فلسطين بين مطرقة المتاجرة بالدم وسندان إضعاف المقاومة
بقلم/ سليم السعداني.
نشر منذ: 9 سنوات و 7 أشهر و 11 يوماً
السبت 16 أغسطس-آب 2014 09:10 ص

غزة المدينة الجريحة والصامدة في وجه العدوان بكل بسالة وشجاعة مستمدة عزيمة شبابها وإيمانها بقضيتها التي تجاهلها العرب ، وبسبب دفاعها عن مقدسات الأمة والتراب الفلسطيني نجدها اليوم تتعرض لأبشع الجرائم الوحشية ، وأقسى أنواع العذاب نتيجة الحرب الإسرائيلية المدعومة من دول الغرب وأمريكا على وجه الخصوص ،حيث يعاقب الشعب الفلسطيني بأكمله من قبل قوات الإحتلال بالإضافة لعقاب آخر هو الصمت العربي والدولي تجاه كل المجازر وجرائم الحرب ضد الإنسانية في قطاع غزة .

إن الدم الفلسطيني الذي يستباح كل يوم يقابله خيانة عربية ودولية بسبب المتاجرة بالقضية الفلسطينية والدم الفلسطيني حيث نجد هناك لغة سياسية لبعض الدول كالسعودية تنتهج معاقبة الفلسطينيين بدعوى أنهم يتبعون لحماس أو للإخوان وبالتالي فإن دولة متشددة كالسعودية لها أجندتها السياسية تجاه جماعة الإخوان المسلمين كما لاحظنا موقفها منهم في مصر ودعمها للحركات الأخرى ضدهم وعليه فهي تنظر لحماس كحركة إسلامية لا تتوافق مع سياستها وبالتالي فإن ضربها وضرب المقاومة شيء

يحقق أجندة السعودية في المنطقة مما جعل الدم الفلسطيني يزهق بدم بارد وبضمائر لا تحرك ساكناً لوقف جرائم الإحتلال وحماية سكان غزة من هذه الحربية الإجرامية !!!

إن ما يحدث اليوم في فلسطين ليس وليد اللحظة بل تسلسل مستمر للمخطط الصهيو أمريكي الذي بدأت خطواته منذ سنوات وإن كان الربيع العربي إحدى وسائل الغرب لتحقيق مصالحهم وأجنداتهم في المنطقة عبر تفكيك الدول العربية ، وشغل الجيوش العربية في صراعاتها الداخلية ، حيث شاهدنا ما يحدث في مصر وسوريا والعراق من تغذية للصراعات العرقية والطائفية والمذهبية بين أبناء البلد الواحد لتقسيم هذه الدول وتفكيك النسيج المجتمعي وتدمير روح التسامح والإخاء بين المواطنين ، كي يتسنى للغرب والكيان الصهيوني طمس القضية المركزية للعرب وهي قضية فلسطين .

 إن سياسة حماس وتباين مواقفنا معها يجب أن لا نجعله فرصة لإسرائيل للانقضاض على قطاع غزة بل يجب علينا تفويت الفرصة ودعم المقاومة في هذه المرحلة كوننا اكتشفنا بأنها الخيار الوحيد والأنسب للدفاع عن الحقوق الفلسطينية وإستعادة الأرض المحتلة كون التهدئة والهدنة ليست سوى عمليات تضييع للقضية الفلسطينية واستنزاف الرأي العالمي لا أكثر بينما العدو يضمر الشر والحقد ، ولن يألوا جهداً في استغلال أي فرصة لتدمير فلسطين والاستحواذ على بقية الأرض الفلسطينية ، ولذا فيجب علينا مباركة مشروع المقاومة ودعمه بكل الوسائل المتاحة من المال والسلاح والجهاد لكي تنتصر المقاومة على الإحتلال الصهيوني وحماية المقدسات الإسلامية والشعب الفلسطيني بشكل عام .

في هذا الظرف الخطير الذي يعاني منه سكان قطاع غزة بسبب الحرب إنها فرصة لحماس لاستغلال الراي الشعبي العربي نحوها في أن تتحرر من تيارات قطر والسعودية كون هؤلاء الدول حتى إن باركوا خطواتها ، فإنهم فقط يخدمون سياستهم وتوجهاتهم وبالتالي على حماس خلع عباءة قطر والتركيز على مشروع المقاومة للدفاع عن غزة وفلسطين بشكل عام ، والنظر للعرب بعين واحدة بدلاً من شق الصف عبر تبنيها لأفكار جماعات معينة حتى فعلاً تظل محط احترام وتقدير من جميع العرب وتتلقى الدعم لمواصلة المشروع القومي النضالي في وجه العدوان !

مرت سنوات كثيرة شاهدنا فيها فصول كثيرة من مسرحية المفاوضات وعمليات التسوية التي يدندن بها الغرب ليعزف سيموفنية أخرى من الألم يكون ضحايا هذه المفاوضات هم الفلسطينين على الأرض بينما العدو يستثمر هذه العمليات في تقوية جيشه ، وتحصيناته بما يمكنه بين فترة وأخرى من قيادة الحرب ، وبالتالي فإن هذه المفاوضات وعمليات التسوية ليست سوى مجرد وهم يسوقه الغرب للعرب لإبعادهم عن المشروع القومي النضالي في وجه اسرائيل .

إن التواطؤ السعودي وإذكاء روح التفرقة بين الفلسطينيين عبر تبنيها لبعض الجماعات بالإضافة لترحيبها بالإسرائيليين كما جاء في دعوة تركي الفيصل في دعوته للإسرائيليين لزيارة منزله في الرياض يعكس مدى التباين في المواقف الظاهرة والكامنة للسعودية في المنطقة وبالتالي فإن الإنشقاق الفلسطيني سيساهم بشكل أكبر في إتاحة الفرصة للعدو الاسرائيلي في التوسع واحتلال بقية الأرض الفلسطينية وعليه لابد على الفلسطينيين جميعاً التلاحم والاصطفاف الوطني لمواجهة العدو والانتصار للمقاومة ودعمها وليس الانجرار وراء بعض السياسات الخارجية التي تهدف لتدمير البيت الفلسطيني أكثر .