آخر الاخبار

رئيس مقاومة صنعاء الشيخ منصور الحنق يوجه مطالب عاجلة للمجلس الرئاسي بخصوص جرحى الجيش الوطني .. والمقاومة تكرم 500 جريح تفاصيل يوم دامي على الحوثيين في الضالع وجثث قتلاهم لاتزال مرمية.. مصادر تروي ما حدث في باب غلق بمنطقة العود اليمن تبتعث ثلاثة من الحفاظ لتمثيل اليمن في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته بجيبوتي قصة موت جديدة تخرج من سجون الحوثيين.. مختطف في ذمار يموت تحت التعذيب ومنظمة حقوقية تنشر التفاصيل واحصائية صادمة حملة إلكترونية لإحياء أربعينية مدير دائرة التصنيع الحربي اللواء مهندس حسن بن جلال تعطل كافة أنظمة السداد الالكتروني شركة الاتصالات اليمنية تليمن ويمن نت.. تفاصيل الاسباب قائد الأسطول الأمريكي يتحدث عن السبب الذي يجعل موعد انجاز مهمة القضاء على خطر الحوثيين بالبحر الأحمر غير معروفا حتى الآن؟ القيادي الحوثي يوسف المداني يعترف : كل عمليات التفجير لمنازل خصوم المسيرة تتم بتوجيهات عبدالملك الحوثي وهو من يحدد موعد التفجير- فيديو بخسارته من الإمارات 3-0.. هل تضاءلت فرص المنتخب اليمني في المنافسة؟ الحكومة تعد لمشروع لائحة جديدة تنظم أوزان نقل البضائع على الشاحنات

في اليمن! ، اللعبة صارت واضحة:
بقلم/ د.احمد محمد قاسم عتيق
نشر منذ: 9 سنوات و 3 أشهر و 5 أيام
الأحد 21 ديسمبر-كانون الأول 2014 10:43 ص


تتوالى الأحداث دراماتيكياً ، تختلط الأوراق ، بالصورة التي تكشف عن ارتباك الواقع السياسي لدى صانعي القرار ، و عدم مفهومية هذا الأمر لدى عامة الشعب . السبب في هذه المسألة يكمن في عدم إغلاق الهوة أو الفجوة الحادثة في العلاقة ما بين العامة ، و النخبة السياسية . ما يؤدي إلى عدم التواصل الشفاف ، و الصادق بين مكونات المجتمع و شرائحه الاجتماعية من ناحية ، و بين مكوناته السياسية التي يبدو أنه قد غلب عليها في صناعة الحدث الركون إلى اللاعب الرئيسي (المندوب السامي الحوثي) و عليها ان تستقبل نتائجه من ناحية أخرى . هذا التيه سببه غلبة الرخاوة السياسية لدى قادة الأحزاب و منظمات المجتمع المدني ما أدى إلى لامبالاتها في مجريات الأحداث للمشهد السياسي في اليمن ، فحدث الذي حدث . حتى ولو بدت هذه النخب و المكونات تعبر عن موقفها فيما يجري ؛ الا أن هذا التعبير بدى عند البعض خجلاً و البعض متردد و متذبذب ، و الأخر خائفاً ، و مرتبكاً ، و ان كان هذا الموقف واضحاً إلى حد ما عن سابقيه ، و الرابع المتخلف هو الوحيد الذي يدرك ماذا يريد ،اذ رسم الخريطة الجيوسياسية ليعرف حركته أين تبدأ ، و أين تنتهي ، أين مداخل التحرك و دعم هذا التحرك داخلياً و خارجياً من ناحية ، و في ذات الوقت رسم خريطته السوسيوسياسية مدركاً تأثير الابعاد الاجتماعية التي لو اهملها فانها قد تعوق حركته ، و تحد من تحقيق أهدافه ، كما أنها قد تُجهز على ثورته المدّعاة في حالة تنبهها لما وراء هذه الثورة ، حقيقته و مآلاته من ناحية أخرى .
بل أن ما اسميه (المندوب السامي الحوثي) طور نفسه على المستوى السياسي وقبل لعب دور الحاضر المختفي في مفاوضات ،وتشكيلات الحراك السياسي بما فيها الذي يحدث الآن في أكثر من عاصمة غربية ، وعربية ، يحضر ليوقع الإتفاقات ، ويساهم في كتابة البيانات المعبرة عن آمال الشعب في التحرر من هذا الوضع الذي غابت فيه الدولة عن دورها ليكون الفراغ المرتبك هو البديل الأسوأ .
وهذا الحاضر المختفي الذي كما اسلفنا يحرص على التواجد في مفاصل الحياة السياسية ، بينما هو يختفي في حالة تنفيذ الإتفاقات ، ولا يلتزم بما يصدر في البيانات ، خاصة أن أهدافه قد تطورت ، التي يريد أن يحققها بعمليتي المد والجزر في تعامله مع السلطات المحلية في المحافظات المستهدفة ، والمراد السيطرة عليها ؛ فالمناورة ، وامتصاص الغضب ، وشراء الذمم ، أو استخدام القوة إن تطلب الأمر ذلك ؛هي الأساليب التي يتبعها لاسيما فيما نشهده من رخاوة شديدة في المنظومات السياسية ، والقانونية ، الرسمية والمجتمعية .
نلاحظ أن هذه الحالة خلقت أطماع ، وطموحات عند قوى خارجية ارادت من اليمن ساحةً لتصفية الحسابات ،والتعويض عن ما فقدته في مواطن كانت هامة لها على المستوى الجيوسياسي في الوطن العربي .
وفي ذات اللحظة تخلى داعمون ،ولاعبون سياسيون عن دورهم في اليمن ، وهذا الدور يعد مفصلياً ،خاصة في جوانبه الاقتصادية ، الذي يمثل استمراره إبقاء الوضع فيما بين مرحلتي الحرب والسلم ، وإن كان إلى السلم أقرب في حالة تنبه قوى المجتمع السياسية المختلفة ، إلى أهمية الاستفادة من هذا الحضور ، اما غياب هذا الدور فإنه يُفرغ الميدان السياسي للاعب أو حد يمارس صلفه كيف يشاء ، وعلى القوى الاجتماعية والسياسية ، محلياً، وإقليمياٌ، ودولياً تحمل المسؤولية عن النتائج التي قد يُفضي إليها هذا الصراع بما تنعكس خطورته على المحيط الإقليمي ، والمصالح الدولية المتصلة باليمن .
وهنا لابد أن نشير إلى أن توقف المساعدات الاقتصادية عن اليمن من قبل دول الخليج ، والدول ،والمنظمات المانحة الأخرى ، سيصيب الحياة السياسية والاجتماعية في مقتل ، بل أنه سيكرس الحاجة للدفاع عن النفس بين القوى والمكونات السياسية ، ما يؤدي إلى تعميق عملية الصراع فتفقد سلطات الدولة آخر حضور لها في نفسية المواطن البسيط .
فتجتمع عوامل الصوملة ، والسورنة ، واللبننة ، في آنٍ واحد فتقضي على جسم الدولة ، وهيبتها ، ودورها ليكون الأقوى في عملية الصراع المحتدم ، هو المتمكن كما يعتقد في بسط نفوذه ، وهذا لن يتحقق لطرف ، ما سيخلق تفكيراً بتقوقع كل طرف في جهة جغرافية ،ليتخندق فيها سياسياً ، ويعلن هويته الخاصة على حساب الهوية الوطنية الجامعة ، فتتمزق اليمن ،وتتعدد المصالح لتحضر بدلاً من المصلحة الوطنية العليا .
وهنا لابد من التفكير جدياً في العمل الحقيقي الذي من شأنه تحويل آمال ، وطموحات المواطنين في اليمن إلى حقيقة واقعة بدلاً من أن تظل أملاً في السراب ننتظر تحقيقه .
وهذا لن يتأتى طالما أن العامة مشغولة في تأمين لقمة العيش ، صعبة المنال ، والنخبة مشغولة في تحقيق مكاسب آنية وخاصة ، بينما الوطن غائب عن ذهن الجميع رغم إدعاء الكل السياسي عكس ذلك .