كفى لعبا بورقة القاعدة
بقلم/ رأي مأرب برس
نشر منذ: 13 سنة و 10 أشهر و 25 يوماً
الأحد 02 مايو 2010 10:52 ص

باتت اليمن أمام أوضاع سياسية وأمنية وصلت إلى درجة من الخطورة غير المسبوقة في غفلة من الزمن الذي انشغلت فيه القوى اليمنية ببعضها حتى أضحت اليمن أمام العالم مصدر للخطر, ومنبع للإرهاب, وبلد مهدد في أي لحظة بالانهيار.

ولعل ما حدث للسفير البريطاني في العاصمة صنعاء مؤخرا أعاد للأذهان خطر تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية والتي كانت اليمن وما زالت مرشحة لأي غزو خارجي بسببها, وبسبب اللعب بها من قبل أطراف لم يعد صعبا مسألة الكشف عنها.

وفي الوقت الذي لم يجف فيه الحبر الذي كُتبت فيه أخبار المحاولة التي وصفت بالفاشلة والتي استهدفت الطائرة الأمريكية التي كانت متوجهة من العاصمة الهولندية أمستردام إلى مدينة ديترويت الأمريكية نهاية ديسمبر كانون الثاني 2009, ومن قبلها كان القصف الجوي الذي استهدف ما قالت عنه الحكومة اليمنية إنها أماكن تدريبية لتنظيم القاعدة في كل من محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين, والعاصمة صنعاء, إضافة إلى محافظة مأرب والمنطقة الواقعة بين محافظتي صعدة والجوف, في الأشهر الأولى من العام الجاري.

وإذا نظرنا إلى ما يحدث بعين الواقع الفاحصة لما تتميز به اليمن, لوجدنا أنه من الصعوبة بمكان أن يأمن أي أحد خطر تنظيم القاعدة فيها, وليس مرد ذلك صعوبة القضاء على هذا التنظيم, بالقدر الذي نستطيع أن نرد ذلك إلى أن هذه التفجيرات التي توسم بأنها من تدبير عناصر القاعدة ما هي إلا لإثارة زوبعات سياسية في المقام الأول لكسب دعم جهة ما أو رضا جهة أخرى, لا يذهب ضحيتها إلا الأبرياء, وفي مقدمتهم الانتحاريون الذي يريدون الجنة والحور العين.

لقد وصلت اليمن لمفترق طرق, اختلط فيها الحابل بالنابل, وبات كل شيء قابل للتسييس والاستفادة منه, ومن ذلك يتم اللعب بورقة تنظيم القاعدة لخلط أوراق سياسية أو للتلويح بخطر ما وهو في الأساس ليس إلا فرقعات صابونية يتحمل وزرها النظام السياسي بالمقام الأول.

ونحن لا ننكر خطر تنظيم القاعدة, ولكننا نؤكد أنه صنيعة النظام العالمي الجديد, تلك الصنيعة التي فطنتها أنظمة الدول النامية وأجادت عملية المتاجرة بها في أوطانها وشعوبها, دون رادع من ضمير أو دين أو إنسانية.

إن على النظام الحاكم في اليمن أن يبدي جدية واضحة أمام محاربة عناصر القاعدة, وهو على إطلاع واضح بكل منهم, وبأماكن تواجدهم, ولا نريد شن حرب شعواء ضدهم لا تفهم إلا إسالة الدماء, ولكننا ندعوه إلى أن يفك الارتباط بها, فالوقت وقت بناء اليمن, وليس وقت اللعب بمثل هذه الأوراق. والبلد أمانة في عنقه فليؤدِ الأمانة التي أؤتمن عليها.

وختاما, لا ندري هل نسجل شهادة إنجاز بالسلطات الأمنية أم نثير علامات استفهام على سرعة الكشف عن هوية منفذ عملية "نُقُم" التي استهدفت السفير البريطاني، ففي أقل من ساعتين تم الإعلان عن اسمه ومعلومات عامة عنه وعن سنِّه، في حين تحدث مصدر أمني عن تلقيه تدريبات في محافظة مأرب التي يزج باسمها في كل محاولة إرهابية, أكانت في الداخل أو في الخارج، وتصويرها على أنها مصدر للشر بعكس تصريحات رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح الذي يقول دائما إنها محافظة الخير.

ولا تتوقف الأسئلة عند هذا الحد؛ لأن الجميع يريد أن يعرف لماذا لم يُراقب أو يتم إلقاء القبض على منفذ العملية, خصوصاً وأن السلطات الأمنية لديها معلومات كافية عنه وعن تحركاته وعن هويته!!!!!!.

بيد أن الاستفسار الأكبر لا يزال عالقا عن كيف استطاع منفِّذ العملية الانتحارية الأخيرة في صنعاء أن يرصد تحركات السفير البريطاني، بالمثل كما فعل قبله منفِّذ عملية مطار صنعاء الذي استهدف السفير الكوري، فهل استطاعت القاعدة أن تخترق الأجهزة الأمنية اليمنية لتحصل على معلومات حول تحرك الدبلوماسيين الغربيين؟؟.