آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

اليمن اليوم
بقلم/ زيد علي باشا
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 24 يوماً
الإثنين 03 أكتوبر-تشرين الأول 2011 07:33 م

اليمن اليوم ولاية جائرة و ثورة حائرة و جماهير متفرجة و أعين متربصة. اليمن اليوم تخلف عن التخلف وجهل على الجهل و عمى البصيرة. اليمن اليوم مؤهل للإنهيار بامتياز. اليمن اليوم قد أصبح كئيبا من طول الحزن و شدة البؤس. اليمن اليوم أسوأ مما كان عليه قبل خمسين سنة .

اليمن اليوم يدخل عهدا جديدا إلا أن ثمة صراعات سياسية شرسة و عداوات عمياء و عصبيات نتنة و خذلان و تباطئ و تثاقل تحول بين وصول السفينة إلى بر الأمان الذي هو على مرمى البصر. و نخشى ألا تتحمل السفينة هذه الأمواج المتلاطمة أو أن تضيع في عرض المحيط فنهلك جميعا. اليمن اليوم يدخل عهدا جديدا يمكن أن يكون عهد رخاء و ازدهار و أمان .

علينا جميعا أن نكون أكثر وطنية و ألا نختزل تحديات هذه المرحلة الإنتقالية في أطر ضيقة حزبية أو مذهبية أو شخصية أو مناطقية و أن نوسع آفاقنا و صدورنا لتسعنا الأرض فما ضيق الأرض إلا من ضيق الصدور. كنت أظن أن الرئيس و من معه هم وحدهم من سلكوا هذا المسلك الضيق بتخليهم عن المصلحة العامة إلا أن الثوار و من ورائهم و من أمامهم قد سلكوا نفس المسلك بتخليهم عن الحنكة و الحكمة و جعلهم أصابعهم في أذانهم و هم يرددون شعارات ثورية انفعالية انتقامية. و آسفاه .

نقدر أن جور الحاكم و فساده هو و من معه قد ضيع البلاد و العباد إلا أنه يجب التنويه إلى أن ما نجنيه اليوم هو حصاد السكوت و التقاعس الطويل و إلى أهمية الواقعية في التعامل مع الحياة. و الواقعية سمة لديننا. أما رأيتم كيف تعامل الإسلام مع ظاهرة الرق و العبودية مثلا و كيف تخلص منها تدريجيا؟ و لنا في رسول الله صلى الله عليه و سلم أسوة حسنة في حنكته السياسية و تسامحه و تدرجه في الوصول إلى مآربه. أوَ يسير غاندي و مانديلا على خطى الحبيب و نغرق نحن أهل الإيمان و الحكمة في أحقادنا؟ ليس هدف الثورة محاكمة الرئيس أو إعدامه. أليس فيكم أيها الثوار رجل رشيد؟

كما يجب التنويه إلى أن الثورات تصنع و لا تستنسخ و أنه يجب أن تستمد الثورات شرعيتها من الداخل لا من الخارج لتكون ثورة شعبية حقيقية. ما لنا و مال أمريكا و الاتحاد الأوروبي و غيرهما؟ ما لنا نستجديهم و نحرص على مباركتهم و تأييدهم للثورة؟ هذا عهد جديد رضي من رضي و سخط من سخط. نريد ثورة يمنية شعبية لا تسعى وراء تحقيق مكاسب حزبية و نريدها بقيادة رشيدة حكيمة تضع الأمور في نصابها و تجعل لكل حدث حديث. نرفض العفوية و الرعونة و التحدي. لا بد من تصحيح مسار الثورة الحالي نحو الأهداف التالية :

أولا، القضاء على الفساد المالي و الإداري بجميع صوره و على كل المستويات بما في ذلك احتكار السلطات و المناصب في مؤسسات الدولة و على رأس ذلك رئاسة الجمهورية .

ثانيا، توطيد دعائم مؤسسة القضاء و تفعيلها .

ثالثا، الحفاظ على وحدة الأرض و الشعب و عدم التفريط بنضال الشعب اليمني و تضحيات شهدائه إيمانا بأن يد الله مع الجماعة و تقديما للمصلحة العامة في سبيل تحقيق آمال و تطلعت الأمة .

 

رابعا، العمل بمبادئ العدالة الإجتماعية و الحريات الإنسانية التي نصها علينا ديننا القيم و التي يؤيدها دستور بلادنا و هي مبادئ واسعة راسخة ممتدة جذورها في عقولنا و قلوبنا تستوعب وجهات نظرنا جميعا و توفر لنا قاعدة عريضة للعمل الوطني. و يترتب على ذلك إدارة البلاد و مواصلة مشروع بناء دولة اليمن الحديثة ضمن شراكة وطنية تراعي اختلاف وجهات النظر و تجارب الناس و خلفياتهم الثقافية و الإجتماعية دون إقصاء أو تهميش أو تحيز و بعيدا عن التطرفات المذهبية و العصبيات القبلية .

أما والينا فلا بارك الله في شعب هو قائده و لا بارك الله فيمن زيف له الحقائق من حوله و أعلى شأنه حتى كاد أن يكون سادس الخلفاء الراشدين بما في ذلك العلماء الذين تتقلب أهوائهم بتقلب مزاج الوالي و مواقفه. دعوا عنكم حديث الشرعية الدستورية فهو حديث هراء و كلمة حق يراد بها باطل. لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. يجب أن نوفق بين تعاليم ديننا و ألا ننظر لحديث أو آية نظرة مجردة. ليست طاعة الوالي مطلقة أو مستقلة فليس ذلك إلا لمحمد بن عبد الله. إن طاعتنا لعلي عبد الله صالح مرهونة بطاعته لله فينا و اتباعه لهدي رسول الله. هي طاعة مشروطة مقرونة و ليس الناس عبيدا لأحد لتكون له طاعة مطلقة. اليوم نعلنها ثورة على آلِ الأحمر كما أعلناها على آلِ حميد الدين من قبل فشرعية هذه كشرعية تلك. ألا بعدا للظالمين .

قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير

و أما الجماهير المتفرجة و هم كثير جدا أو أولئك الذين انضموا إلى الثورة على استحياء و أظن أنني منهم فعلينا أن نترك الأعذار الواهية و ألا نخفي مخاوفنا وراءها بحجة أن من هم أدهى و أمر قد تسلقوا الثورة و أننا لن نستبدل عليا بعلي و أحمرا بأحمر. لو عملنا بهذه القاعدة لما قامت لدولة الإسلام في المدينة قائمة و لما كان بين المسلمين خالدا سيفا من سيوف الله التي نصر الله بها المسلمين يوم مؤتة و يوم اليمامة و يوم اليرموك. و لو عملنا بهذه القاعدة لما غزا رسول الله بجيش يعلم أن فيهم أمثال عبد الله بن سلول زعيم المنافقين. لم نؤمر بأن نشق صدور الناس و الحذر واجب لكن دون إسراف معيق للتقدم. بل أمرنا أن نقف مع الحق و ألا نخذله و سيميز الله الخبيث من الطيب. فلنحرص على أجر الآخرة بالمسارعة إلى نصرة الحق دون تردد أو استحياء و برباطة جأش و لنشعل شمعة بدل أن نلعن الظلام .

هذا عهد جديد فلنجعله عهدا مشرقا. و الله ولي الهداية و التوفيق. اللهم إن علمك بالحال يغنيك عن السؤال و قد ضاق الحال و أنت أرحم الراحمين .