجزا ما هو أفضل منه اجتماعيا وتعليميا، لكنهما لم يختلفا في البطش والتعامل اللا إنساني مع المخالفين والدخول في مغامرات طائشة داخل وخارج الحدود والانغماس في حروب عبثية أنهكت مقدراتهما، وحتما كان من المتوقع سقوط الأول في فخ الحرب الأهلية الطاحنة التي بعثرت سوريا إلى قطع من الكتل المتنافرة. ودخول العراق في جحيم ستظل حممه مشتعلة طائفيا وموارده بلا مردود يستفيد منه المواطنون.

ما يجمع هذه الأنظمة الثلاثة أنها جاءت بحكم عسكري هيمن على الحياة العامة وإن كانت سلطة الأجهزة الأمنية صارت الممسكة فعليا بكل مؤسسات الدولة والآمرة في كل صغيرة وكبيرة داخل البلاد، وأصبح الجهاز الإداري مجرد أداة يحركها للسيطرة على أعمال الدولة وضمان الولاء المطلق للعقيد في لبيبا وقمة الحزب في دمشق وبغداد.

قبل أيام طرحت تساؤلا حول مفهوم مفردة الثورة وإن كانت حدثاً أم إنجازاً، وجاءت الردود بحسب البيئة الثقافية والاجتماعية والنفسية، ولكن رداً واحداً اختصر الأمر بجملة بسيطة (الثورة حدث القصد منه تحقيق إنجاز ينفع الناس لكنها قد تضرهم، أما الإنجاز فهو ما ينفع الناس وقد يتحقق بثورة أو بدونها).

هذه الأيام ينشغل عدد من اليمنيين على صفحات التواصل الاجتماعي للإعلان عن قرب الاحتفال بيوم 26 سبتمبر 1962 حين تحرك عدد من ضباط الجيش اليمني بدعم صريح مباشر من مصر عبدالناصر لدعم الثورة وأيضا لإزعاج الرياض، وتزعم الحركة الرئيس السابق المشير عبدالله السلال للإطاحة بحكم آخر أئمة اليمن الإمام البدر، وبعد سنوات قاد الرئيس الراحل القاضي عبدالرحمن الإرياني حركة تغيير ثانية (5 نوفمبر 1967) تمت فيها الإطاحة بالمشير.

المثير للدهشة في الأمر هو غياب أي توجه نقدي لما حدث ويستند رافضوه إلى أن ما يحدث اليوم لا يسمح برفاهية التعرف على أسباب الضعف الذي أصاب الثورة اليمنية، ولكن الحاصل الآن هو نتيجة طبيعية للممارسات التي شابتها منذ يومها الأول، وكان مقتلها في أن النفسية التي كانت تحكم صنعاء قبل 1962 لم تتبدل نظرتها لما كان يعرف تاريخيا بـ(اليمن الأسفل)، الذي شاءت الأقدار أن تكون رقعته الجغرافية تشكل كتلة مذهبية واحدة، وأضاف الحوثيون أن وصموا كل معارضيهم في المنطقة الشافعية بالدواعش والإرهابيين فبعثوا ويلات قرون ماضية كانت ترى فيها مناطق خراج، وبلغ الأمر أن وصف أول حاكم يرسله الإمام يحيى لإدارة تعز بأنه (فتح)!.

الخلل الحقيقي في كل محاولات الثورات العربية أنها قامت دون مفكرين يقننون مساراتها ويحددون فلسفتها الاجتماعية، فلم تحقق المنجز الذي ربما –أقول ربما– مر على بال الضباط الذين أداروها لضعف تكوين أغلبهم الثقافي والنفسي، وفي واقع الحال أن تغييرا طفيفا حدث على الخارطة السياسية والشراكة الحقيقية في الحكم، وكان أفضل من عبر عن الأمر هو أحد أهم رجالات المنطقة الشافعية الشهيد الشيخ محمد علي عثمان، إذ وصف الثورة بأنها (ديمة خلفنا بابها)، أي (كوخ غيرنا مدخله لكن ما فيه لم يتبدل).

 
عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
د. محمد جميح
تسعون ثانية قبل منتصف الليل النووي!
د. محمد جميح
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
كاتب صحفي/ خالد سلمان
إيران قوة هامشية
كاتب صحفي/ خالد سلمان
كتابات
ابو الحسنين محسن معيضهل أستقيل من الإصلاح؟!
ابو الحسنين محسن معيض
الرئيس هادي قائد ثورة الدولة وباني دولة الثورة .
د. عبده سعيد مغلس
مشاهدة المزيد