من هو رديف العُملاء وأين تدرّب؟
بقلم/ سمير عبيد
نشر منذ: 17 سنة و شهرين و 7 أيام
الخميس 18 يناير-كانون الثاني 2007 04:48 م

مأرب برس – لندن

هناك حكمتان حورتهما فأحببتهما ،فالأولى حورتها عن الفيلسوف الراحل ديكارت فقلت ( يشتمون بي العملاء إذن أنا موجود) أما الحكمة الأخرى والتي ربما من تأليف أخيكم كاتب المقال، وهي ( كلما شتمتم يزداد تركيزي لأمطركم بقذائف قلمي وطين وطني) علما أني من المسالمين والمتواضعين ولله الحمد ،ولكني من المعجبين بحديث الرسول الكريم محمد (ص) ( إن التكبّر على المتكبّر عبادة) وأرجو تصحيح الأمر لي إن كان الحديث ليس بهذا السياق اللغوي، فلقد إستلمت مقالا متوزعا على بعض الناس من أحد الموتورين والمستعرقين الذي يصفني بأني إبن زنا ،وليس لي إصول، ومن الأميين الفاشلين، وأعيش لحظات إحتضار نفسية، ويشتمني كوني كتبت عن الرئيس العراقي صدام حسين رحمه الله، ويعتبر موفقاللاربيعي ( شاهبوري) القدوة والقائد الهمام، كما يصفني بالبعثي الشوفيني وهي تهمة لم أتشرّف بها للأسف الشديد، وهناك روايات
ما أنزل بها من سلطان، ولا أجاثا كريستي بعنفوان قلمها تجيد ما جاء فيها من حبكة ولكن للأسف حبكة دونيّة، والقضية واضحة وهي تشويه سمعة الكتّاب والإعلاميين والصحفيين الوطنيين الرافضين للإحتلال وحكومات العملاء في العراق، وإن هذا العمل ليس مجانا، وليس عملا تطوعيا ، بل هو عمل مأجور و تشرف عليه مؤسستان أميركيتان عملاقتان، فالأولى هي وكالة التنمية التي مقرها في وزارة الخارجية الأميركية ، والثانية هي قسم الدعاية والتضليل في وزارة الدفاع ( البنتاغون) والتي إستحدثها الوزير رامسفيلد قبيل الحرب على العراق، ولقد باشرت المؤسستان بفتح الدورات الى الصحفيين والإعلاميين والكتاب والهواة العراقيين والعرب في 12 دولة في العالم ومنها ( اليونان ، قبرص، تركيا، الكويت، شمال العراق، ديترويت، لندن ، بيروت ، واشنطن، جورجيا ، عمان ،دبي، أوسلو، المانيا، هنكاريا ) وغيرها ، وذلك في النصف الأخير من عام 2002 وقبيل الحرب على العراق، ولقد توزعت المهام بين( جواسيس، مترجمين، كتبة تقارير، بث إشاعة، تسقيط الخصوم، تشويه سمعة الوطنيين والقوميين والإسلاميين الملتزمين، كتابة مقالات وأعمدة في الصحف ومواقع الإنترنيت ، و مخرجين ومقدمي برامج في بعض الفضائيات العربية) ولقد أنفقوا عليهم ملايين الدولارات من أجل تدريب هؤلاء على الشتم ونسج الروايات التسقيطية مع توفير المواقع والصحف التي تنشر ذلك، ولقد أعترف البنتاغون في بداية عام 2006 أنه يدفع مبالغ ويعطي هدايا مالية وأجهزة كمبيوتر لكتاب وصحفيين وإعلاميين يكتبون لصالح الإحتلال ويا للمفاجآة فبالأمس سألت الجندي المجهول بصحيفة ( دنيا الوطن) أختنا وزميلتنا ميسون كحيل، فقلت لها ( أيعقل لم تصلكم للآن رسائل و روايات التسقيط بحقي وتطالبكم بعدم النشر لي؟) فإن عمل هؤلاء مطاردة جميع الوطنيين والشرفاء والرافضين للإحتلال والمشروع الأميركي، ومطاردة الذين ينادون بتحرير العراق وفلسطين من أجل تسقيطهم أمام القراء و رؤساء تحرير المواقع والصحف من أجل نبذهم، وحتى وصل الأمر لبعض الفضائيات التي تستضفينا عادة ،حيث وصلتها مئات الفاكسات التسقيطية بحقنا والأخرى التي تطالب بعدم إستضافتنا وإستضافة مجموعة من الأسماء الوطنية والعروبية ، ولقد سلمتنا إحدى الفضائيات ذات مرة فاكسات وأيملات عديدة و كلها تطالب بعدم إستضافتنا كوننا من الأميين والسّذج والفاشلين والمرضى نفسيا حسب زعمهم ، ولقد قالوا ذلك وأكثر ضد كاتب المقال،وقالوا أني من عائلة على سطحها الأعلام السوداء التي كانت توضع في زمن الجاهلية، فرحمك الله يا والدتي ورحم أمهات جميع الأخوات والإخوة، فلم يكن تعليقي إلا الضحك عندما أقرا، والضغط على ( كنسل) عندما تردني على البريد الإلكتروني، وذات مرة أتفقنا نحن ثلاثة من الكتاب المثيرين للجدل لمصلحة الوطن أن نتوقف عن الكتابة لمدة شهر، فنقسم أصبحت تلك المجموعات تكتب لنا لماذا نحن متوقفين عن الكتابة، ولقد تبيّن أن معاشاتهم من وراء وطنيتنا وتحدينا لأسيادهم الأميركان وقادتهم العملاء الخانعين، والقضية ليست من وحي خيالي بل هذه الحقيقة ومنعا للإحراج لن أذكر إسما من الذين تدربوا في هذه الدورات ومنهم من دأب على الكتابة أخيرا في المواقع التي تشرفنا بالكتابة فيها أو من خلالها أخيرا ، وهدفهم واضح وهو نحن ومن ثم الموقع الذي ينشر لنا من خلال كتابة التعليقات البذيئة والشتم المتعمّد والتخوين.

أما مسألة كتاباتي عن المرحوم الرئيس العراقي صدام حسين رحمه الله لم تكن مجاملة لأحد أو تملقا لأحد، فالرجل رحل لجوار ربه ولم يبق أحد منهم في الحكم كي نتملق له ، ويشرفني عندما تكلمت عنه منصفا بعد موته، حيث كنت معارضا لطريقة حكمه وليس له، فالرجل كان ذكيا ووطنيا وقوميا وصادقا، ولكنه كان يخطأ كثيرا، وهنا الخلاف، ولقد حكم علي بالإعدام عام 1991 ومن ثم بدأ مشوار الألم بصفوف العائلة ولا داعي لذكر التضحيات لأن الرجل رحل، وهو كان على رأس نظام كبير ومتشعّب وليس بالضرورة هو الذي أصدر أمر إعدام أفرادا من عائلتي، وأن معارضتي ليس من أجل رقبة صدام مثلما فعلوا هؤلاء الأوباش القادمين بحقدهم من وراء الحدود والبحار، لهذا فعندما حاسبته القوات الغازية ومعها المجموعات العميلة رفضت بل رفضنا قاطعا لأن هذا غير جائز، فنحن أهل العراق ونحن من يحاسب أو يعفي، وليس هؤلاء الأوباش، وحتى جاءت جاءت لحظات الإعدام وإذا بي تنزل دموعي والسبب لأني عربيا لا يشمت بالموت ولم يحقد رغم فقدان الأعزاء من عائلتي وتشريدي منذ عام 1991 لأني شعرت بالإهانة والعار بأنه يُشنق من قبل الفرس ورعاة البقر، ولكنه شفع لي وللملايين التي كانت تنظر له عندما تحول الى إسطورة حقيقية هزتني من الأعماق، وأعطتني درسا بليغا بالحياة وبالفكر السياسي مثلما أعطتني مقارنة خلدت في ضميري وتاريخ البشرية بين أسد مكبّل ويزأر وتحت أقدامه الغربان تنعق بنعيقها النشاز، وتلك الحناجر الصدأة التي هتفت للطائفة وليس للوطن ،ولأسيادهم وليس للشعب أن كان حقا أنه الحكم العادل، فالقضية هنا لا نناقش من خلالها موضوع الموت، فالرجل عاش سبعين عاما وحتى وأن خرج للمنفى سوف يموت مباشرة ،فالرجل بدوي عربي يموت عندما تبعده عن الصحراء ومضارب الأعمام والأخوال، ولكن الله أراد لهم الذلة والرقص مثلما يرقص أجدادهم حول النار المجوسية، وبصراخ يشبه صراخ القبائل المنسية في الأحراش الأفريقية، لهذا كتبت لأسد ونعت غراب فأين الخطأ؟

ولقد نسيت كل جروحي وآلامي وثأري عندما قال ( عاش الشعب ، عاشت الأمة ، عاشت فلسطين) وفي لحظات الموت فمن منا يقدر عليها؟.

الجواب: لا يوجد ضمان عند أي أحد منا أن يكون بموقف الرئيس صدام حسين أثناء لحظات الإعدام!!.

لهذا فننصح جميع العاملين في الصحف والمواقع الشريفة ، وننصح جميع الشعوب التي دولها مستهدفة أن يكونوا حذرين من لعبة هؤلاء الذين أطلقنا على كل واحد منهم لقب ( رديف العملاء) ولقد جملّوا أنفسهم عندما أطلق عليهم صديقنا الدكتور فيصل القاسم لقب ( الليبراليون الجُدد) ولقد أطلق عليهم كاتب المقال ( فراخ البنتا غون) وسماسرة ( القوادة السياسية)!.

فعاش العراق .. وفلسطين عربية.

كاتب ومحلل سياسي

www.samirobeid.net

samiroff@hotmail.co