الاعلان عن حادث بحري قبالة سواحل المخا الاثاث التركي يغزو العالم.. تركيا تجني ارباح مليارية من صناعة الأثاث أسطول الحرية ... يتراجع أمام العراقيل الإسرائيلية ويعلن تأجيل انطلاقه مباحثات عمانية - أميركية لإنهاء التوتر في البحر الأحمر و مناقشة خارطة السلام باليمن نتنياهو يضرب بعرض الحائط بقرارات محكمة الجنائيات الدولية إردوغان يغلي فجأة زيارته للبيت الأبيض بحضور أبناء الشيخ الزنداني. محافظة مأرب تقيم مجلس عزاء في فقيد الوطن والأمة العربية والإسلامية.. وسلطان العرادة وقيادة السلطة المحلية في مقدمة مقدمي العزاء حتى لا تقعون ضحية.. تحذير عاجل من وزارة الحج السعودية افتتاح أول مكتب لصندوق النقد الدولي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هنية ومشعل.. شاهد قيادات حركة حماس تحضر مجلس عزاء الشيخ عبدالمجيد الزنداني
لا يخفي عدد من أبناء شعبنا في الشمال بما فيهم مثقفون وإعلاميون مخاوفهم من انفصال الجنوب كما لا يخفي عدد من أبناء شعبنا في الجنوب مخاوفهم من سيطرة القبيلة والعسكر على السلطة في اليمن وإعادة إنتاج نفس النظام الذي أوسع الجنوب ظلما وقهرا ونهبا وتشريدا منذ ما بعد حرب صيف 1994 وحتى اليوم.
المخاوف السالفة الذكر ليست من خيال الكاتب بل هي حقيقة نلمسها كل يوم في غير مكان من خلال أحاديث الناس وفي كتاباتهم ونشاطاتهم المختلفة وفي تقديري أن هذا النوع من المخاوف أو الهواجس المقلقة تحضر حينما يغيب المشروع الوطني الحقيقي الذي يلبي تطلعات الشعب شمالا وجنوبا في دولة مدنية وطنية قائمة على الشراكة والمواطنة المتساوية مع أن العقلاء يدركون أن الوصول إلى هذه الدولة ليس أمرا سهلا في بلد كاليمن مثقل بموروث ثقافي واجتماعي متخلف ومعقد إلا أني أجد نفسي متفقا مع من يبحث عن تطمينات أو ضمانات توحي بوجود جدية ومصداقية في الوصول إلى هذه الدولة فعلا وليس قولا لاسيما إخواننا في الجنوب الذين ينتظرون أن يأتيهم ذلك من صنعاء بعد اليأس الذي أصابهم بسبب الكذب والخداع مع أني أراء في الثورة السلمية الضمانة الوحيدة والحقيقية لتحقيق كل التطلعات.
إذن صنعاء معنية بإرسال إشارات مطمئنة ليس للجنوب فحسب فيما يتعلق بالشراكة ولكن لدعاة وأنصار الدولة المدنية الحديثة في الداخل والخارج ولإخواننا في صعدة وإزاء كثير من القضايا التي تلبي تطلعات اليمنيين في الدولة التي ينشدونها وخرجوا إلى الساحات من أجلها فإلى الآن لا يبدو أن هناك تطمينات حقيقية وموضوعية تجعل الناس يشعرون أنهم فعلا يلجون إلى اليمن الجديد الذي ينشدوه.
صحيح أن الثورة هي الضمانة الوحيدة والموضوعية للوصول إلى اليمن الجديد ولكن ذلك يعني أن الكثير من الوقت سوف يقطع والكثير من الجهد سوف يبذل لتأمين المستقبل وإزاحة كل الهواجس والمخاوف التي تهدده وهذا يتوقف على مقدرة الناس في مواصلة النضال وقدرتهم على الصبر... وبالنضال وحده سيتحقق المستحيل.
لقد أسقطت ثورة لحراك المشروع الصغير المسمى "الوحدة بالقوة أو الوحدة المعمدة بالدم" كما أسقطت ثورة الشباب المشروع الصغير المسمى "فك الارتباط أو الانفصال" لتضع الثورة الممتدة والمستمرة اليمنيين شمالا وجنوبا أمام استحقاق جديد يتعلق بالمشروع الوطني الكبير المعمد بالشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية والفرص المتكافئة والعدالة والحرية والديمقراطية وسيصبح البحث خارج هذا المشروع ضربا من العبث وسجالا لن يفضي إلى شيء مفيد وربما تصبح القوى التي تسعى للعب بعيدا عنه هدفا للثورة المستمرة كما هو الحال بالنظام العائلي العسقبلي.
الحال أن الثورة ستواصل عملية الكنس - كما يبدو- لكل العصبيات التي لا تمتلك مشروعا حقيقيا لبناء الدولة بقدر ما تسعى للسيطرة على السلطة وإعادة إنتاج الماضي شمالا وجنوبا فهناك من يرى أن المتهافتين على السلطة من الداخل والخارج لا يمتلكون مشروعات مدنية لبناء الدولة بقدر ما يمتلكون مشروعات للسيطرة والتقاسم وفي ظل هذا الجو المشحون بالجدل والقلق فإنه يلزم الثورة القول وهي مطمئنة إن (القبيلة لن تسيطر والجنوب لن ينفصل) على أن يتحول ذلك ليس لشعار ثوري فحسب وإنما لهدف يتبعه عمل حقيقي في إيجاد مشروع وطني يعيد بناء اليمن من جديد وإقامة الدولة المنشودة وإصلاح الوعي المدني والاجتماعي.
يتطلب لقيام بذلك عدة خطوات تمهيدية هي:
- الابتعاد عن التعصب وثقافة التحدي لأن ذلك يعطل العقل ويقف حائلا أمام التفكير في الوصول إلى المشروع الوطني والمشروعات المدنية والثقافية الاقتصادية الحاملة له.
- إعادة بناء الثقة والتأسيس لعلاقات المستقبل على قاعدة الفكر المدني والمصلحة الوطنية لا الفكر الصراعي والذاتية والعصبية.
- إيجاد تطمينات موضوعية وحقيقية متبادلة والتخلي عن الهواجس الأمنية.
- أي تشكيلات لمجالس أهلية ووطنية وثورية وغيرها ينبغي أن تأخذ بمعايير الدولة والثورة وليس معايير ما قبل الدولة والثورة.
- إعداد برامج ثقافية وإعلامية مدنية لتمدين المجتمع وإدماج المؤسسة القبلية في الحياة المدنية ومحاربة
العصبيات.
- خلق وعي بثقافة القانون.
- تنمية الوعي بكون الجنوب ليس أرض وثروة وإنما إنسان وشعب يريد الكرامة والحرية والمساواة والعدالة.
- الإيمان بقدرة الثورة على إحداث التحولات الكبرى في اليمن وإنتاج المشروعات المدنية والحضارية وعدم الاستهانة بتضحيات الشعب في الشمال والجنوب.
- التنقيب عن المواهب والمبدعين وقادة المستقبل والحفاظ عليهم وتقديمهم بصورة صحيحة ومساعدتهم على تجاوز بعض العثرات والمعوقات بالنصح الأمين والصادق لا بتوريطهم أو مخاطبتهم بلغة الرموز والإشارات فمثل هؤلاء ما يزالون أصحاب عقول نظيفة وقلوب رطبة خبرتها وتجربتها في الحياة والسياسة ما تزال متواضعة رغم ما يحملونه من خير وما لديهم من إصرار وعزيمة في مواصلة المشوار.
- الابتعاد عن ثقافة الإقصاء والتخوين والتشكيك التي أضرت باليمن وأوصلته إلى ما وصل إليه ومعالجة كل المشكلات بروح وطنية عالية محبة الخير للجميع وتنشد المستقبل الآمن.
- الإيمان بتحقق المشروع الوطني والدولة المدنية والمواطنة المتساوية والشراكة وعدم اليأس من ذلك بل المضي صوب هذا الهدف بكل إصرار وعزيمة.
- الإيمان وبقوة بأن الجنوب لن ينفصل والدولة المدنية والشراكة بالاتحادية أو الفيدرالية ستتحقق والعصبيات ستزول والقبيلة لن تسيطر بل ستكون مؤسسة مدنية حامية للمشروع الوطني وكل من سيحاول أن يقف أمام هذه التطلعات سيكون هدفا للثورة" والله المستعان.
b.shabi10@gmail.com