أحواض ومغاسل لإنتاج المرض في بيوت الرحمن
بقلم/ غمدان الدقيمي
نشر منذ: 10 سنوات و 9 أشهر و 28 يوماً
الأربعاء 29 مايو 2013 08:11 م
 
 

"اتجاه اجباري الى الرفيق الأعلى"


هذا التحقيق نشر في صحيفة "مأرب برس" اليوم الأربعاء .. بالتزامن مع صحيفة الثورة الرسمية:


يسابق "بلال القلام" موعد صلاة المغرب مع عدد كبير من الواقفين معه لوضوء جماعي في حوض مياه تابع لمسجد الحي القديم وسط العاصمة صنعاء، تفوح منه رائحة عفن، وفي زواياه يسبح بعض المخاط والطحالب الملوثة التي تصيب حوالي 80% من مستخدمي هذه الأحواض بفطريات القدم أو التهابات الأمعاء والإسهالات، بحسب أطباء الأمراض الجلدية.

غالبية المصلين لا يدركون مخاطر غمر القدمين في هذه الأحواض عقب الانتهاء من الوضوء، أو الغطس في "مغاطس" أو "برك" يتم فيها غسل كافة أجزاء الجسم، يفترض أن توفر أوعية آمنة للطهارة، في تقليد متوارث عن المذهب الزيدى عبر آلاف السنين. تحولت هذه الأحواض مع مرور الوقت، وغياب شبه كامل لأعمال النظافة، إلى مرتع خصب للأمراض الجلدية والمعوية، وأداة لنشرها في أوساط السكان، الذين يواظب الكثيرون منهم على هذه الطريقة من الاغتسال مستسلمين "للقضاء والقدر" عند تفسير أي مكروه.

يقول عبدالعليم قائد (35 عاما) الذي صلى الظهر في جامع العصيمي القريب من منزله بحي "سبأ" الذي تؤمه أغلبية سلفية: "لا أحد يهتم بهذه الأمور (يقصد النظافة) نحن أمام رب العالمين، ولن يصيبنا إلا ما كتبه لنا".

ويكشف هذا التحقيق كيف باتت هذه الأحواض والمغاطس مصدراً للخطر، بدل الطهارة الروحية والجسدية، كما يعتقد مستخدموها. إذ بينت نتائج فحص عينات، أخذت من أحواض وضوء ومغاسل 10 مساجد من أصل 1300 مسجد في العاصمة صنعاء، أن مياه تلك الأحواض تنضح بمستويات قياسية من التلوث، في ظل إهمال وزارة الأوقاف كجهة معنية بالإشراف على دور العبادة ونظافتها.

يحصلون على المرض في أعماق مختلفة من المياه

تتخذ هذه الأحواض والمغاطس من باحات المساجد الخلفية، مواقعها كمصبات مكشوفة بأحجام وارتفاعات مختلفة. يتعدى ارتفاع بعض الأحواض 30 سنتيمترا كما هو الحال مع 70% من إجمالي مساجد صنعاء، فيما يصل ارتفاع المغاطس إلى حوالي متر واحد. وتقوم شاحنات - تحت الطلب – بتغذيتها في المساجد غير المرتبطة بشبكة المياه الحكومية، ووفقًا للنفقات المخصصة لهذه المساجد، الخالية مراحيضها من أدنى شروط النظافة.

 بحسب القائمين على المساجد، يتم تغيير مياه الأحواض المخصصة لغمر القدمين قبل وبعد الخروج من دورات المياه والدخول إلى المسجد، يتم مرتين في اليوم. لكن هذا القياس لا يمكن تعميمه على أحواض المساجد القديمة التي تسمى بالمغاطس أو "البرك"، التي يقوم فيها المصلون بالغطس وغسل جميع أجزاء الجسم في مياه آسنة، وعلى درجة عالية من التلوث.

 في "مغطس" جامع "قبة المهدي"، الذي بني قبل نحو ألف عام في المدينة القديمة، يقوم المصلون بغسل كافة الأعضاء المشمولة بأركان الوضوء بما في ذلك الأعضاء الحساسة، بينما تختلط أصوات المضمضة بالاستنشاق والبصق في المياه التي لا يتم تجديدها إلا مرة واحدة كل خمسة أيام، بحسب قيم الجامع حمود الشهاري.

فطريات والتهابات وإسهالات.. وسرطانات أيضا

نتائج الفحوصات التي أجريت لتوثيق هذا التحقيق الاستقصائي الذي استغرق إعداده ثلاثة أشهر، أثبتت وجود تلوث برازي (غائطي) في جميع أحواض المساجد العشرة المشمولة بالتحليل "الميكروبيولوجي"، وذلك بظهور مجموعة البكتيريا القولونية، وما يسمى "اشرشياكولاي E-coli " الدالة على وجود تلوث برازي بشري، فضلا عن احتمال وجود فيروسات أكثر خطورة في هذه المياه، في حال توفرت إمكانيات مخبرية أكثر تطورا، وفقا للأطباء الذين تحدثوا في هذا التحقيق.

وأظهرت النتائج في إحدى العينات، أن العد الكلي لمجموعة البكتيريا القولونية 2400 خلية/ ملم من مياه هذه الأحواض، مقارنة بالمواصفات اليمنية لمياه الشرب غير المعبأة التي تشترط خلوها من مجموعة بكتيريا القولون وبكتيريا "إيشير يشياكولاي" في أي 100 ملم من العينة المختبرة.

والبكتيريا القولونية وكذا ما يسمى "اشرشياكولاي E-coli "، هي المسؤولة عن كثير من الأمراض الشائعة في اليمن، وخاصة المعوية وعلى رأسها الإسهالات، وهي أخطر انواع الملوثات وفقا للأطباء؛ ما يعكس حجم الضرر البالغ على مستخدمي هذه الأحواض.

يبدو الأمر كارثيا أيضا بالنسبة لأوضاع المغاطس الملحقة بالمساجد القديمة؛ فمن بين العينات التي خضعت للتحليل المخبري، عينتان من مياه هذه المغاطس.. "نسبة التلوث 100%"، كما يقول أستاذ طب المجتمع الدكتور يحيى رجاء، الذي شارك في قراءة نتائج الفحص المخبري، وأضاف أن ستة من أصل عشرة أحواض كانت غنية بالخمائر المسببة للأمراض الجلدية.

ويوضح الدكتور رجاء: "هذه العينات ملوثة تلوثا برازيا، مع ظهور بكتيريا (الإيشريكية القولونية) الدالة على التلوث البرازي"، وبالتالي فهذه المياه قد تحمل أيضا أنواعا أخرى من البكتيريا الممرضة كالتيفوئيد والشيجلا وغيرها، "لأن ظهور الإيشريكية القولونية فقط في هذه النتائج المخبرية، يعكس قدرتها على مقاومة الظروف البيئية، ولا يعني ذلك عدم وجود أنواع أخرى من البكتيريا الخطرة، في حال توفرت الامكانيات اللازمة لتأمين الإجراءات السليمة في تخزين العينات"، قال رجاء.

 يوجد في العاصمة صنعاء 360 مسجدا بها مغاطس كتلك الملحقة بجامع "قبة المهدي"، الأمر الذي يعده الأطباء الذين شاركوا في قراءة تحليل نتائج الفحص المخبري، بيئة خصبة لانتقال الأمراض الجلدية والمعوية، كالتسمم الغذائي وعدوى المعدة اللذين تسببهما بكتيريا "اشرشياكولاي، السلمونيلا"، إضافة إلى مرض الدسنتاريا (إسهال شديد واضطراب في الجهاز الهضمي)، الذي تسببه بكتيريا "الشيجيلا"، فضلا عن أمراض: الكوليرا، الاسكارس، التهاب المسالك البولية، والحبيبات الملساء، والحزام الناري...

تفتقر الحكومة إلى إحصاءات حول عدد المصابين بأمراض جلدية معدية في أوساط السكان المقدر عددهم بأكثر من 23 مليون نسمة. لكن الدكتورة بلقيس جارالله - استشارية أمراض جلدية - تقول إن 80% من المترددين على أحواض الوضوء في المساجد، مصابون بفطريات القدم.

وإلى جانب "ثآليل القدم"، تقول الدكتورة جار الله: إن الفطريات، والالتهابات البكتيرية، هي أبرز ثلاثة أمراض جلدية تنتقل بين مرتادي أحواض المساجد بمجرد ملامستها جلد المصلي، مؤكدة ان خطر هذه الأحواض الجماعية، يتزايد إلى حد إمكانية أن تؤدي بعض "الثآليل" إلى الإصابة بسرطانات الجلد.

 مصابون في مقتبل العمر

 يبدي عديد المصلين، حال المسؤولين، صدمتهم بمجرد مواجهتهم بهذه الحقائق المخبرية.

وتتزايد المخاوف من انتشار أمراض جلدية معدية في أوساط مرتادي أحواض المساجد، خاصة مع ظهور حالات معدية، لكن القليلين فقط مثل جمال حسين، بإمكانهم التأكيد على أن أمراضهم الجلدية ناتجة عن استخدام مياه الأحواض الملحقة بمساجد اليمن 75 ألف مسجد.

ويقول الطالب الجامعي جمال حسين (21 عاما)، إنه أصيب بمرض "ثآليل" القدم (فيروسات جلدية معدية، تظهر على شكل نتوءات وزوائد خشنة في أجزاء مختلفة من الجسم)، في مسجد "خيران" عن طريق العدوى من المياه التي يحملها المصلون من الحوض الملحق بالمسجد. وهو ما أكدته أيضاً الطبيبة بلقيس جارالله، المشرفة على علاج جمال.

حين أصيب "جمال حسين" بثآليل القدم التي انتقلت منه مباشرة إلى شقيقه عبدالملك، رضخ إلى رأي الأقارب في استخدام طرق تقليدية للعلاج. غير أن بثور الثآليل صارت أكثر انتشارا وأكبر حجما، قبل أن يخضع لعملية جراحية وجلسات متواصلة من الكي الكهربائي، لاستئصال هذه الفيروسات الجلدية شديدة العدوى، وغير مضمونة العلاج، وفقا لأطباء الجلد.

وفي إصابة أخرى مؤكدة طبيا، يحكي جهاد حنش "19 عاما" معاناته من ثآليل جلدية أصابت قدمه اليسرى، وأجبرته على غياب مؤقت عن مدرسته الثانوية لإجراء عملية جراحية غير مضمونة النتائج.

ويؤكد جهاد أن إصابته ناتجة عن عدوى في مسجد الحي بجولة عمران شمالي العاصمة، ويضيف: "أجريت حتى الآن عملية جراحية لاستئصال "الثآليل"، ولكن الألم لم ينته، وقال ها هي "الثآليل" تعود من جديد، وهو يشير إلى قدمه.

بين منزلي "جهاد" شمالي العاصمة و "جمال حسين" جنوبها، تنتشر المئات من هذه الأحواض، وربما آلاف المصابين بالأمراض الجلدية الجاهزة للانتقال إلى حاضن جديد.

الدواء لايعني نهاية الألم أحيانا

في عيادتها الأنيقة وسط شارع الزبيري الشهير، بدت الدكتورة بلقيس جارالله منهكة وهي تنتظر دخول من تبقى في طابور طويل من المصابين بفطريات جلدية مختلفة. إذ سردت أعراض المرض: "طبقة بيضاء بين أصابع القدم، قشور وتسلخات بين الأصابع، فطريات قابلة للانتقال بمجرد حكها إلى أي منطقة من الجسم أو جسم آخر..".

وتقول إنها خلال ثلاثة أشهر فقط، استقبلت في عيادتها الخاصة، وعيادة المستشفى الجمهوري الذي تعمل فيه صباحاً نحو 400 مصاب بأمراض جلدية، وكانت أبرز الإصابات "ثآليل القدم واليدين والفم، وفطريات القدم والالتهابات البكتيرية"، في مؤشر على انتشار أبرز ثلاثة أمراض تسببها تلك الأحواض الملوثة.

ومن شأن استمرار هذه الطريقة التقليدية في الوضوء، أن تضاعف من عدد المصابين الذين يحصل غالبيتهم، وفقا للأطباء، على الدواء من الصيدليات مباشرة، أو في العيادات غير المتخصصة وفي مرحلة متأخرة من المرض، الذي من الممكن أن يبدأ، بحسب استشاري الأمراض الجلدية الدكتور محمد الشامي، "بالتهابات جلدية معدية، ومنها التهابات ما بين أصابع القدم أو الأظافر".

ولكن الأخطر حسب الدكتورة بلقيس جارالله أن "الأدوية المستخدمة لعلاج الالتهابات الفطرية تؤثر على وظائف الكبد، خاصة وأن المريض يستخدمها لمدة سنة في حالة إصابة أظافر أصابع القدم، وستة أشهر بالنسبة لأظافر اليد".

من الوضوء وحتى سجاد المسجد

يقول عدد كبير من الناس من مرتادي المساجد تم استطلاع آرائهم وإطلاعهم على نتائج التحاليل المخبرية، إنهم يشعرون بالخوف من مياه هذه الأحواض. وبدؤوا بذكر أسماء معارفهم ممن تظهر عليهم أعراض الإصابة بأمراض مماثلة أوضحها لنا أطباء متخصصون، لكن مخاوف هؤلاء سرعان ما تحولت إلى يأس من النجاة، عندما نقلت لهم تأكيدات طبية؛ بأن المرض قد يكون كامنا أيضا على السجاد الذي يصلون عليه .

وتؤكد استشارات طبية متطابقة ودراسات علمية منشورة على شبكة الأنترنت - كالدراسة التي نشرها أستاذ الأحياء الدقيقة الطبية بكلية الطب جامعة طرابلس الليبية الدكتور خليفة السيفاو قنقيش- نهاية العام الماضي، إن رائحة العفن التي يستنشقها المصلون من سجاد بعض المساجد أثناء السجود، دليل على وجود تلوث جرثومي "بكتيريا برازية" ممرضة أو ممرضة انتهازية، لا يُستبعد انتقالها من الأحواض والمراحيض عبر أقدام المصلين.

وقد تتزايد دائرة المصابين بالأمراض الجلدية مع تردي الأوضاع المعيشية وتدني الرعاية الصحية والنقص الحاد في إمدادات المياه، التي أجبرت بعض الفقراء على استخدام مياه أحواض المساجد لأغراض غسيل مستلزمات منزلية، في عاصمة تعتبر من بين الأفقر عربيًا بالمياه.

ووفقًا للأطباء فإن المحظوظين فقط ممن يتمتعون بقدر عالٍ من المناعة، بإمكانهم الإفلات من خطر الإصابة بأمراض جلدية معدية مثل تلك. يفاقم خطر الإصابة وجود جروح أو تشققات في القدم. ويفسر الدكتور محمد الشامي ذلك بقوله: "دخول البكتيريا سيكون أسهل للإصابة بالالتهابات الجلدية والتقيحات والدمامل والصنافير وغيرها".

لأن جلد الإنسان -بحسب الشامي- يعد خط الدفاع الأول، وأن وجود بعض الجروح "يمثل أسهل طرق البكتيريا لاختراق جسم الإنسان.. وفي حال توغلت هذه البكتيريا في الجسم فقد تفرز سموما تسبب الشلل، وأخرى قد تصل إلى الدم وتؤدي إلى التسمم والتهابات حادة داخل العضلات..".

ألم ومخاوف

ويعتبر صالح شمخ، قيم جامع النهرين العريق في المدينة القديمة، عدم وجود مواد النظافة سبباً تلوث تلك المياه موضحا أن "مواد النظافة تأتي كل ثلاثة أشهر من وزارة الأوقاف وبكميات محدودة جدا بالإضافة إلى أن القائمين على هذه المساجد يتقاضون أجورا زهيدة تتراوح ما بين 5 - 10 آلاف ريال شهريا تعادل (25 – 50) دولارا".

يظهر التدقيق في بيانات وزارة الأوقاف، أن النظافة ليست ذات أولوية حكومية حاليا. فوفقا للإحصائيات فإن وزارة الأوقاف تشرف فقط على 502 من إجمالي عدد المساجد البالغة 1300 مسجد في صنعاء، بينها 100 مسجد تتبعها مرافق إيرادية وقفية. ذلك يعني أن 700 مسجد تعتمد على الإشراف الأهلي والمبادرات الخيرية وتبرعات بعض رجال الأعمال.

يقول مدير إدارة المساجد بمكتب أوقاف صنعاء إبراهيم سنان: "لدينا صعوبات كثيرة، وفي مقدمتها عدم توافر الإمكانيات المادية والبشرية للإشراف على جميع المساجد..".

ويؤكد أن الإمكانيات الشحيحة لا تفي حتى بأجور عمال النظافة البالغ عددهم 420 عاملاً.

ويضيف سنان: "إذا توفرت الإمكانيات المطلوبة لإدارة المساجد تستطيع معالجة معظم المشاكل القائمة، أما قضية الأحواض فإزالتها بحاجة إلى قرار وزاري".

وفي رده على ذلك يقول وكيل قطاع الأوقاف الدكتور حميد المطري،: "إن عدم توافر الاعتماد المالي وراء القصور القائم في نظافة المساجد، الأوقاف ليس لها أي دعم حكومي لتلبية متطلبات المساجد بصفة دورية ومتقاربة".

غير أن الوكيل المطري، وعد بإصدار تعليمات لإزالة أحواض مغاسل الأرجل من المساجد التي يتم شراء احتياجاتها من المياه، وتلك التي يتم تغيير مياهها كل ثلاثة أو أربعة أيام، على أن تكون حنفيات الوضوء قريبة من صروح الجوامع بعيدًا عن أي أثر للنجاسة، لكنه قال ان المغاطس (أحواض الغسل والوضوء الجماعي) "يجب الحفاظ عليها كونها أصبحت آثارا تاريخية في بعض المساجد القديمة".

وحتى إجراءات الرقابة على الأحواض مرهونة بوجود دعم مركزي، حسب الوكيل المطري الذي قال: "في حال تم اعتماد دعم مركزي، سنعيد تنظيم الحمامات وأماكن الوضوء وفقا لمعايير حديثة"، وتابع: "نطالب الحكومة باعتماد مبالغ مالية للمنظفين".

أحكام شرعية لا يفقهها المصلون

لم يقتصر الضرر على الجانب الطبي فقط، بل امتد إلى مشروعية العبادة. يقول نائب مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد غنيم: "إذا صح طبيا وجود هذه الأمراض المذكورة، فلا يجوز استخدام هذه المياه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار".

وأضاف: "من المسائل المجمع عليها عند الفقهاء، أن الماء إذا تغير بالنجاسة طعمه أو لونه أو رائحته فقد أصبح نجسا لا يجوز استعماله للوضوء أو غيره".

ويؤيد الشيخ غنيم في هذا الرأي الشيخ جبري إبراهيم – إمام جامع غزوة بدر الكبرى - بالقول: "كمية المياه التي يتم وضعها في غالبية أحواض مغاسل الأرجل، قليلة ولا تبلغ قلتين (100 لتر)، لذلك نراها وقد تغيرت في اللون وربما الرائحة، ولا يجوز استخدام ما يسبب الضرر للناس".

بانتظار تعليمات جديدة تقرها وزارة الأوقاف للحد من هذه الظاهرة، يبقى الآلاف من المصلين في مساجد اليمن ضحايا محتملين لمغاسل الوضوء والطهارة الملوثة.

تم اعداد هذا التحقيق الاستقصائي، بدعم من شبكة اعلاميون من اجل صحافة استقصائية عربية(اريج)، وبإشراف من الزميل خالد الهروجي.