بينهم نحو 40 صحفيًا وكاتبًا.. منظمة تتحدث عن موجة اعتقالات حوثية عشوائية تستهدف المدنيين في مناطق الميليشيات المليشيات تدشن حملات تجنيد إجبارية للطلاب والكادر التربوي في صنعاء دبلوماسي أمريكي: الصين شجعت الحوثيين على مهاجمة سفن الدول الأخرى ورفضت إجراءات دولية ضدهم بعد الكشف عن تصفية غالبية قادة حزب الله .. واشنطن وتل أبيب ترصدان 7 ملايين دولار لمن يبلغ عن الناجي الوحيد من اغتيالات قادة «حزب الله» استشهاد دكتور يمني مع أمه في قصف شنه جيش الإحتلال الإسرائيلي آخر التقارير والمعلومات بشأن مصير خليفة حسن نصرالله.. وحزب الله يلتزم الصمت أرقام توضح كم جريمة ضبطتها أجهزة أمن العاصمة عدن خلال 3 أشهر معارك طاحنة والجبهات الأوكرانية تتساقط..و روسيا تحرر بلدة أوغليدار الهامة استراتيجيا ارتفاع حصيلة الحرب في غزة إلى 41825 قتيلاً تفاصيل 18 غارة أميركية بريطانية على اليمن
لاشك أنّ الحراك الجنوبي هو الرافعة السياسية للقضية الجنوبية، قضية الإنسان الجنوبي وحقه في المشاركة في السلطة والثروة. الغريب أن هذه الرافعة لا تريد حتى الآن أنْ تتوحد وتمارس السياسة لقطف ثمار نضالها الشعبي ضد سياسة الظلم والتهميش وإقصاء الآخر.
أستطيع أن أفهم ولا أتفهم رفض مكونات حراكية كبيرة المشاركة في الحوار الوطني، فهم يعلمون أن مربع السياسة يعني تقديم تنازلات جوهرية،فالبيض مثلاً يعتقد أن أي تنازل عن سقفه في طاولة الحوار سيرمي به في سقف ناصر والعطاس وعندها سيبدو المشهد للشارع الجنوبي وكأنّ خيار الرجلين كان أقرب للواقع وسيكون البيض هو الورقة السياسية–الكرت توفقاً لسياسة صنعاء- المحروقة التي لمّعت خصومه، أو هكذا يظن.
على الطرف الآخر، يغامر العطاس وناصر وجناح الحراك المؤيد لهما بدخولهم في الحوار الوطني بدون الجناح الآخر، وهم يدركون جميعاً أن فشل الحوار سيدفع الجنوبيين نحو خيارات البيض. أنظروا لقد أخبرتكم منذ البداية -مع صوت القهقهة- هذا ما سيقوله البيض في أول خطاب له على شاشة قناة عدن لايف بعد أول تعنّت شمالي حقيقي على طاولة المفاوضات – الحوار مجازاً.
وبين صراع الأجنحة الحراكية ومؤيديها في الداخل على زعامة القضية ضاعت الأخيرة. نسيت القيادات الحراكية أن القضية الجنوبية أكبر من الحراك الجنوبي وأن الإنسان الجنوبي هو لبّها وجوهرها وغايتها وما الحراك الّا المعبر-الشرعي- عن طموحات هذا الإنسان للخروج من مأزق التوحد مع دولة التهمت حقوقه الاقتصادية والسياسية، وأنّ عودة هذه الحقوق بأي شكل من الأشكال وضمان عدم فقدانها مرة أخرى سيعني بطبيعة الحال حلاً للقضية وانتهاءً للمشكلة فالقضية ليست صنماً نعبده بل حقاً نطلبه، أما من يريدون أن يتسلقوا الثورات وقضايا المواطنين شمالاً وجنوباً فهم من سيرفضون الحلول التي تصب في خدمة الإنسان حتى يحققوا هم مصالحهم.
على الطرف الآخر مازالت زعامات الشمال وللأسف الشديد تستخدم القضية الجنوبية كتكتيك لصراعاتهم السياسية، فصالح الذي ترك الحكم بعد ثورة شعبية يزايد على الإصلاح بقدرته على حماية الوحدة لتعزيز شعبيته. أما الإصلاح فقد قرر أن يترك كل الجنوب ساحةً للحراك، اللهم الّا من بعض التحركات الشعبية الخجولة التي لا تحمل مشروعاً حقيقياً ولا رؤية مقنعة أو حتى غير مقنعة. يخشى الإصلاح أن يعلن مشروعه لحل القضية الجنوبية ويفضل سياسة الصمت ربما خوفاً من خسارته لكتلة ناخبيه الكبرى في الشمال أو ربما لأنه يعتقد أن مشروعه قد يساعد على توحيد قوى الحراك وتشددهم. لكن الأكيد أن سياسة أحزاب الشمال وزعاماته -رغم كل خلافاتهم والفروق الجوهرية بينهم التي تفوق مثيلاتها في الجنوب- ستفضي في الأخير الى مشهد دخولهم الحوار كممثلين عن شعب الشمال في مواجهة أطراف جنوبية تحمل مشاريع مختلفة قد تتوحد عند أول إعلان صادم عن مشاريع الطرف الآخر. الإنسان الجنوبي وبعد كل ماجرى له أصبح إنسان يملئه الشك ويتحسس من كل موقف وإن أردتم المزيد فاسألوا أعضاء اللجنة الفنية كيف كان الجنوبيين جميعاً يناقشون المواد مادةً مادةً وسطراً سطراً ويسألون عن معنى كل كلمة. إنه الشك وسياسة الوقوف على حرف.
أما الطرف الذي يستطيع أن يخلط كل الأوراق من جديد فهو الرئيس هادي وحزمة قراراته المتوقع صدورها لمعالجة قضايا مطلبية جنوبية. إنّ حجم ونوعية تلك القرارات ومدى إعادتها الإعتبار للإنسان في الجنوب قد يعني تنفيساً للإحتقان ومساعدةً للأطراف الجنوبية الراغبة في المشاركة أن تسجل إنتصاراً ولو صغيراً في الشق الحقوقي للقضية الجنوبية وتترك الشق السياسي لطاولة المفاوضات. حينها فقط تستطيع تلك القوى أن تحاجج أنّ القضية الجنوبية ومصلحة الإنسان الجنوبي أهم وأكبر من مصالح زعامات الحراك.